يورو 2024.. فرنسا تبحث عن اللقب الثالث متسلحة بالخبرة ومبابي
لا يمكن الحديث عن المرشحين بقوة لتحقيق لقب كأس أمم أوروبا 2024 دون تجاهل المنتخب الفرنسي. منتخب الديكة حسب لقبه كان هو أقوى منتخب أوروبي في مونديال قطر 2022، وكان قريبًا جدًا من تحقيق كأس العالم لولا الإخفاق في الضربات الترجيحية أمام الأرجنتين.
تعرف فرنسا جيدًا طريق اللقب الأوروبي، فقد توجت به مرتين؛ الأولى عام 1984 والثانية عام 2000، وكانت قريبة جدًا من التتويج به عام 2016 لولا الهزيمة في المباراة النهائية أمام البرتغال. كما كانت فرنسا مرشحة في بطولة 2020 لكنها خرجت في مفاجأة كبيرة أمام سويسرا في دور الـ 16. الصدمة كانت كبيرة ولذلك يرغب الفرنسيون في إبعاد أي مفاجآت هذه المرة.
تعد تشكيلة فرنسا من أكثر التشكيلات تنوعًا في اللاعبين، إذ يوجد في كل مركز بديل مميز يلعب في أقوى الدوريات الأوروبية. ويتميزون باللياقة البدنية العالية وهو ما ظهر في كأس العالم الأخيرة؛ فرغم الغيابات الكثيرة بالإصابات والإجهاد الكبير الذي تعرض له اللاعبون إلا أنهم استمروا إلى غاية المباراة النهائية.
تتسلح فرنسا بمدرب يمتلك خبرة عالية هو ديدييه ديشامب، الذي قادها لتحقيق لقب كأس العالم في روسيا عام 2018. أعاد ديشامب المنتخب الفرنسي إلى الواجهة منذ تعيينه مدربا له عام 2012، بعد خيبات متكررة أهمها تذيل الترتيب في دور المجموعات في كأس العالم 2010 وكأس أمم أوروبا 2008. الاستقرار الكبير في العارضة الفنية يمثل نقطة قوة كبيرة، ولكنها ليست الوحيدة.
نجوم كثر
يتوفر المنتخب الأزرق على لاعبين من الأفضل في العالم، يتقدمهم كيليان مبابي المنتقل حديثًا إلى ريال مدريد، وهو الذي تم ترشيحه أكثر من مرة لنيل جائزة الكرة الذهبية، ويتمحور اللعب داخل المنتخب الفرنسي بشكل كبير حوله، وهو ما أهله لنيل شارة القيادة رغم وجود لاعبين أقدم منه.
نجوم آخرون يزينون تشكيلة هذا المنتخب، من أبرزهم أنطوان غريزمان نجم أتليتيكو مدريد واللاعب المحوري في المنتخب الفرنسي بقدرته على اللعب في العديد من المراكز. سطع نجم غريزمان في كأس العالم 2022، عندما لعب في غير مركزه، أي كمهاجم ثانٍ، ولعب في مركزصانع الألعاب، ليكون بديلاً لبول بوغبا.
ورغم أن غريزمان لا يعوّض أدوار بوغبا بالكامل، ولا يصل لمهارته في وسط الملعب مع المنتخب الفرنسي، إلا أن إصابات بوغبا ثم توقيفه بسبب اتهامات بتناول المنشطات، فإنه شغل هذا الدور بشكل جيد.
وهناك كذلك نجما ريال مدريد المتوجان حديثًا بلقب دوري أبطال أوروبا، أولهم إيدواردو كامافينغا، نجم خط الوسط، وكذلك نجم الوسط الدفاعي أوريلين تشواميني.لكن هذا الأخير أصيب في نهاية الموسم مع ريال مدريد ولم يشف بشكل كامل حتى الآن من الإصابة، وقد يغيب عن المباراة الأولى وحتى الثانية في البطولة.
ومع وجود ماركوس تورام الذي سجل 15 هدفًا وقدم 14 تمريرة حاسمة مع الإنتر خلال هذا الموسم، يتوفر لدى المنتخب رأس حربة ممتاز، عكس ما كان عليه الحال في السنوات الماضية، بسبب الاعتماد المفرط على أوليفييه جيرو، رغم أن هذا الأخير قدم كأس عالم ممتازة في قطر، غير أن عامل السن يصعب الاعتماد عليه مجددًا في قيادة هجوم فرنسا.
مشاكل متعددة
لكن بعض اللاعبين في خط الهجوم تذبذب مستواهم هذا الموسم، ومنهم عثمان ديمبلي الذي لم يسجل سوى ستة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة خلال هذا الموسم ككل مع باريس سان جيرمان، أو كينغسلي كومان، الذي قدم موسمًا متواضعًا جدًا مع بايرن ميونخ لم يسجل خلاله سوى خمسة أهداف.
كما يظهر خط الدفاع نوعًا ما مهتزًا مع وجود دايوت أوباميكانو الذي لعب بديلا في عدة مباريات، خصوصًا في المباريات الأخيرة في الدوري الألماني ودوري الأبطال بعد تراجع مستواه، وكذلك إبراهيما كوناتي الذي بقي حبيس دكة البدلاء في عدة مباريات مع فريقه ليفربول.
لكن في الدفاع كذلك، هناك لاعبون قدموا موسمًا جيدًا، خصوصًا الظهيرين فيرلاند ميندي مع ريال مدريد، وبنيامين بافارد مع إنتر ميلان. كما يوجد المدافع الصلب في محور الدفاع ويليام صليبا الذي قدم موسمًا رائعًا جدًا مع أرسنال.
ومن التحديات في المنتخب هذه المرة هو مركز حراسة المرمى بعد اعتزال الحارس المخضرم هوغو لوريس. لكن قد يتم الاعتماد على مايك ماينان حارس إي سي ميلان، رغم كثرة إصاباته في المواسم الأخيرة.
وتأهلت فرنسا إلى نهائيات أمم أوروبا متصدرة لمجموعتها الثانية متفوقة بالخصوص على المنتخب الهولندي. غير أن الأداء المتواضع أمام منتخب كندا في آخر مباراة ودية أثار بعض الشكوك حول مشاكل في المنتخب، وقبلها الهزيمة أمام ألمانيا، لكن المدرب ديشامب يعتبرها تجربة لمعالجة الأخطاء التي قد تظهر كما أثنى على تحسن خط الدفاع في المنتخب خلال المباريات الأخيرة.