استطاعت السائقة الإماراتية الشابة آمنة القبيسي أن تحجز مكانًا مميزًا لها في عالم سباقات السيارات، وهو المجال الذي يتسم بالتحديات والمنافسات العالية، لتصبح أول امرأة إماراتية تدخل عالم سباقات الفورمولا، ومثلت بلادها بفخر على الساحة الدولية، وأصبحت رمزًا للإلهام في رياضة تهيمن عليها الرجال.
من هي آمنة القبيسي؟
آمنة خالد عبدالله القبيسي، هي سائقة سباقات إماراتية، ولدت في 28 مارس عام 2000 في واشنطن بالولايات المتحدة، وهي تتسابق حاليًا في أكاديمية الفورمولا 1 لصالح فريق إم بي موتور سبورت.
تعد آمنة أول امرأة إماراتية تدخل عالم سباقات الفورمولا، وأول امرأة في الشرق الأوسط تشارك في برنامج اختبار رياضة السيارات للفورمولا إي.
بدأت آمنة مسيرتها في عالم سباقات السيارات بدعم من والدها، حيث التحقت ببرنامج السباقات التابع بفريق Daman Speed Academy، وتمكنت من لفت الأنظار بمهاراتها القيادية والقدرة على التكيف مع التحديات الصعبة التي تفرضها تلك الرياضية.
في عام 2018، صنعت آمنة القبيسي التاريخ عندما أصبحت أول امرأة تشارك في بطولة الفورمولا 4 محققة إنجازًا غير مسبوق على مستوى المرأة في الإمارات.
مسيرة آمنة مليئة بالتحديات والإنجازات، إلا أنها تفوقت في هذا المجال، ووصلت إلى بطولات عالمية، لتصبح نموذجًا مشرفًا للشابات الإماراتيات والعربيات الطموحات.
عائلة آمنة القبيسي
نشأت المتسابقة الإماراتية آمنة القبيسي في عائلة مهتمة بمجال سباق السيارات، فوالدتها هو رجل الأعمال وسائق السباقات الإماراتي خالد القبيسي، وهو الرئيس التنفيذي للاستثمارات العقارية والبنية التحتية في شركة مبادلة للاستثمار، وقد شارك في سباقات دولية كبرى، منها سباق ياس مارينا، وسباق لومان 24 ساعة المرموق الذي احتل فيه المركز التاسع عشر.
أما شقيقتها هي المتسابقة الإماراتية حمدة القبيسي، والتي تتسابق حاليًا في أكاديمية الفورمولا 1 لصالح فريق إم بي موتورسبورت، وأصبحت عام 2021 أول امرأة في تاريخ الفورمولا 4 الإيطالي تصل إلى منصة التتويج، حيث أحرزت المركز الثالث في السباق الذي تم في حلبة ميزانو الدولية.
ولدت المتسابقة آمنة القبيسية في واشنطن بولاية فيرجينا الأمريكي، وعاشت هناك لفترة، ثم عادت إلى الإمارات، والتحقت بجامعة السوربون في أبوظبي، حيث تدرس إدارة السجلات وعلوم الأرشيف.
بداية شغفها برياضة السباقات
بدأ شغف المتسابقة آمنة القبيسي برياضة سباقات السيارات في سن 14 عامًا، ويرجع الفضل إلى والدها خالد القبيسي في حبها لهذه ابرياضة، فهو أول سائق إماراتي يتنافس في سباق لومان 24 الأسطوري.
تلقت آمنة دعمًا كبيرًا من والدها في مسيرتها المهنية في القيادة، الذي كان ولا زال حريصًا على تقديم النصائح والملاحظات لها، بجانب دعم والدتها التي ترافقها دائمًا لمشاهدة السباقات، لتتمكن سريعًا من التألق في رياضة يهيمن عليها الذكور.
بدأت آمنة مسيرتها في رياضة الكارتينغ بداية من عام 2014، وكانت وقتها تبلغ من العمر 14 عامًا، وكانت أول امرأة عربية وإماراتية تشارك في النهائيات العالمية لتحدي روتاكس ماكس.
في عام 2016، بدأت المنافسة دوليًا وحصلت على المراكز العشرة الأولى. حققت آمنة نجاحًا كبيرًا عام 2017 حيث أصبح أول فتاة إماراتية تفوز ببطولة روتاكس ماكس الإماراتي، وبفضل نجاحها حصلت على رعاية من كاسبرسكي لاب، لتصب أول امرأة عربية تحصل على رعاية من شركة.
تم اختيار آمنة من قبل نادي الإمارات للسيارات والسياحة لتمثيل بلدها الإمارات في برنامج أكاديمية السائقين الشباب في دول التعاون الخليجي، وقد فازت في السباق.
ورغم ما وصلت إليه آمنة في هذا المجال رغم صغر سنها، حيث كانت تبلغ من العمر 17 عامًا فقط، إلا أنها واجهت عدة تحديات لكونها امرأة، حيث أبعدت عن السباقات عدة مرات، إلا أن ذلك لم يمنعها من المواصلة والإصرار على النجاح.
![آمنة القبيسي.. قصة نجاح إماراتية في عالم سباقات السيارات]()
مشاركتها في سباقات الفورمولا
في عام 2018، حققت آمنة القبيسي نجاحًا جديدًا بكونها أول امرأة من الشرق الأوسط تشارك في برنامج اختبار رياضة السيارات الفومورلا إي، والتي تعد أكبر سلسلة سباقات سيارات كهربائية في العالم، وانضمت إلى فريق Envision Racing، وشاركت في السباق الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض لأول مرة.
قادت آمنة سيارة من طراز أودي بمحرك الفورمولا إي، وقد قادت في السعودية بعد أقل من 6 أشهر بعد إصدار قانون السماح للنساء بالقيادة في السعودية.
شاركت آمنة في سباقات الفورمولا 4، ثم تأهلت إلى سباقات الفورمولا 3، وقد كان تحديًا صعبًا بالنسبة لها بسبب ثقل السيارات التي يتطلب منها المزيد من القوة والمهارة، وخاصة في المنحدرات.
شاركت آمنة كذلك في بطولة فورمولا الإقليمية، وقد حلت مكان شقيقتها حمدة في جولة برشلونة مع فريق بريما راسينغ ضمن بطولة أوروبا الإقليمية للفورمولا عام 2022.
![آمنة القبيسي.. قصة نجاح إماراتية في عالم سباقات السيارات]()
إنجازات وطموحات
شاركت آمنة بعد ذلك في سباق جائزة أبوظي الكبرى، وأصبحت أول امرأة عربية تفوز عن فئة المقعد الفردي. في عام 2021، تم إدراج اسم آمنة ضمن كتاب U50، والذي نشر في الذكرى الخمسين لاتحاد الإمارات العربية المتحدة.
شاركة آمنة مع شقيقتها حمدة في بطولة سلسلة أكس 30 الأوروبية في واكرسدورف، وكانت من بين الخمسة الأوائل في إحدى التصفيات، ووصلت إلى المركز 16 من بين 54 سائقًا، وكانت المرأة الوحيدة التي تصل إلى النهائي.
شاركت كذلك في بطولة أكس 30 الإيطالية لأول مرة، وكانت من بين أفضل 20 لاعبًا بفارق 0.2 ثانية فقط.
لفتت آمنة أنظار العالم إليها، وتعاونت مع العديد من البراندات العالمية، منها العلامة التاجرية الإسبانية Loewe، وأصبحت أول وجه إماراتي لحملتها العالمية لمجموعة أحذية Cloudtilt عام 2023.
يمكن لآمنة القيادة بسرعة 280 كيلو مترًا، وتطمح أن تصل إلى سرعة 380 كيلومترًا، كما أنها تطمح إلى دخول السباق كأول امرأة في الفورمولا 1. تطمح آمنة أن تؤسس أكاديمية لسبقا السيارات في الإمارات، وتهدف من خلال هذه الاكاديمية أن تنقل تجربتها وتؤسس جيل من المتسابقين قادر على المنافسة الدولية.
![آمنة القبيسي.. قصة نجاح إماراتية في عالم سباقات السيارات]()
