وفاة كبير سدنة الكعبة الشيخ صالح الشيبي
رحل عن عالمنا مساء أمس الجمعة، كبير سدنة الكعبة المشرفة الشيخ صالح بن زين العابدين الشيبي، وتمت الصلاة عليه فجر اليوم السبت الموافق 16 ذي الحجة 1445 في المسجد الحرام.
ويعد الشيخ صالح الشيبي –رحمه الله- هو السادن رقم 77 من سدنة الكعبة منذ فتح مكة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والسادن رقم 109 منذ عهد قصي بن كُلاب، كما أنه حفيد شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، والذي قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اقرأ أيضًا: ترفع كسوة الكعبة كل عام في الحج.. ما هو السبب؟
من هو الشيخ صالح الشيبي؟
في مكة المكرمة، تربع الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، شخصية تاريخية تمتد جذورها إلى فتح مكة المكرمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى قصي بن كلاب، الجد الرابع للنبي، عليه الصلاة والسلام. يحمل الدكتور صالح مفتاح الكعبة المشرفة، وقد شرفت يديه بغسلها أكثر من 100 مرة.
ولد السادن الراحل في بيت ينبض بالتاريخ والعقيدة، حفيد شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الذي أوصاه بهذه الكنوز الروحية التي تربطه بمكة المكرمة وتاريخها العريق. حاز على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وتألق كأستاذ جامعي، وسجل أعماله العلمية بأعماله الفكرية في مجالات العقيدة والتاريخ.
استلم الدكتور صالح رسالة السدانة بعد وفاة عمه العزيز، عبد القادر طه الشيبي، في عام 1435 هجرية، مع الإيمان القوي بأن الظالم لن ينزع هذا المنصب الذي أُسند إليهم بكل إرادة.
إن قصة الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي تتناغم بين الماضي العظيم والحاضر المشرق، حيث يحمل تراثًا عميقًا ومسؤولية كبيرة تجاه مكة المكرمة وزوار بيت الله الحرام.
اقرأ أيضًا: 10 حقائق لا تعرفها عن الكعبة المشرفة
من هم سدنة الكعبة؟
منذ فجر الإسلام، وحراس الكعبة المشرفة يحملون أمانة عظيمة، يعتلون منصبا فريدا لا ينازعه فيه أحد، متوارثون إرثا روحانيا يمتد عبر الأجيال، مكللين برعاية أقدس بقعة على وجه الأرض.
مهنة عريقة تسمى "السدانة"، حكر على عائلة "الشيبي" الكريمة منذ فتح مكة المكرمة، تكليف إلهي من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لصحابيه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وذريته من بعده.
أما سادن الكعبة، فهو حامل مفتاحها، وصاحب السيادة على كل ما يتعلق بها، من تغيير كسوتها، إلى غسلها وتعطيرها، وفتحها وإغلاقها، وهي مهمة جليلة تضفي على صاحبها هالة من القداسة والبركة، وتلقي على عاتقه مسؤولية عظيمة لا مثيل لها.
رحلة عبر الزمن مع سدان الحرم المكي، تأخذنا إلى أعماق التاريخ، وتطلعنا على أسرار خفية لم تكتشف بعد، تؤكد على عظمة هذا المنصب الشريف وأهميته في نفوس المسلمين.
فكأن السدان هو حامل ذاكرة الكعبة، وشاهد على كل ما مر بها عبر القرون، حامل رسالة إلهية تجسد روح الإسلام وخصائصه.
مهنة فريدة تحفر اسمها بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ الإسلامي، تذكرنا بعظمة ديننا الحنيف، وتؤكد على قيمة الإرث الحضاري والثقافي.
اقرأ أيضًا: وفاة خياط كسوة الكعبة لأكثر من 40 عاماً