يوم عرفة: لماذا سُمي بهذا الاسم؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 19 يوليو 2021 | آخر تحديث: الأحد، 16 يونيو 2024
مقالات ذات صلة
إعصار شاهين: ما سر تسميته بهذا الاسم؟
ليلة القدر: ما هي وسبب تسميتها بهذا الاسم؟
يوم عرفة: فضل صيامه وما فضائل هذا اليوم العظيم؟

يوم عرفة من الأيام العظيمة في الدين الإسلامي، وأحد أكثر الأيام التي يترقب مجيئها المسلمون كل عام، نظراً لعظيم ثواب هذا اليوم، فهل تعرف ما سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؟

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

سبب تسمية يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات مؤديين مناسك الحج، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، وفيه يكثر العتقاء من النار.

وقد ذكر علماء الفقه والدين أن هناك العديد من الأقوال حول سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم، حيث نذكر لكم فيما يلي أبرز هذه التفسيرات:

يوم عرفة وآدم وحواء

تقول إحدى الروايات أنه حينما أنزل الله (سبحانه وتعالى) آدم وحواء من الجنة إلى الأرض، قام بإنزالهما في مكانين مختلفين، فكان موقع جبل عرفات هو المكان الذي التقيا فيه، وتعارفا فيه على بعضهما البعض.

يوم عرفة وحجاج بيت الله الحرام

وقيل أيضاً في سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم لأن حجاج بيت الله الحرام يتحركون فيه من مشعر منى (في يوم التروية)، للذهاب إلى جبل عرفة للوقوف عليه، ويتعارفون فيه.

يوم عرفة والنبي إبراهيم

وفي رواية أخرى عن سبب التسمية، قبل أن النبي إبراهيم (عليه السلام) علم في ذلك اليوم أن رؤيته حق، حيث كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنه يقوم بذبح ابنه إسماعيل (عليه السلام)، وقد تروى بالحكم إن كان من الله (سبحانه وتعالى) أم لا، ثم علم أنه من الله (عز وجل) في الليلة التالية.

وقال بعض المفسرين لهذه الرواية، أن أمين الوحي جبريل (عليه السلام) طاف بالنبي إبراهيم (عليه السلام)، وكان يريه المشاهد، فيقول له "أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟"، فيرد إبراهيم "عَرَفْتُ، عَرَفْتُ."

تسمية يوم عرفة

ومن الروايات الأخرى عن سبب تسمية يوم عرفة، قيل أنه سُمي باسم عرفة لأنه من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقبل كذلك لعلوّ العباد فيه على الجبل، حيث كان العرب قديماً يُطلقون على ما علا عن الأرض عرفة، كما قيل أيضاً لأن العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوب.

فضائل يوم عرفة

وفقاً لعلماء الدين، فإن هناك العديد من فضائل يوم عرفة، فهذا اليوم هو خير يوم طلعت فيه الشمس، وقد وُرد عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قوله في الحديث الشريف: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة."، رواه ابن خزيمة وابن حبان والبزار وأبو يعلى والبيهقي عن جابر (رضي الله عنهم).

وروى ابن عبد البر بسنده عن أنس بن مالك (رضي الله عنهم)، أنه قال: "وقف النبي (صلى الله عليه وسلم) بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: (يا بلال! أنصت لي الناس) فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فنصت الناس، فقال: (معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فاقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: (هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب."

وعند ابن عبد البر أيضاً في تمهيده من رواية أنس (رضي الله عنهم)، أنه قال: "كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مسجد الخيف قاعداً، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فذكر حديثاً فيه طول، وفيه: (وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً سُفْعاً، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، وكعدد القطر، وكزَبَد البحر، لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم، ولمن شفعتم له."

ومن فضائل يوم عرفة أيضاً أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على الأمة الإسلامية، ففي يوم عرفة، نزل على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) قول الله (سبحانه وتعالى): "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

فضل الصيام في يوم عرفة

يعتبر يوم عرفة من الأيام التي أفردها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بالصيام، نظراً للثواب العظيم الذي ينتظر المسلم الذي يقوم بصيام يوم عرفة.

وجاء في حديث شريف عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن فضل صيام يوم عرفة: "صيام يوم عرفة، أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله."، رواه مسلم.

فصيام يوم عرفة بالنسبة للمسلمين غير الحجاج هو من أفضل الأعمال التي تُقرب إلى الله (سبحانه وتعالى)، حيث أن صوم هذا اليوم العظيم يُكفر السنة التي سبقته والسنة التي تليه، كما رُوي عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).

وبحسب ما قاله جمهور العلماء، ففي يوم عرفة لا يُفضل أن يصومه الحاج، نظراً للمشقة التي يقوم بها في ذلك اليوم، والتي تحتاج منه أن يكون مُفطراً وفي كامل طاقته، حتى يتسنى له القيام بها كلها وهو في أتم صحته.

ومن المواقف التي يحكيها الفقهاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في يوم عرفة أثناء أداء فريضة الحج، أنه كان مُفطراً، حيث جيء له بلبن وهو واقف في عرفة، فشرب.

ويقول علماء الدين أنه من السنة أن يقوم الحجاج بالإفطار في يوم عرفة، لا أن يكونوا صائمين، حيث أن الإفطار يساعدهم على أن يكونوا أقوى على أداء العبادة، كما أن يوم عرفة بمثابة يوم عيد للحجاج، وفي السنة النبوية، الأعياد لا يُصام فيها.

الأدعية المستحبة في يوم عرفة

لم يرد في السنة النبوية نصاً مخصوصاً أو مثبوت صحته يخص بالدعاء في يوم عرفة، ولكن مما رُوي عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون مِن قَبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ له الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ."

ويُعتبر يوم عرفة يوماً عظيماً عند الله (سبحانه وتعالى)، فهو من أكثر أيام السنة التي يعتق فيها الله (عز وجل) عباده من النار، لذا يُستحب على كل مسلم في هذا اليوم أن يُكثر من الدعاء.

ومن الأدعية المستحبة في يوم عرفة نذكر ما يلي:

"اللَّهُمَّ وَقَدْ أَصْبَحْت فِي بَلَدٍ حَرَامٍ، فِي يَوْمٍ حَرَامٍ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فِي قِيَامٍ مِنْ خَيْرِ الْأَنَامِ، أَسْأَلْك أَنْ لَا تَجْعَلَنِي أَشْقَى خَلْقِك الْمُذْنِبِينَ عِنْدَك، وَلَا أَخْيَبَ الرَّاجِينَ لَدَيْك، وَلَا أَحْرَمَ الْآمِلِينَ لِرَحْمَتِك، الزَّائِرِينَ لِبَيْتِك، وَلَا أَخْسَرَ الْمُنْقَلِبِينَ مِنْ بِلَادِك، اللَّهُمَّ وَقَدْ كَانَ مِنْ تَقْصِيرِي مَا قَدْ عَرَفْت، وَمِنْ تَوْبِيقِي نَفْسِي مَا قَدْ عَلِمْت، وَمِنْ مَظَالِمِي مَا قَدْ أَحْصَيْت، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ مِنْهُ قَدْ نَجَّيْت، وَمِنْ غَمٍّ قَدْ جَلَّيْت، وَهَمٍّ قَدْ فَرَّجْت، وَدُعَاءٍ قَدْ اسْتَجَبْت، وَشِدَّةٍ قَدْ أَزَلْت، وَرَخَاءٍ قَدْ أَنَلْت، مِنْك النَّعْمَاءُ، وَحُسْنُ الْقَضَاءِ، وَمِنِّي الْجَفَاءُ، وَطُولُ الِاسْتِقْصَاءِ، وَالتَّقْصِيرُ عَنْ أَدَاءِ شُكْرِك، لَك النَّعْمَاءُ يَا مَحْمُودُ."

"اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَرِيرَتِي خَيْرًا مِنْ عَلَانِيَتِي وَاجْعَلْ عَلَانِيَتِي صَالِحَةً إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ صَالِحِ مَا تُؤْتِي النَّاسَ مِنَ الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَد غَيْرِ الضَّالِّ وَلَا الْمُضِلِّ."

"اللهم إني أَسْأَلُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ، وأهلي ومالي، اللهم اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهم احْفَظْنِي من بينِ يَدَيَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعَظَمَتِكَ أن أُغْتالَ من تحتي."

"اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغيبِ والشهادةِ -أو قال: اللهمَّ عالمَ الغيبِ والشهادةِ، فاطرَ السمواتِ والأرضِ- ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَه، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنت، أعوذُ بك مِن شرِّ نفسي، وشرِّ الشيطانِ وشِرْكِه."

"اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيّك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وعافهم، واعفُ عنهم، وأكرم نُزُلهم، ووسّع مُدخلَهم، واغسلهم بالماء والثلج والبَرَد، ونَقّهم من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدَّنَس."

"وَأَدْعُوك فِي مَوَاقِفِ الْأَنْبِيَاءِ -علَيْهِمْ السَّلَامُ -، وَمَنَاسِكِ السُّعَدَاءِ، وَمَسَاجِدِ الشُّهَدَاءِ، دُعَاءَ مِنْ أَتَاك لِرَحْمَتِك رَاجِيًا، وَعَنْ وَطَنِهِ نَائِيًا، وَلِقَضَاءِ نُسُكِهِ مُؤَدِّيًا، وَلِفَرَائِضِك قَاضِيًا، وَلِكِتَابِك تَالِيًا، وَلِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ دَاعِيًا مُلَبِّيًا، وَلِقَلْبِهِ شَاكِيًا، وَلِذَنْبِهِ خَاشِيًا، وَلِحَظِّهِ مُخْطِئًا، وَلِرَهْنِهِ مُغْلِقًا، وَلِنَفْسِهِ ظَالِمًا، وَبِجُرْمِهِ عَالِمًا، دُعَاءَ مَنْ جَمَّتْ عُيُوبُهُ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ، وَاشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ، دُعَاءَ مَنْ لَيْسَ لِذَنْبِهِ سِوَاك غَافِرًا، وَلَا لِعَيْبِهِ غَيْرُك مُصْلِحًا، وَلَا لِضَعْفِهِ غَيْرُك مُقَوِّيًا، وَلَا لِكَسْرِهِ غَيْرُك جَابِرًا، وَلَا لِمَأْمُولِ خَيْرٍ غَيْرُك مُعْطِيًا، وَلَا لِمَا يَتَخَوَّفَ مِنْ حَرِّ نَارِهِ غَيْرُك مُعْتِقًا."

"اللَّهُمَّ أَنْتَ أُنْسُ الْمُؤْنِسِينَ لِأَوْلِيَائِك، وَأَقْرَبُهُمْ بِالْكِفَايَةِ مِنْ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْك، تُشَاهِدُهُمْ فِي ضَمَائِرِهِمْ، وَتَطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرِهِمْ، وَسِرِّي اللَّهُمَّ لَك مَكْشُوفٌ، وَأَنَا إلَيْك مَلْهُوفٌ، إذَا أَوْحَشَتْنِي الْغُرْبَةُ آنَسَنِي ذِكْرُك، وَإِذَا أَصَمَّتْ عَلَيَّ الْهُمُومُ لَجَأْت إلَيْك، اسْتِجَارَةً بِك، عِلْمًا بِأَنَّ أَزِمَّةَ الْأُمُورِ بِيَدِك، وَمَصْدَرَهَا عَنْ قَضَائِك."

"اللَّهمَّ إنِّي أَسألُك الثباتَ في الأمرِ، وأَسألُك عَزيمةَ الرُّشدِ، وأَسألُك شُكرَ نِعمتِك، وحُسْنَ عِبادتِك، وأَسألُك قَلْبًا سليمًا، ولِسانًا صادِقًا، وأَستغفِرُك لِما تَعلَمُ، وأَسألُك مِن خَيرِ ما تَعلَمُ، وأَعوذُ بك مِن شَرِّ ما تَعلَمُ."

"اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأَلِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بَينهم، وانصرهم على عدوّك وعدوّهم، واهدِهم سُبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وبارك لهم في أسماعهم، وأبصارهم، وقوّاتهم، وجنّبهم الفواحش ما ظهر منها وما بَطَن."