وفاة المفكر الألماني مراد هوفمان: دافع عن الإسلام ووجد ضالته في القرآن

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 14 يناير 2020
مقالات ذات صلة
مراد هوفمان.. الدبلوماسي الألماني سفير الإسلام
توماس كارليل.. الكاتب الاسكتلندي الذي دافع عن الإسلام
علي شريعتي.. المفكر الإيراني ملهم الثورة الإسلامية

توفي يوم الإثنين، الدبلوماسي والكاتب والمفكر الألماني المسلم مراد ويلفريد هوفمان، عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، وحياة حافلة خاصة في مجال الكتابة، حيث أصدر عدة أعمال مهمة في الفكر الإسلامي الحديث، من ضمنها الإسلام كبديل ويوميات ألماني مسلم.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ونعى المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا الراحل هوفمان، الذي عمل مستشاراً لصالحه، حيث قال في بيان صادر عنه أن المفكر الإسلامي الألماني مات بين أحبائه.

ووُلد الدكتور مراد ويلفريد هوفمان في عام 1931 في أشافنبورج، وهي بلدة كبيرة شمال غرب بافاريا، ورغم أنه وُلد لعائلة كاثوليكية، إلا أنه اعتنق الإسلام في سبتمبر 1980، ليثير الكثير من الجدل، خاصة مع مكانته الدبلوماسية العالية.

وعمل هوفمان في وزارة الخارجية الألمانية في الفترة ما بين عامي 1961-1994، حيث تخصص في القضايا المتعلقة بالدفاع النووي، كما عمل كمدير للمعلومات في منظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل بين عامي 1983-1987، ثم كسفير لبلاده لدى الجزائر بين عامي 1987-1990، وبعدها عُين سفيراً في المغرب في الفترة ما بين عامي 1990-1994.

كان هوفمان من أشد المعجبين بالشعب الجزائري، خاصة لما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية، كما كان مولعاً بالفن الإسلامي، وكنتيجة مترتبة على هذا، إضافة إلى ما وجده متناقضات في العقيدة المسيحية التي كان يعتنقها، قرر قراءة القرآن بنفسه، حيث قال عنه: "كل شيء في مكانه، منطقي تماماً".

وفي 25 سبتمبر 1980، اعتنق هوفمان الإسلام، ثم أصدر كتابه الشهير الإسلام كبديل، والذي رد من خلاله على الادعاء بأن الديموقراطية الرأسمالية والعلمانية هي قمة الحضارة، كما تحدث في الكتاب عن رؤيته المستقبلية للدين، حيث قال أنه يرى أن القرن الـ 21 هو قرن انبعاث الإسلام في أوروبا.

ورغم أنه وجه كتابه بالدرجة الاولى إلى الغربيين الذين يسعون إلى فهم الإسلام على المستوى الشخصي، إلا أنه تطرق كذلك لقضايا حساسة مثل تعدد زوجات الرسول (ص) وأحكام الحدود والمذاهب الأربعة ومسائل القضاء والربا والقدر، بالإضافة إلى مواضيع مثيرة للجدل مثل التطرف والتصوف والخلافة وقضايا المرأة والفن.

وقد أثار الكتاب ضجة كبيرة قبل نشره بمجرد الإعلان عن أن دار نشر ألمانية شهيرة ستتولى طباعته، وقامت وسائل الإعلام الألمانية والأوروبية بشن حملات نقدية شرسة ضده هوفمان، نظراً لكونه دبلوماسياً رفيعاً، وعمل في منصب مهم في حلف الناتو.

كما تعرض هوفمان نفسه لحملات تشويه واسعة، وانتشار العديد من الشائعات حوله، ومن ضمنها مزاعم بأن كل النساء العاملات في وزارة الخارجية الألمانية تحت إدارته سيتم إجبارها على ارتداء الحجاب.

وبالإضافة إلى هذا، فقد هاجم العديد من السياسيين والكتاب الألمان هوفمان، حيث زعموا أن أفكاره لا تتسق مع الدستور الألماني، رغم أنهم لم يقرأوا الكتاب، كما طالبته الخارجية الألمانية بتقديم إفادة حول آرائه. 

This browser does not support the video element.

ولكن في النهاية، تم صدور الكتاب بتقديم أكاديمية ألمانية مرموقة، والتي أثنت على الكتاب الذي أثار ضجة كبيرة وجدلاً كبيراً في الصحف والشارع الألماني.

أما عن كتابه الآخر الشهير يوميات ألماني مسلم، فقد تناول فيه هوفمان رحلته للحج، والمواقف التي تعرض لها مع المسلمين في الغرب والعالم الإسلامي، وقد عبر عن هذا بقوله: "الأخوة في الإسلام لا حدود لها".