فرناندو موسليرا.. جدار أوروغواي الحصين نجم غلطة سراي

فرناندو موسليرا أحد أبرز حراس المرمى في العصر الحديث، يتميز بمهاراته الاستثنائية وشخصيته القيادية داخل وخارج الملعب، وواحد من أهم حراس المرمى في منتخب أوروغواي، تألق في الدوريات المحلية، وشق طريقه إلى الملاعب الأوروبية، ليصبح ركنًا أساسيًا في فريق غلطة سراي التركي، وأيقونة في المنتخب الأوروغوياني، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو فرناندو موسليرا؟

نيستور فرناندو موسليرا ميكول، وهو حارس مرمى أوروغواياني، يلعب مع نادي غلطة سراي في الدوري التركي الممتاز، ولد في 16 يونيو عام 1986 في بوينس آيرس في الأرجنتين.

بدأ  موسليرا مشواره الكروي مع نادي مونتيفيديو واندررز، حيث لفت الأنظار بفضل أدائه القوي كحارس مرمى شاب. سرعان ما انتقل إلى نادي ناسيونال، أحد أعرق أندية أوروغواي، حيث اكتسب خبرة أكبر، وواصل تطوير مستواه الفني.

في عام 2007، انتقل إلى إيطاليا، ولعب في صفوف نادي لاتسيو في الدوري الإيطالي، وأثبت نفسه كحارس مرمى موهوب، ولعب دورًا مهمًا في فوز ناديه بكأس إيطاليا مومس 2008- 2009.

كانت مسيرته الأهم مع غلطة سراي التركي، الذي انتقل إليه عام 2011، وأصبح سريعًا  الحارس الأول للفريق وإحدى ركائز نجاحاته. ساعد النادي في الفوز بالعديد من البطولات المحلية، بما في ذلك الدوري التركي الممتاز وكأس تركيا.

وعلى الصعيد الدولي، مثل موسليرا منتخب أوروغواي في العديد من البطولات الكبرى، بما في ذلك كأس العالم وكوبا أمريكا. كان أحد أبرز المساهمين في فوز أوروغواي بلقب كوبا أمريكا عام 2011، حيث أظهر أداءً مذهلاً طوال البطولة.

خلال مسيرته الكروية، حصل على العديد من الجوائز الفردية والجماعية، وأثبت نفسه كحارس مرمى قادر على قراءة المباراة والتصدي لأصعب الكرات.

بداية مسيرته الكروية

بدأ اللاعب فرناندو موسليرا مسيرته الكروية في أوروغواي، حيث لعب مع نادي مونتيفيديو واندررز، ولعب مع فريق الشباب، ثم انتقل عام 2007 إلى نادي ناسيونال على سبيل الإعارة، وقتها بدأ في جذب انتباه الأندية الأوروبية.

في عام 2007، انتقل إلى نادي لاتسيو الإيطالي مقابل رسوم بلغت 3 ملايين يورو تقريبًا، إلا أن بدايته لم تكن موفقة، فقد أخفق في أول 4 مباريات، وأدى ذلك إلى جلوسه على مقاعد البدلاء، وظل الخيار الثاني لبقية الموسم، حيث شارك في موسمه الأول في 4 مباريات فقط في الدوري، إلا أنه لعب عدة مباريات في كأس إيطاليا، وقدم أداء جيدًا.

بدأ موسم موسليرا الحقيقي مع لاتسيو الإيطالي في موسم 2008- 2009، حيث استعاد مكانه الأساسي، وشارك في الدوري الإيطالي، وقدم تصديات قوية، واستعاد قدر كبيرة من ثقة المدرب والجمهور بفضل هذا الأداء.

حصل موسليرا على لقب "كاستورينو" أو "القندس الصغير"، وكان لاعبًا أساسيًا في فوز النادي بكأس إيطاليا، حيث تصدى ل5 كرات حاسمة ضد ميلان ويوفنتوس أوصلت الفريق إلى النهائي لأول مرة منذ 5 مواسم، وفي البطولة النهائي، تصدى لركلتي جزاء، ليحقق النادي الانتصار.

وبفضل هذا الموسم، أصبح موسليرا من أفضل اللاعبين في الفريق، وحقق مع النادي كأس السوبر الإيطالي، وقدم أداءً مميزًا في كأس العالم 2010، وهو ما جعله ضمن قائمة أفضل حارس مرمى في العالم من قبل الفيفا.

التألق مع غلطة سراي التركي

في يوليو 2011، وبعد مسيرة مميزة مع لاتسيو الإيطالي، انتقل فرناندو موسليرا إلى غلطة سراي في الدوري التركي في عقد مدته 5 سنوات، وحصل على راتب سنوي قدره 2 مليون يورو سنويًا.

تمكن موسليرا فورًا من أن يصبح لاعباً أساسياً في الفريق، فقد تألق سريعًا مع النادي، وقدم أداءً مميزًا في الدوري التركي الممتاز موسم 2011- 2012، وشهد الموسم تسجيل أول هدف له في مسيرته، كما حفاظ على نظافة شباكه للمرة التاسعة عشر في الموسم، وهو رقم قياسي في الدوري التركي على الإطلاق.

استمر موسليرا في أن يصبح الحارس الأساسي للنادي، وقد شارك في 33 مباراة في موسم 2012- 2013، وساعد النادي في الاحتفاظ بلقب الدوري. في عام 2013، أصيب بكسر في إصبع القدم، وغاب لفترة، وقد لعب في هذا الموسم 29 مباراة من أصل 34 مباراة في الدوري.

في نهاية موسم 2013- 2014، مدد الناد يعقده حتى 2018، وحصل على راتب سنوي قدره 2.75 مليون يورو. في موسم 2014- 2014، ساعد فرناندو موسليرا النادي في الفوز بالدوري، ولكنه غاب في نهائي الكأس بسبب مشاركته مع المنتخب.

في عام 2021، لعب موسليرا مباراته رقم 300 في الدوري الإيطالي، وحطم الرقم القياسي لعدد المباريات للاعب أجنبي في الدوري التركي الممتاز، وبعدها عانى من الرباط الصليبي الأمامي، وتمزج في الرباط الجانبي الأيسر، وغاب عن بقية الموسم.

في موسم 2022- 2023، فاز مع النادي بلقب الدوري للمرة السادسة على التوالي، والمرة الثالثة والعشرين في تاريخه.

موقف بطولي تجاه منافسه

في أكتوبر عام 2023، تلقى فرناندو موسليرا إشادة كبيرة من الجماهير؛ بسبب موقف إنساني له مع منافسه فالنتين روزيير، لاعب نادي بشكتاش التركي خلال ديربي تركيا.

فخلال المباراة، كان اللاعب فالنتين روزييه متوجهًا للتسديد تجاه المرمى، إلا أنها كاد أن ينزلق ويتعرض لإصابة قوية، لذا دفعه موسليرا بعيدًا حتى لا يصاب، وقد أثار رد الفعل ذلك إعجاب الجماهير.

مشواره مع المنتخب

تألق فرناندو موسليرا مع منتخب بلاده، فقد لعب أول مباراة دولية له مع منتخب الأوروغواي عام 2009 في مباراة ودية، وشارك بعدها في كأس العالم 2010، وخلال تلك البطولة، سجل رقمًا قياسيًا لأطول حارس مرمى لم يهزم في كأس العالم، تصدى لكرات قوية، وقد حقق المنتخب المركز الرابع في البطولة.

شارك بعدها في كوبا أمريكا عام 2011، ولعب في كل البطولات، ووصل المنتخب إلى النهائي، وحقق المنتخب الفوز على باراجواي. في عام 2014، كان الحارس الأساسي في كأس العالم، وكوبا أمريكا عام 2015، ولعب في كل المباريات.

في عام 2018، تم اختياره في تشكيلة المنتخب في كأس العالم في روسيا، إلا أنه لم يتمكن من المشاركة في كأس العالم 2022، وحل محله الحارس سيرجيو روشيه.

في أبريل عام 2026، أعلن فرناندو موسليرا اعتزاله اللعب الدولي بعد 133 مباراة في مسيرة تاريخية خاض فيها 44 نسخة من كأس العالم، وفاز مع المنتخب بكأس أمريكا عام 2011.