يعد من أوائل الطيارين العسكريين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب رصيد طيران يزيد عن ألف ساعة من الطيران بالطائرات العسكرية المختلفة، إنه الطيار الإماراتي أحمد بن عسكر النقبي أول طيار عسكري في إمارة الشارقة والثالث على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وأهم إنجازاته في هذا المقال.
من هو أحمد بن عسكر النقبي؟
أحمد عبد الله بن عسكر النقبي وهو أول طيار عسكري في إمارة الشارقة، ولد في مدينة خورفكان، ويعد ثالث طيار حربي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.
خلال مسيرته المهنية التي امتدت نحو 20 عامًا تقريبًا نفذ النقبي أكثر من ألف ساعة من الطيران والتحليق بالطائرات الحربية المختلفة، منها "الهوكر هنتر"، و"جي 91"، وماليراج الاستطلاعية وغيرها من الطائرات.
درس النقبي في الكلية العسكرية في الكويت، وبعد التخرج تدرج في المناصب بداية من ملازم طيران، وقد تقاعد عام 1991 برتبة مقدم ركن طيار.
عائلة أحمد بن عسكر النقبي
أحمد بن عسكر النقبي هو الطيار الوحيد في عائلته، ولديه 4 إخوة، منهم أخ درس هندسة الكمبيوتر في الولايات المتحدة، وبقية إخوته تخرجوا جميعهم من الجامعات.
اهتم النقبي أيضًا بتعليم أبنائه ودخولهم الجامعات، ولكنه لم يفرض عليهم دراسة مجال بعينه وترك لهم حرية اختيار المجال الذين يرغبون في دراسته واختيار وظائفهم. أحد أبنائه درس الطب ومن بناته درست الهندسة.
بداية ارتباطه بالطيران
بدأت قصة ارتباط الطيار أحمد بن عسكر النقبي بالطيران منذ سن السادسة، خلال نشأته في مدينة خورفكان، حيث كانت أسرته تعيش، كانت هناك الكثير من الطائرات الهليوكوبتر تهبط في منطقة قريبة من بيتهم.
أصبح مشهد الطائرات في طفولته حلمًا بالنسبة له بأن يصبح إلى جانب أحد الطيارين ويحلق بالطائرة في الهواء. درس النقبي القراءة والكتابة والقرآن الكريم عند أحد المطوعين، وبعد أن أتم حفظ القرآن الكريم سافر إلى الكويت حيث كان يعمل والده، وتحديدًا عام 1958.
دراسة الطيران
أتم النقبي دراسته حتى المرحلة الثانوية في الكويت، وبعدها حصل على منحة لدراسة الطيران من الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وكان مؤهلًا للدراسة في بريطانيا أو الالتحاق بالكلية العسكرية في الكويت.
اختار النقبي الدراسة في الكويت حتى يكون بالقرب من عائلته ووالده، وحتى يكون بمقدوره السفر إلى الإمارات كثيرًا والعودة إليها في العطلات سريعًا.
كانت السنة الدراسية الأولى سنة عامة على كل الملتحقين، ثم تخصص في الطيران في العام الثاني، وكان الإماراتي الوحيد من بين الكويتيين الذين يدرسون في السلاح الجوي، وكان عدد المتقدمين لا يزيد عن 20 متدربًا تخرج منهم 8 فقط، أما البقية لم ينجح في اجتياز الفحوصات الطبية التي كانت تجرى في الكويت وقبرص.
وكانت من بين الشروط ألا يتجاوز طول الطيار 165 وألا يتجاوز وزنه 60 كيلوغرامًا، كما كان يفترض أن يكون خاليًا من أمراض معينة منها الجيوب الأنفية والأذن والحنجرة وأمراض الأنف، ويجب أن يكون سمعه وبصره جيدين وبنيته الجسمانية قوية.
كانت أول رحلة قام بها الطيار أحمد بن عسكر النقبي حينما كان طالبًا في الكلية العسكرية في الكويت، فبعد أن أتم العلم النظري بأجهزة التحكم في طائرات التدريب، وتعرف على إجراءات التشغيل جاءت التجربة الحقيقة له.
كان مدربه رجل من باكستان، وقد وصفه بأنه هادئ الطباع وكثير الخبرة ويتفنن في الحركات البهلوانية، وكانت التجربة الأولى ممتعة بالنسبة له ولم يشعر بعدها بالخوف والرهبة وأصبح يقود طائرات نفاثة عالية السرعة دون خوف أو قلق.
مسيرته المهنية
تخرج أحمد بن عسكر النقبي من الكلية العسكرية في الكويت عام 1974 ليعود ليخدم بلده الإمارات والتحق بقوات الدفاع الجوي في أبوظبي برتبة ملازم طيار، وكان النقبي ثالث طيار عسكري في دولة الإمارات، والأول في إمارة الشارقة، ويأتي بعد الطيار أحمد خميس الهاملي، والشيخ محمد بن علي النعيمي.
في البداية كان يطير بطائرة نفاثة، ثم أصبح يطير طائرات مقاتلة منذ عام 1981 منها الميراج وجي 91 المقاتلة وتدرب عليها في إيطاليا وفرنسا، كما حصل على دورة خاصة في أمريكا تعادل درجة الماجستير.
قاد أحمد النقبي أكثر من ألف ساعة طيران خلال مسيرته المهنية، ولكي يصبح طيارًا معتمدًا خلال فترة السبعينات، كان عليه أن يطير قرابة 145 ساعة طيران بين النهاري والليلي.
قام النقبي كذلك بالعديد من الرحلات الطويلة، كما قاد أنواع مختلفة من الطائرات بداية من طائرة أستريك ماستر التدريبية، وهي الطائرة التي قادها خلال مرحلة الدراسة في الكويت، مرورًا بطائرات الفيات وجي 91، وهي الطائرة التي تحول الطيار المبتدئ إلى محترف. قاد أيضًا طائرة هاكر هاتنر 81، كما قاد طائرات الميراج.
وقد كانت الطائرات في زمنه طائرات بدائية للغاية، لذا كان يتعين على الطيار أن يكون مدرب بطريقة احترافية، فهو لم يكن طيارًا فحسب، بل كان الملاح وضابط الأرصاد والمهندس، مقارنة بطائرات الآن المزودة بأجهزة إلكترونية تعين الطيار وتسهل من مهامه، فضلًا المساعدين مثل الملاح والمهندس المراقب لحركة المحركات ومساعد الطيار.
قام النقبي بالعديد من المهام كطيار مقاتل، منها القيام بطلعات أمنية ورقابية وحماية الحدود، والمشاركة في الحروب، وغيرها من المهام المختلفة.
مواقف صعبة تعرض لها
مهنة الطيران مهنة دقيقة جدًا لا تحتمل الأخطاء، وتحتاج من الطيار أن يكون لديه قدرة على اتخاذ القرارات بسرعة فائقة حتى يتجنب حدوث حوادث خطيرة قد تؤدي إلى الموت.
وقد روى النقبي أنه تعرض إلى حادث جوي طارئ كاد أن ينتهي بمأساة حقيقية لولا سرعة تصرفه ورباطة جأشه وقدرته على تمالك أعصابه، فقد كان يؤدي حركات بهلوانية أول تخرجه وفقد السيطرة على الطائرة التي هوت من ارتفاع يزيد عن 24 ألف قدم.
ورغم هول الموقف وخطورته تمالك النقبي أعصابه واستطاع أن يعيد اتزان الطائرة قبل أن ترتطم على الأرض. من الحوادث الخطيرة التي تعرض لها أيضًا أن العجلة اليمنى امتنعت عن النزول أثناء الهبوط في المدرج، وكان عليه أن يهبط بعجلتين فقط.
وكان تصرف النقبي حينها أنه أجرى التفافًا سريعًا على المطار وبسبب سرعة الالتفاف تحررت العجلة من مكانه، ونجح في إجراء هبوط ناجح وآمن.
من المواقف الخطيرة التي تعرض لها أيضًا حينما كان يقود طائرة "الهوكر هنتر" حيث نشب حريق في قمرة القيادة وحجب الدخان الرؤية، لذا اضطر إلى فتح زجاج القمرة حتى يخرج الدخان ويستطيع الرؤية، وتبين بعدها أن الكابلات الكهربائية هي سبب الحريق.
رحلته بعد التقاعد
تقاعد الطيار أحمد بن عسكر النقبي عام 1991 برتبة مقدم ركن طيار، وبعد التقاعد عرضت عليه إحدى شركات طيران الإمارات العمل طيارًا مدنيًا، لكنه اختار البقاء بجانب عائلته وأبنائه خصوصًا أن الرحلات الجوية تتطلب السفر والغياب لأيام طويلة عن البيت.
قرر النقبي أن يبدأ مشروعه الخاص، ولكنه لم يوفق فيه لذا انخرط في العمل التطوعي وأدار عدد من المشروعات الخيرية في جمعية الشارقة الخيرية، ومركز الإحسان الخيري، وهو حاليًا يعمل لدى إحدى الشركات الخاصة.