يومٌ في حياة مبرِمج في 'فايسبوك'
لا يخفى أنّ "فايسبوك" Facebook من أكثر الشركات الناشئة نجاحاً في العالم، وكما في الكثير من الشركات الناشئة التكنولوجية، فإنّ مبرمجيها هم حجر أساس نجاحها.
لا تسلّط "ومضة" الضوء عادةً على المبرمجين، ولكن يوجد مناسبةٌ خاصّةٌ للقيام بذلك: وهي يوم المبرمجين العالمي الواقع في 13 أيلول/سبتمبر!
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذلك، سنستغلّ الفرصة لنُشيد بكلّ المبرمِجين أينما كانوا، وهم الذين يعملون خلف كواليس كلّ شركةٍ ناشئةٍ تكنولوجيةٍ على إصلاح العيوب في البرامج وإعداد الأكواد codes وتحويل الأحلام إلى حقيقة.
زياد طرابلسي، مبرمِجٌ لبناني، يعمل كمهندس برمجيّاتٍ رئيسيٍّ في فرع "فايسبوك" في دبلن في إيرلندا منذ خمس سنوات. يركّز هذا المبرمِج الآن على Internet.org، وهي شراكةٌ تقودها "فايسبوك" لجعل الإنترنت متوافراً بتكلفةٍ معقولةٍ لثلثي أنحاء العالم التي لا تزال غير متصّلة بالإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ طرابلسي رائد أعمال شارك في تأسيس شركةٍ في عام 2001، عندما كان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره: كانت بوّابة إلكترونية تعرض الأخبار والتعليقات، وتتضمّن منتديات نقاش، وتبيع تطبيقات لحاسوب الجيب "بوكت بي سي" PocketPC ونظام تشغيل "بالم أو إس" Palm OS.
بعد التحدّث مع طرابلسي في جوٍّ مرِحٍ عن التكنولوجيا والشركات الناشئة، سألناه كيف يجري يوم مهندس برمجيات معتاد في "فايسبوك".
8:00 صباحاً: إنّ الاستيقاظ في ساعة مريحة من أكبر امتيازات العمل في "فايسبوك"! أُمضي في العادة حوالي عشرين دقيقةً وأنا استلحق بكلّ ما جرى في الشركة وفي مجال عملي، فيما كنتُ نائماً. وهذا الأمر هامّ جداً، بما أنّ موقع "فايسبوك" يعمل على مدار الساعة ومعظم زملائي يعملون في وادي السيليكون حيث يكون لا يزال نهاراً عندهم عندما أنام أنا.
كما أدوّن أبرز الأمور التي عليّ القيام بها خلال النهار، مهما كانت كبيرةً أو صغيرةً، وألقي نظرةً على موقع "تك كرانش" TechCrunch كما وعلى بضع مواقع أخرى تُعنى بأخبار الاتصالات.
9.30 صباحاً: أذهب على الدراجة الهوائية إلى العمل، وأتناول فطوري على مكتبي من مطعمنا المجاني – وهو من المنافع الكبيرة الأخرى التي تقدمها "فايسبوك" إلى موظّفيها.
10:00 صباحاً: أمضي بعض الوقت وأنا أراجع الأكواد codes وأجيب على الرسائل الإلكترونية الطارئة من شركاء خارجيين ومن فريقي، لأحرص على ألّا أعرقل اتصالاتهم ولكي أحافظ على سير الأمور بشكلٍ سلس. بعد ذلك، أخصّص في العادة بعض الوقت لكتابة الأكواد، وذلك لمدّة ساعةٍ على الأقلّ من دون توقّف.
من الهام جداً لي أن أكون مركّزاً تماماً على المهمّة التي أقوم بها. والأمر يستغرق بعض الوقت حتّى أصل إلى التركيز التام المرجوّ عندما يتعلق الأمر بكتابة الأمور، لذا أحرص دائماً على أن يتسنّى لي ما يكفي من الوقت لأحرز تقدّماً ملحوظاً في المهمة التي أعمل عليها متى بدأتُ أركّز. حيث أنّ التركيز ثمّ الخروج منه باستمرار مضيعةٌ للوقت، والحدّ من ذلك ضروري.
أضع في العادة سماعاتي عندما أبدأ العمل على الترميز. لدينا قاعدةٌ غير مكتوبة في "فايسبوك"، أنّه لا يجدر بك أن تزعج الشخص الذي يضع سماعاته. وذلك يساعدني فعلاً لأحافظ على تركيزي فيما أكتب الأكواد.
حاسوب التطوير الذي أعمل عليه هو "لونوفو" Lenovo من طراز 450s بمجموعة أدواتٍ بسيطة تتضمّن "بوتي" Putty، و"موش" Mosh، و"تي أم يو إكس" tmux، و"فيم" Vim.
أعمل مع شركات اتّصال من منطقة أوروبا والشرق الأوسط لتسهيل إطلاق Internet.org في شبكاتهم. وذلك يتضمّن إجراء تغييراتٍ من جانب شركات الاتّصال و"فايسبوك" لدمج هذه الأنظمة. كما أدير أيضاً تطويراتنا الداخلية لتسهيل نشر النظام.
12:30 ظهراً: غداء سريع، أحياناً على مكتبي.
2:00 بعد الظهر: أجري مقابلة أو اثنتين في العادة خلال بعد الظهر.، فشركة "فايسبوك" تبحث دائماً عن موظفين جدد!
3:00 بعد الظهر: أكتب المزيد من الأكواد وأفكّر في حلولٍ لمشاكل متعلّقة بالهندسة والبنية التحتية.
يهدف جزء من مبادرة Internet.org إلى حلّ إحدى أصعب المشاكل التكنولوجية: كيف تتيح الاتصال بالإنترنت أمام الجميع وتجعل هذا الاتّصال متاحاً في كلّ مكان.
ثمّة مشاكل كبيرة هيكلية واجتماعية اقتصادية تقف في طريق تحقيقنا أهدافنا. فعشرون بالمئة مثلاً من سكان الكرة الأرضية ليسوا قريبين حتّى من شبكة الهاتف الخلوي، وجزء كبير من الذين يتصلون بهذه الشبكة يقومون بذلك بأسعار عالية جداً ويحصلون على اتصال بطيء جداً وغير موثوق. يكمن هدفنا في حلّ ذلك عبر جعل الإنترنت أكثر يُسراً، وعبر الاستثمار في تقنياتٍ تجعل من الأسهل والأرخص للناس أن يتواصلوا.
4:00 بعد الظهر – حتّى مغادرتي: أعقد سلسلةً من الاجتماعات مع فرق الهندسة العاملة في "فايسبوك" في كاليفورنيا.
تحدّث "فايسبوك" منتجاتِها بمزايا وتحسينات وإصلاحات عيوب عدّة مرّاتٍ كلّ يوم عمل، ويمثّل هذا الأمر أحياناً تحدّياً كبيراً، نظراً إلى أنّ هناك آلاف المهندسين الذين يعملون على آلاف التغييرات كلّ أسبوع، والكثير من هذه التغييرات تؤثر فوراً في 1.4 مليار نسمة يزورون الموقع كل شهر. لذا "فالتحرك بسرعة" من أبرز الركائز التي تمكّن "فايسبوك" من الحفاظ على قدرتها التنافسية وعلى قدرتها السريعة على تجربة المزايا والتحديثات الجديدة وتعديلها كما يلزم.
هل لديك شغف للبرمجة وتطوير الويب؟ إليك الآن فرصة للانضمام إلى فريق "ومضة" الرائع. على المتقدّمين أن يتمتّعوا بحسّ المبادرة، وأن يكونوا مستعدّين للبدء بالانكباب على العمل فوراً. في المقابل، سوف يتسّنى للشخص الذي يتمّ توظيفه العمل على مشاريع مثمرة جداً من المتوقّع أن تحدث نهضةً في مجال ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إذا كنت مهتمّاً بالتقدم لهذه الوظيفة، أرسل لنا سيرتك الذاتية على joinus@wamda.com.