يعد أحمد خيري العمري كاتبا ومفكرا بارزا تميزت أعماله بالجمع بين الفكر الإسلامي والأسئلة العصرية، وهو ينتمي إلى جيل من المثقفين الذين يسعون لإعادة قراءة التراث الإسلامي في ضوء التحديات الراهنة، ومن خلال كتاباته المتنوعة، يسعى لإيقاظ الروح الفكرية والنقدية لدى القارئ العربي، في السطور التالية تعرف على مسيرته وأهم أعماله.
من هو أحمد خيري العمري؟
هو كاتب ومفكر وطبيب أسنان عراقي، ولد في عام 1980 في العاصمة العراقية بغداد، وهو واحد من أشهر الكتاب والمفكرين العرب الذين تميزت أعماله بطرح قضايا الإنسان المسلم.
درس العمري طب الأسنان، إلا أنه وجد شغفه الحقيقي الكتابة، وقد بدأ رحلته في الكتابة بإصدار كتاب "البوصلة القرآنية، والتي قدم فيها منظورًا جديدًا فهم القرآن كأداة توجيهية للحياة.
تميزت كتابات أحمد خالد العمري بطرح قضايا إنسانية وإسلامية، واعتمد فيها على لغة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه، ومن أبرز مؤلفاته "كيمياء الصلاة"، و"سلسلة ضوء في المجرة"، التي تتناول قضايا الشباب العربي.
وعلى الرغم من أن العمري من الكتاب المتأثرين بالفكر الإسلامي، إلا أنه أسلوبه يتسم بالجرأة بمناقشته العديد من القضايا الشائكة، منها الصراع مع الذات، والهوية والحداثة، وهي القضايا التي عرضته لبعض الانتقادات، إلا أن تأثيره امتد خارج حدود بلاده، وترجمت أعماله إلى بعض اللغات الأجنبية.
دراسته وعائلته
ولد الكاتب أحمد خيري العمري في بغداد، وهو ينتمي إلى الأسرة العمرية التي تعود نسبها إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والده هو المؤرخ والقاضي العراقي خيري العمري. درس العمري طب الأسنان، وتخرج من جامعة بغداد عام 1993، إلا أنه اشتهر ككاتب إسلامي.
عقيدة أحمد خيري العمري
يتساءل البعض هل أحمد خيري العمري سني أم شيعي، والعمري ينتمي إلى المذهب السني.
كتب أحمد خيري العمري
ألف الكاتب أحمد خيري العمري العديد من الكتب التي ناقش فيها قضايا فكرية مختلفة، ويعتمد في كتاباته على التاريخ الإسلامي والمفاهيم القرآنية. عُرف العمري بأنه كاتب غزير الإنتاج، وتتنوع أعماله الأدبية بين الروايات والرسائل الأدبية والأبحاث العلمية، فضلًا عن عشرات المقالات التي نشر في صحف عربية، مثل العرب القطرية، والقدس العربي في لندن.
من أشهر كتب العمري كتاب "البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثًا عن الخارطة المفقودة"، وهو الكتاب الذي سبب جدلًا واسعًا، ولاقى ردود فعل متباينة بين الرفض والقبول، إلا أن الطبعة الأولى من الكتاب نفذت في وقت قياسي.
كان الهجوم على الكاتب والكتاب؛ لأنه هاجم بعض المفاهيم التقليدية التي تخالف الخطوط العامة في القرآن، كما أنه تحدث في كتابه عن فترة تاريخية حرجة في التاريخ الإسلامي، وهي فترة ما بعد الخلافة الراشدة.
في عام 2004، أصدر العمري كتابه الثانية "ليلة سقوط بغداد"، وهو كتاب أشبه بسيرة ذاتية، فقد تحدث العمري في هذا الكتاب عن عائلته ونسبه والمناصب اتي تقلدها شخصيات مهمة في عائلته، ثم اتجه إلى الحديث عن تاريخ العراق الحديث، وتحديدًا تاريخ بغداد.
في هذا الكتاب، يتحدث أحمد خالد العمري من وجهة نظره عن الأسباب الظاهرية والعميقة التي كانت وراء سقوط بغداد واحتلال أمريكا للعراق عام 2003، ووجه في هذا الكتاب اللوم إلى العشائرية والمذهبية إلى ما وصلت إلى العراق، ويعد هذا الكتاب من أفضل كتب أحمد خيري العمري.
في عام 2005، بدأ العمري سلسلته الشهيرة "ضوء في المجرة" وهي سلسلة مكونة من 6 روايات، وهي "الذين لم يولدوا بعد"، و"أدرنالين"، و"يوم، شهر، سنة"، و"كش ملك"، و"غريب في المجرة"، و"تسعة من عشرة".
أصدر كذلك كتاب: "الفردوس المستعار والفردوس المستعاد: ثوابت وأركان من أجل حضارة أخرى"، ويناقش في هذا الكتاب قيم الحضارة الأمريكية، ويبين التعارض بينها وبين القيم الإسلامية التي يرى أنها نواة النهضة الإسلامية.
في عام 2006، أصدر رواية "أبي اسمه إبراهيم"، ثم أصدر سلسلة "كيمياء الصلاة"، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا، ومكونة من 5 كتب، منها "سدرة المنتهى". في عام 2009، أصدر رواية "ألواح ودسر".
ومن روايات أحمد خيري العمري "لا نأسف على الإزعاج"، و"ليطمئن قلبي"، و"بيت خالتي"، و"شيفرة بلال"، و"القرآن لفجر آخر"، و"استرداد عمر"، و"سيرة خليفة قادم"، و"طوفان محمد".
من هو كاتب رواية بيت خالتي؟
ألف الكاتب العراقي أحمد خيري العمري رواية "بيت خالتي" وهو أحدث رواياته، وهي الرواية التي تروي معاناة المعتقلين في سجون السورية، وتناقش الأساليب الوحشية المستخدمة في تعذيب المعتقلين، والآثار النفسية التي تتركها على الضحايا والمجتمع.
برامج تلفزيونية
وبجانب المؤلفات والمقالات، ظهر أحمد خيري العمري في عدة برامج تلفزيونية، ومنها برنامج "لا نأسف على الإزعاج" الذي بث على قناة الشارقة، واقرأ خلال شهر رمضان، واعتبر البرنامج ساحة للمعارك الفكري التي يقودها العمري أمام الفكر التقليدي.
من برامجه كذلك برنامج "سبع دقائق لتغيير العالم"، والذي نشر على قناته الرسمية على اليوتيوب، ثم برنامجه "Anti إلحاد" وفيها يقدم أسباب الإلحاد، ويقدم حججًا للملحدين، ويعرض لهم الحلو والأفكار، وقد عرض البرنامج أيضًا في شهر رمضان.
من أقوال أحمد خيري العمري
"كان من المؤلم جداً أنّ الناس لا يصلون... ولكنه كان من المؤلم أكثر، أنهم إذا صلّوا، ربما لا يتغيّرون" من كتاب المهمة غير المستحيلة.
"عندما تعيش طوال عمرك تحت سقف واطئ لدرجة أنك تضطر لحني ظهرك حتى تسير فإن هذا السقف الواطئ سيصير مع الوقت هو حدود طولك، سيتكيف ظهرك مع هذا السقف، سيحدودب، ستنحني (كلك).. وستصير، مع الوقت، على مقاس ذلك السقف الواطئ.. حتى لو أزيح السقف، حتى لو تفجر، وصارت السماء هي الحدود المفترضة.. فإنك ستظل محني الظهر، على مقاس ذلك السقف الواطئ.. لقد تشكلت على أساسه، تقولبت بحدوده، ولن يكون من السهل أن تتطاول لتتجاوزه". من كتاب المهمة غير المستحيلة.
"إن أخبث وأسوأ أنواع القيود والأغلال هي التي لا ترى، لأن العبد الذي يقيده سيده بالأغلال يعلم أنه عبد، لكن عندما تكون القيود غير مرئية ، فإنه لا يعلم أنه عبد، سيظل يتصور نفسه حراً، بينما عقله وإرادته، مقيدة، ويجره بها سيده كما يجر الكلب.. بتلك الأغلال التي لا ترى". من كتاب "ألواح ودسر".
نظرة على فكر أحمد خيري العمري
ساهم الكاتب والمفكر العراقي أحمد خيري العمري بإضافة نوعية إلى فكر النهضة، وهو الفكر الذي يعد المفكر مالك بن نبي أحد أبرز رواده. استطاع العمري الوصول بخطاب النهضة إلى شريعة واسعة، وخاصة من الشباب، بفضل أسلوبه ولغته البسيطة، واعتماده على تأصيل قرآني جعلت أفكاره أكثبر قبولًا.
في كتابه "البوصلة القرآنية"، أبرز العمري مفهوم التساؤل الإبراهيمي، الذي اعتبره جوهر الإسلام الأول، ويعرض فيه شخصية النبي إبراهيم كمثال على الإيمان الذي ينبع من التساؤل والبحث ورفض الأجوبة السائدة.
يرى العمري أن النهضة الحقيقية تبدأ بتغيير المفاهيم الشعبية السائدة، وهو ما يسميه "العقل الجمعي" ولتحقيق ذلك اقترح عملية الاستئصال والتأثيل، حيث يتم تفنيد المفاهيم السلبية، وتعميق المفاهيم الإيجابية من خلال النصوص الدينية.
وفي مؤلفاته وكتبه، يوجه العمري انتقادات لاذعة للمؤسسة الدينية التقليدية، ويرى أنها تحمل إرثًا مختلطًا بالموروث الشعبي والسياسي، كما أنه ينتقد من يسميهم "أدعياء التجديد"، ويرى أن غياب الضوابط في أفكارهم أدى إلى خلط التجديد بالتفلت.
في مؤلفاته، عالج أحمد خيري العمري قضايا دينية واجتماعية معاصرة، مثل الشذوذ الجنسي، كما انتقد القيم والأفكار الغربية التي تغلغلت في المجتمعات الإسلامية.
وعلى الرغم من الإشادة الكبيرة لأعمال ومؤلفات وآراء أحمد خيري العمري، إلا أنه واجه انتقادات عدة، منها انتقادات على لغته الحادة في الهجوم، وخاصة الهجوم على العلماء والرموز الدينية والمجتمعية.
يؤخذ عليه أيضًا أنه لم يدرس العلم الشرعي بطريقة أكاديمية، كما اتهمه البعض بتمجيد العقل، فيرى أن الحجة التي آتاها الله لإبراهيم هي العقل، والقرآن هو المعجزة الوحيدة.