DW تتحقق: ناشرو الأكاذيب والمعلومات المضللة يستهدفون البابا فرنسيس

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ يوم
DW تتحقق: ناشرو الأكاذيب والمعلومات المضللة يستهدفون البابا فرنسيس

كان البابا فرنسيس على رأس الكنيسة الكاثوليكية لمدة اثني عشر عامًا. وخلال فترة ولايته في الفاتيكان، دافع عن الضعفاء والمنبوذين واللاجئين. سعى إلى إصلاح الفاتيكان ومنصب البابوية، وتناول أيضًا قضايا السياسة العالمية. وقد أكسبه ذلك شعبية كبيرة بين المؤمنين حول العالم، لكنه تعرض أيضًا لانتقادات من دوائر الكنيسة التقليدية المحافظة. وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي والمواد المزيفة التي تُنتجها تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح البابا فرنسيس هدفًا للشائعات والأخبار الكاذبة بشكل أكبر من أسلافه أحيانًا حتى من داخل الكنيسة نفسها.

وقد جمع فريق التحقق من الحقائق في DW بعضًا من أبرز حالات التضليل والمعلومات الكاذبة حول البابا.

الزعم بأنه دعا للقتل الرحيم كحل لأزمة تغير المناخ

الادعاء: "البابا فرنسيس أيد حملة المنتدى الاقتصادي العالمي، التي تدعو إلى القتل الرحيم للأشخاص المصابين بالتوحد أو إدمان الكحول أو غيرها من الأمراض والإعاقات الطفيفة من أجل مساعدة البشرية في مكافحة ما يُسمى بـ "تغير المناخ'"، كما كتب أحد مستخدمي منصة "إكس" (تويتر سابقا).

DW تتحقق: زعم كاذب

عبّرت الكنيسة الكاثوليكية والبابا فرنسيس مرارًا وبوضوح عن رفضهما للقتل الرحيم، وشدّدا على أن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم الحق في الحياة والمشاركة في المجتمع. وجاء في رسالة صادرة عن الفاتيكان في سبتمبر/ أيلول 2020: "القتل الرحيم هو جريمة ضد الحياة". المنشور الذي يتضمن الادعاء الكاذب، يستند إلى مقال نشرته مدونة أمريكية تُدعى "صوت الشعب" (The People's Voice)، والمعروفة بنشر المعلومات المضللة. ولا يحتوي المقال على أي أدلة أو اقتباسات حقيقية من قبل البابا.

المدونة الأمريكية، "صوت الشعب" (The People's Voice)، قامت سابقا بترويج عدة ادعاءات كاذبة عن البابا فرنسيس. ومن بينها دعوات رئيس الأساقفة السابق كارلو ماريا فيغانو، الذي تم حرمانه كنسيًا، وكان في السابق سفيرًا بابويًا في الولايات المتحدة. وقال الصحفي الإيطالي سيموني فونتانا في حديث مع DW: "نظريات فيغانو خطيرة بشكل خاص لأنه يُقدِّم نفسه كخبير من داخل الكنيسة ويحظى بتأييد واسع في أوساط اليمين المتطرف في الولايات المتحدة. نعم، نعم كل هذا بدأ بسبب المواقف الليبرالية للبابا".

هل هنأ بوتين بدلًا من انتقاد الكرملين؟

الادعاء: "البابا فرنسيس هنّأ فلاديمير بوتين على فوزه في الانتخابات"، هكذا كتب أحد مستخدمي منصة "إكس" في مارس/ آذار 2024. وقد قام مستخدمون آخرون أيضًا بنشر هذا الادعاء على الإنترنت. واستندوا في ذلك إلى وكالة أنباء روسية كمصدر.

DW تحقق: خطأ

لم يُقدِّم الفاتيكان أو البابا فرنسيس أي تهنئة لفلاديمير بوتين بمناسبة إعادة انتخابه.

أُجريت الانتخابات الرئاسية في روسيا وفي المناطق الأوكرانية المحتلة بشكل غير قانوني بين 15 و17 مارس/ آذار 2024. وقد اعتبر كثيرون أن انتخابات الولاية الخامسة لبوتين لم تكن نزيهة ولا حرة.

وفي حين أرسل زعماء كوريا الشمالية وفنزويلا تهانيهم بعد إعلان فوز بوتين، التزمت دول أخرى الحذر في ردودها، فيما قررت دول ثالثة عدم تقديم التهنئة على الإطلاق. ولهذا بدت مفاجئةً كبيرة تلك الأنباء التي نشرتها وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" في 17 مارس/ آذار 2024، والتي ادعت أن البابا فرنسيس هنّأ بوتين على إعادة انتخابه. واستند الخبر إلى تصريحات لرئيس "الاتحاد العالمي للمؤمنين القدامى"، ليونيد سيفاستيانوف الذي يُقال إنه تواصل مع البابا فرنسيس.

وقد نفى الفريق الإعلامي للفاتيكان هذه المزاعم ردًا على استفسارات من عدة وسائل إعلام.

يرى مدقق الحقائق الإيطالي سيموني فونتانا أن هذا الادعاء الكاذب محاولة من جانب الدعاية الروسية لاستغلال صورة البابا بهدف إيصال رسائلها إلى جمهور أوسع. فالرئيس الروسي يحب أن يُظهر نفسه كمسيحي مؤمن، ويولي أهمية للعلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية أيضًا. وقد شارك في أكثر من مناسبة في لقاءات عامة مع البابا في الفاتيكان.

البابا فرنسيس أول بابا في عصر الذكاء الاصطناعي

الادعاء: هذه الصورة، التي يُزعم أنها تُظهر البابا فرنسيس وهو يرتدي سترة بيضاء أنيقة ويعلق صليبًا في عنقه وفي يده كوب قهوة، انتشرت بشكل واسع في مارس/ آذار 2023 وشاهدها الملايين.

DW تتحقق: صورة مزيفة

هذه الصورة ليست صورة حقيقية، بل تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي. هناك عدة تفاصيل تدل على ذلك: إحدى عدسات النظارة غير واضحة بشكل غير واقعي، والصليب المعلق حول عنقه يبدو ضبابيًا ولا يُظهر بوضوح صورة المسيح.

دليل آخر على أن الصورة ليست حقيقية هو منشور أداة توليد الصور بالذكاء الاصطناعي "Midjourney": فقد تم نشر نص الإدخال الذي تم استخدامه لتوليد صورة البابا، التي انتشرت بكثافة، على الحساب الرسمي للأداة في فيسبوك بتاريخ 25 مارس/ آذار 2023.

في السنوات الأخيرة انتشر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير لدرجة أن أي شخص تقريبًا بات قادرًا على إنشاء صور وفيديوهات مزيفة بسهولة. وهكذا أصبح فرنسيس أول بابا تنتشر له العديد من الصور المزيفة. لكن وفقًا لفليكس نويومان، هناك سبب إضافي لذلك: "البابا ليس مجرد إنسان، بل هو أيضًا رمز". وتُظهر السترة البيضاء الفاخرة البابا كرجل ثري، وهو ما يراه نويومان "تناقضًا عبثيًا": "البابا فرنسيس، المعروف بتواضعه والذي يحمل اسم القديس فرنسيس الأسيزي المتواضع، يرتدي سترة مصمّمة فاخرة وعصرية للغاية. هذا التناقض هو ما يجعل من المغري التلاعب بصورة البابا وشخصيته".

اتهامات بالتعاون مع الديكتاتورية في الأرجنتين

الادعاء: "خورخي ماريو برغوليو (البابا فرنسيس) تعاون مع المجلس العسكري الأرجنتيني وقد يكون مسؤولًا حتى عن تعذيب اثنين من الرهبان اليسوعيين"، كما كتب أحد مستخدمي منصة "إكس".

DW تتحقق: إدعاء بدون أدلة

قبل أن يصبح خورخي ماريو برغوليو البابا فرنسيس، وُجهت إليه اتهامات بالتعاون مع الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين. ففي عام 1976 كان يُفترض أنه بصفته رئيسًا لمقاطعة اليسوعيين في الأرجنتين قد ساهم في اختطاف اليسوعيين أورلاندو يوريو وفرانسيسكو جاليكس من قبل الجيش الأرجنتيني، حيث تم تعذيبهما لمدة خمسة أشهر.

خلال ما يُسمى "الحرب القذرة" من 1976 إلى 1983، كانت الديكتاتورية العسكرية تلاحق المعارضين السياسيين، لا سيما أولئك الذين كانوا يشتبه في ارتباطهم بالجماعات اليسارية. وتقول منظمات حقوق الإنسان اليوم إنه تم اختفاء ما يصل إلى 30,000 شخص، بينهم قساوسة وراهبات وعمال كنسيون.

ادعت تحقيقات صحفية (في 1986 و2005) أن برغوليو (البابا فرنسيس) كان له صلات بالجيش وكان على علم بالاعتقال الوشيك للقساوسة دون أن يتخذ أي إجراء. لكن نيلو سكاڤو، المؤلف المشارك لكتاب "البابا المزيف" ينفي ذلك في حديثه مع DW ويقول إن برغوليو طلب شخصيًا من الأدميرال ماسيرا ورئيس المجلس العسكري فيدلا إطلاق سراح يوريو وجاليكس. وبحسب سكاڤو، ساعد برغوليو عدة أشخاص في الهروب من الديكتاتورية سرا.

رفض البابا وكذلك الفاتيكان جميع الاتهامات المتعلقة بدوره خلال الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين، ولكن لم يتم توضيح الأمر بشكل كامل. زار فرنسيس خلال حبريته العديد من البلدان، ولكنه لم يزر الأرجنتين أبدًا، يُزعم لتجنب تسييس زيارته.

أعده للعربية: م.أ.م/ تحرير: صلاح شرارة

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة