وردة الجزائرية ورحلة فنية مليئة بالصعوبات
السيرة الذاتية لوردة
بداية المسيرة الغنائية لوردة الجزائرية
بداية الشهرة العربية لوردة الجزائرية
أغاني وردة الجزائرية
قصة حب بليغ حمدي ووردة الجزائرية
الجوائز والتكريمات
الأفلام والمسلسلات التي قدمتها وردة
وفاة وردة الجزائرية
صاحبة تاريخ فني طويل مليء بأجمل الأغاني، عشق صوتها الملايين من كل الأجيال، إنها وردة الجزائرية الفنانة التي ملئت حياتنا بالطرب الأصيل وأعذب الكلمات، وحققت شهرة واسعة في العالم كله وغنت على أكبر مسارحه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
السيرة الذاتية لوردة
وردة فتوكي واسم الشهرة هو وردة الجزائرية، هي مغنية ولدت في 22 يولي عام 1939، والدها جزائري من عائلة فتوحي ينحدر من ولاية سوق أهراس، ووالدتها لبنانية من عائلة في بيروت اسمه "يموت".
ولدت وردة في باريس، وبعدها بفترة قصيرة سافرت أسرتها إلى فرنسا، وهناك نشأت في حياة فقيرة مع أخوتها الخمس، فعاشوا هناك في مرآب وظلوا فيه لمدة 5 سنوات.
ولكن بفضل كفاح والدها ومساندة زوجته له تمكن والدها من الخروج من عباءة الفقرة وامتلاك مطعمًا وكازينو فاخرًا في مدينة باريس يأتي له السياح من كل مكان، ومن هنا بدأت وردت الغناء على خشبة مسرح والدها.
لم تكن تعرف وردة التحدث باللغة العربية، وإنما كانت تتقن الفرنية فقط، ولكن بسبب حبها للفن بدأت تتعلم اللغة العربية وتغني لعبد الوهاب، وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وكبار فناني الشرق الأوسط وقتها.
بداية المسيرة الغنائية لوردة الجزائرية
كانت تغني وردة من صغرها في فندق ومطعم والدها بالعاصمة الفرنسية، وكان من أوائل من اكتشوفها موبتها هو أحمد التيجاني، وكان وقتها يعمل في شركة "ماركوني" للإسطوانات، كما كان يعمل في القسم العربي بإذاعة باريس.
وبسبب عملة في برنامج تقديم مواهب الأطفال كان يبحث عن موهبة طفلة للغناء، فقدم له الموسيقار التونسي زكي طريف الطفلة وردة، وكانت وقتها دون سن العاشرة.
وعندما سمعها التيجاني انبهر بموهبتها الكبيرة، حيث غنت أمامه أغنية "ما قال لي وقلت له" للفنان فريد الأطرش بمهارة فائقة على الرغم من عدم إتقانها العربية وسنها الصغير.
وحينما سمع هذه الموهبة الصغيرة عرض على والدها "محمد فتوحي" أن يسمح لها بالغناء في الإذاعة الباريسية، فوافق والدها.
ولكن كانت هناك مشكلة أمام وردة وقتها، فلم تكن تعرف القراءة والكتابة باللغة العربية، وإنما كانت تتقن الفرنسية، فاضطرا إلى كتابة الأغانين بالحروف اللاتينية لتتمكن من قراءتها.
ولكن بسبب ذكائها وفهمها لضرورة إتقان اللغة العربية فعكفت مع شقيقها "حميدو" على دراسة اللغة العربية وبالفعل تمكنت من إتقانها في 10 أشهر فقط.
أما أول أغنية لوردة الجزائرية كانت باللهجة التونسية، حيث كان يُشرف على تعليمها وقتها الملحن التونسي الصداق ثريا، وتمكنت من طرح أغنيتها الأولى في الأسواق وحققت نجاحًا كبيرًا.
كما غنت عددًا من الأغاني من تلحين المطرب اللبناني صابر الصفح فضلًا عن الأغاني الجزائرية والمراكشية وكانت وقتها في الحادي عشر من عمرها فقط.
وفي هذه الفترة أتقنت أغنية "يا ظالمني" للفنانة أم كلثوم وسجلتها بصوتها على أسطوانة ووزعت هذه الأسطوانة وتمكنت من تحقيق شهرة كبيرة.
ومن فرنسا إلى دمشق حيث غنت هناك في نادي الضباط السوري عام 1959، وبعدها انتقلت برفقة والدتها إلى بيروت وتعرفت هناك على المخرج السينمائي المصري "حلمي رفلة" وكان هذا اللقاء من أهم المحطات في حياتها الفنية.
حيث قدمها المخرج حلمي في السينما لتقدم أول أعمالها السينمائية عام 1962 من خلال فيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، الذي لقي نجاحًا باهرًا وغنت فيه أجمل الأغاني.
وبعد هذا الفيلم طلبها الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" لتغني أوبريت "وطني الأكبر" الذي جمع عددًا كبيرًا من أهم فناني مصر والشرق الأوسط، أمثل صباح، وعبد الحليم حافظ ولحنه الفنان الكبير محمد عبد الوهاب.
بداية الشهرة العربية لوردة الجزائرية
بعد أن غنت وردة أغنية الوطن الأكبر عادت إلى الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا عام 1962، حيث منعت وقتها من البقاء في مصر بسبب شائعات علاقتها بمسؤول مصري كبير.
وبعدها عودتها إلى بلدها تزوجت من جمال القصري وتوقفت عن الغناء لمدة 10 سنوات من أجل حياتها الزوجية، وأنجبت ابنها رياض وابنتها وداد.
ولكنها انفصلت وعادت إلى الفن بعدما طلب منها الرئيس هواري بومدين الغناء في احتفالات ذكرى الثورة الجزائرية العاشرة عام 1972، وفيها قدمت أغنية "عدنا إلى يا جزائرنا الحبيبة"، وهي أغنية من تلحين الملحن مصري بليغ حمدي، وكلمات الشاعر "صالح خرفي".
وبعدها عادت إلى مصر في فترة الراحل أنور السادات، وهناك تزوجت من الفنان بليغ حمدي عام 1972، وكانت هذه الفترة أكثر الفترات ازدهارًا حيث قدمت أنجح أعمالها التي كانت أغلبها من تأليف زوجها الملحن بليغ حمدي وقتها، ولكنها انفصلت عنه عام 1979.
وبعد انفصالها تعاونت مع كبار الملحنين، ومنهم محمد عبد الوهاب، ومحمد الموجي، وسيد مكاوي وغيرهم من الملحنين.
أغاني وردة الجزائرية
قدمت وردة طوال مسيرتها الفنية عدداً كبيراً من الأغاني، بجانب الأفلام والمسلسلات التي شاركت فيها كممثلة ومغنية.
ولعل أشهر أغاني وردة هي الأغاني التي لحنها لها بليغ حمدي، ومنها أغنية "العيون السود" حيث أسمعها بليغ مقدمة الأغنية وحينما سمعتها دمعت عيناها وأخبرته أنها ستعود للغناء، وكانت وقتها متزوجة ومتوقفة عن الغناء.
وبعد انفصالها الأول وزواجها من بليغ قدمت أغاني خالدة منها حكايتي مع الزمان، وخليك هنا، واسمعوني وغيرها من الأغاني.
أما أغانيها الخالدة الأخرى أغنية "أوقاتي بتحلو" لسيد مكاوي فكانت هذه الأغنية في البداية لأم كلثوم ولكنها توفت قبل غنائها ليشاء القدر أن تغني الأغنية وردة في النهاية عام 1979 وأصبحت أنجح أعمالها الفنية.
أما أهم أغانيها وأكثرها حزنًا هي أغنية "بودعك"وهي الأغنية التي لحنها لها بليغ حمدي على الرغم من انفصالها، فبعد الانفصال اكتئب بليغ وسافر إلى أوروبا واتهم بأنه سبب انتحار "سميرة مليان".
وهناك كتب أغنية "بودعك" التي استلهم كلماتها من الوقاع المرير الذي عاشه، ولكنه لم يكمل كلماتها وأكملها الشاعر "منصور الشادي" وغنتها بطلة الحكاية وردة على الرغم من إدراكها أن الأغنية عتاب لها، لتصبح من أجمل أغاني وردة الرومانسية الحزينة.
قصة حب بليغ حمدي ووردة الجزائرية
بدأت شرارة الحب بين الاثنين منذ أول لقاء، وتبدأ القصة حينما كان عمرها 16 عامًا حيث سمعت أغنية "تخونوه" للفنان عبد الحليم حافظ ورغبت أن تقابله بشدة، وجاءتها الفرصة بالسفر إلى مصر بعد دعوة حلمي رفلة لها.
فشعرت بالسعادة البالغة حيث ستقابل ملحن أغنية "تخونوه" الفنان بليغ حمدي التي عشقت ألحانه وأغنياته.
وانطلقت شرارة الحب بينهما منذ أول لقاء حينا تقابل الاثنين من أجل أغنية "يا نخلتين في العلالي" التي غنتها وردة في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي".
حيث قال بليغ وقتها أنه أول مرة يهتز حينما يرى امرأة وحينما سلم على وردة، وبالفعل ذهب ليتقدم إلى وردة ولكن رفض والدها استقبالهم على باب المنزل.
ورغم هذا الرفض ظل بليغ يحبها حتى بعد عودتها إلى الجزائر بسبب إصرار والدها، وتزوجت من قريبها وأنجبت ابنيها وابتعدت عن الفن 10 سنوات.
وبعد سنوات من الابتعاد عن الفن قررت العودة إلى الغناء مرة أخرى في حقل استقلال الجزائر الذي حضره مجموعة من الفنانين المصريين، ومنهم بليغ حمدي.
وحينما رآها بليغ في الفندق جاءته كلمات أغنية "العيون السود" فكتب أبياتها، وبعد انفصالها عن زوجها عادت إلى مصر وغنت تلك الأغنية بعد عام ونصف من كتابتها.
وبعدها عقد قران الاثنين في منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنى العندليب لهما أغنية "مبروك عليك يا معجباني" وفي تلك الوردة قدمت أجمل أغاني وردة الجزائرية القديمة ولكن استمر هذا الزواج 6 سنوات فقط.
الجوائز والتكريمات
حصلت وردة طوال مسيرتها الفنية عدد كبير من الجوائز والأوسمة والتكريمات، ومنها جائزة المجمع العربي للموسيقى كأفضل مطربة عام 2009، وجائزة أفضل أغنية لبنانية "أيام" والتي طرحت بعد وفاتها، كما كرمت في الموريكس دور عام 2012، وكرمت في مهرجان كان السينمائي عام 2013 بجناح الجزائر.
الأفلام والمسلسلات التي قدمتها وردة
أول أفلامها كان فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون عام 1962، وبعدها بعام قدمت فيلم "أمير العرب" أما رشدي أباظة وفؤاد المهندس.
وفي عام 1973 فيلم "صوت الحب" مع حسن يوسف وعماد حمدي، وبعدها بعام قدمت فيلم "حكايتي مع الزمان" مع الفنان رشدي أباظة.
وفي عام 1977 قدمت فيلم "آه يا ليل يا زمن" مع رشدي أباظة ويوسف شعبان، وفي عام 1994 قدمت آخر أفلامها "ليه يا دنيا" مع محمود ياسين، وصلاح السعدني.
أما المسلسلات قدمت مسلسل "أوراق الورد" عام 1979 مع عمر الحريري، كما شاركت في مسلسل "الوادي الكبير" ومسلسل "آن الأوان".
وفاة وردة الجزائرية
قبل وفاتها عانت وردة من وعكة صحية، خضعت على إثرها لعملية زراعة الكبد في المستشفى الأمريكي بباريس، ولكنها فارقت الحياة في منزلها في القاهرة بسبب سكتة قلبية.
وفي مساء الخميس 17 مايو عام 2012 توفيت الفنانة وردة الجزائرية عن عمر يناهز 73 عامًا، ونُقل جثمانها بطائرة خاصة إلى الجزائر ودفنت بالمقبرة العليا في العاصمة.