رجل العلم الغزير والأدب الجم والحدث الحلو هكذا وصف العلامة الشيخ أحمد حسن الباقوري الذي يعد من أهم علماء الأزهر الشريف وأشهر دعاة الإسلام والقومية العربية الذي قام بدور كبير لثورة الأزهر عام 1935، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
حياة أحمد حسن الباقوري ونشأته
ولد الشيخ الباقوري في 26 مايو عام 1909 في قرية باقور في مركز أبو تيج في مديرية أسيوط، وهو أحد أشهر علماء الأزهر الشريف في مصر.
كان للباقوري أخ أكبر منه ولد عام 1907 ولكنه توفي، لذا أعطاه والده شهادة ميلاد أخيه المتوفي، لذا فإن يوم مولده في الأوراق الرسمية هو 1907.
تزوج الباقوري من ابنة الشيخ محمد عبد اللطيف دراز الذي كان وكيلًا للأزهر الشريف وأحد زعماء ثورة 1919 والذي نفي مع سعد زغلول وكان عضوًا في مجلس الشيوخ قبل ثروة 19، وأنجب منها 3 بنات، وهن ليلى، وعزة، ويمنى.
يعود أصل عائلة الباقوري إلى سوسة في المغرب، حيث انتقل جدة إلى بلدة دونية في الصعيد، وبعدها انتقل مجددًا إلى باقور واستقر بها. توفي الباقوري في 27 أغسطس عام 1985 عن عمر 87 عامًا أثناء علاجه في لندن.
دراسته
درس الباقوري في كتاب قريته وحفظ القرآن كريم كاملة، ثم التحق بعدها بمعد أسيوط الديني، وذلك عام 1922 وتخرج فيها عام 1928 حاصلًا على شهادة الثانوية.
التحق بعدها بالقسم العالي وحصل منها على شهادة العالمية وذلك عام 1932، ثم درس البلاغة والأدب وحصل على شهادة التخصص عام 1936 وكانت أطروحته: "أثر القرآن في اللغة العربية".
حياته المهنية
بعد تخرجه درّس أحمد حسن الباقوري ماللغة العربية والبلاغة في معهد القاهرة الأزهري، وبعدها أصبح مدرسًا في كلية اللغة العربية، ثم عُين وكيلًا لمعهد أسيوط العلمي الديني في أسيوط، وذلك عام 1947، ثم عُين سريعًا وكيلًا لمعهد القاهرة الأزهري الذي درس فيه.
في عام 1950 تم تعيينه شيخًا للمعهد العلمي الديني في المنيا، وقد كان له دور كبير في الأزهر، حيث اختاره طلاب الأزهر قائدًا لثورتهم عام 1940، وهي الثورة التي قادها الأزهر وشيوخه ضد الحملة الفرنسية على مصر.
وبسبب دوره الكبير في الصورة أطلقت عله الصحفية نعم الباز لقب "ثائر تحت العمامة"، وقد حكم على ستة من شيوخ الأزهر بالإعدام من قبل الحملة الفرنسية.
اختياره وزيرًا للأوقاف وأهم إنجازاته
بعد ثورة يوليو عام 1952 بدأ الشيخ أحمد حسن الباقوري الأهم في الأزهر، يحيث تم اختيار وزيرًا للأوقاف، ليصبح أو وزير للأوقاف في الوزارة المركزية لجمهورية العربية المتحدة من عام 1958.
اختير الباقوري كذلك عضوًا في مجمع اللغة العربية، وذلك عام 1956 بعد وفاة الدكتور أحمد أمين، وكانت هذه الفترة بشكل عام فترة ازدهار للشيخ الباقوري، حيث مثّل مصر في العديد من الدول، منها المناطق الشمالية والجنوبية في السودان عام 1952.
مثّل الباقوري الحكومة المصرية في الأردن، حيث كان ضمن الوفد المصري للاحتفال بتتويج الملك حسين ملكًا على المملكة الأردنية الهاشمية، وفي عام 1953 حصل على كسوة الكعبة الشريفة من الملك عبد العزيز آل سعود.
حضر الباقوري افتتاح برلمان السودان نيابة عن الحكومة المصرية، كما مثّل الحكومة المصرية في مؤتمر مسلمي الشرق الأقصى الذي كان في الفلبين، وفي عام 1955 كان نائبًا عن الحكومة المصرية للاحتفال بمرور 25 عامًا على دستور إيران. في عام 1959 ترشح الباقوري لعضوية مجلس الأمة، وأسس جمعية الشبان المسلمين.
تعيينه رئيسا لجامعة الأزهر
في عام 1964 أسند إليه الرئيس الراحل عبد الناصر منصب رئيس جامعة الأزهر ، ليكون ثاني من تولى هذا المنصب، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته عام 1985.
وبعد تعيينه رئيسًا لجامعة الأزهر مثلّ الباقوري مصر والأزهر الشريف في العديد من المناسبات الرسمية، فسافرمع الوفد المصري في مؤتمر باندونج الشهير مع الرئيس جمال عبد الناصر، وكان عضو في مؤتمر اتحاد الجامعات العربية وذلك عام 1965، وعقد المؤتمر في الأردن.
في عام 1966 مثّل أحمد حسن الباقوري الجمهورية العربية المتحدة للاحتفال بثورة الجمهورية اليمنية، وفي العام نفسه قام توزيع الدرجات العلمية على خريجي جامعة الخرطوم ممثلًا عن جامعة الأزهر الشريف.
في عام 1967 رأس الوفد المصري في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في باكستان للاحتفال بمرور 14 قرنًا على الهجر، كما كان رئيس الوفد المصري في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في ليبيا عام 1970.
شارك الباقوري كذلك في العديد من المؤتمرات، منها مؤتمر الإسلام في فرنسا عام 1982، ومؤتمر الطبب الإسلامي في الكويت، ومؤتمر التعليم الإسلامي في مكة، ومؤتمر فلسفة العصر الوسيط في ألمانيا الغربية.
أهم مؤلفاته
ترك الشيخ أحمد حسن الباقوري للمكتبة العربية والإسلامية عدد كبير من الأعمال والمؤلفات الهامة، فضلًا عن الأبحاث العلمية والدراسات التي نشرت في المكتبة الإسلامية ومكتبة الازهر.
ومن أشهر مؤلفات كتاب "الإسلام في أفريقيا" عام 1970، ودراسات في الفلسفة الإسلامية، وسيكولوجوية التصوف، والعلاقة بين الفلسفة والطب عند المسملين، ودراسات في الفلسفة الإسلامية، وابن عطاء الله السكندري وتصوفه.
أما من كتبه كتاب "أثر القرآن الكريم في اللغة العربية" وهو من تقديم طه حسين، وكتاب "مع كتاب الله"، و"مع الصائمين"، و"مع القرآن"، و"خواطر وأحاديث"، و"وسائل الشيعة ومستدركاتها".
له أيضًا كتاب "عروبة ودين" وهو عبارة عن مجموعة من الخطب التي ألقاها في المناسبات والمؤتمرات المختلفة، كما له كتاب تحدث فيه عن أتاتورك وكشف فيه عن أحلام المستعمرين لهدم الدولة الإسلامية على يد أتاتاورك.
بعد وفاته نشر له كتاب "بقايا ذكريات" ونشره مركز الأهرام للترجمة والنشر، وهو عبارة عن سيرة ذاتيه تحدث فيها عن ملابسات مشاركته في حركات إسلامية، فضلًا عن حركة طلاب الأزهر وثورة يوليو وغيرها.
الهيئات التي انتسب إليها
كان الشيخ أحمد حسن الباقوري عضوًا في عدد كبير من المجالس والمجامع، ومنهم مجمع اللغة العربية، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والعربية.
أيضًا كان عضو لجنة التعليم في الحزب الوطني، وعضو لجنة التنسيق بين الجامعات، وعضو المجلس القومي للتعليم، وكان رئيس ومدير جمعية الدراسات الإسلامية، ومستشار اليونسكو.