واشنطن تعتزم استخدام خط نورد ستريم 2 للضغط على موسكو..فما هو هذا الخط؟
تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، استخدام خط "نورد ستريم 2" كورقة ضغط لمنع روسيا من تكرار غزوها لأوكرانيا، وهو الخط الذي يُشكل الشريان الحيوي لمبيعات الغاز الروسي نحو أوروبا. استخدام هذا الخط كورقة ضغط على موسكو، هو ما أكده جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، خلال تصريحات صحفية. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على خط "نورد ستريم 2" ومدى أهميته لموسكو.
ما هو خط نورد ستريم 2؟
خط نورد ستريم 2 هو خط الغاز الذي يربط بين روسيا وأوروبا، فهو يمتد من روسيا إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، ويُمثل رابطاً مباشراً بين موسكو المنتجة للغاز والمستهلكين الأوروبيين، فيمتد على مسافة 1200 كيلومتر من فيبورغ في روسيا إلى لوبمين في ألمانيا، عبر بحر البلطيق متجاوزاً أوكرانيا وبولندا.
انتهت أعمال بناء الخط بشكل كامل قبل أشهر، لكنه ينتظر موافقة الحكومة الألمانية ليبدأ في نقل الغاز. ومن المتوقع أن يوفر هذا الخط 55 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا كل عام.
يقع نورد ستريم 2 بجانب خط أنابيب نورد ستريم1 الذي يعمل منذ عام 2011، وسيُساهم نورد ستريم 2 في مضاعفة السعة الإجمالية لخط نورد ستريم 1، لتصل لنحو 110 مليارات متر مكعب في السنة. وقد كانت نصف تكلفة تشييد هذا الخط، بتمويل من خمس شركات أوروبية.
عُلق العمل في خط الأنابيب هذا سابقاً في ديسمبر 2019، بعد إقرار عقوبات أمريكية ضد روسيا مست خط الأنابيب. لكن البناء استؤنف في ديسمبر 2020. وردا على ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 23 من الكيانات والسفن الروسية.
تحذير أمريكي لروسيا
حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، من غزو روسيا لأوكرانيا قائلاً: "ما لم تفعله الولايات المتحدة في 2014، ستفعله الآن، إذا ما غزت روسيا أوكرانيا" وذلك وفق تصريحات جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي أول أمس الثلاثاء.
وفقاً لسوليفان، فقد أبلغ الرئيس الأمريكي نظيره الروسي، خلال القمة الافتراضية التي جمعت بايدن وبوتين، أن هناك سبيلا آخر يتمثل في الدبلوماسية وخفض التصعيد. أضاف سوليفان أن واشنطن مستعدة لدعم الجهود لتطبيق اتفاق مينسك وخفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
خلال تصريحاته الصحفية قال سوليفان: "أوضحنا لروسيا أنه إذا شنت هجوماً على أوكرانيا فسيكون لذلك تبعات"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستستجيب لمطالب حلفائها إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا.
ذكر سوليفان أيضاً أن بايدن تحدث إلى قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لإحاطتهم بمضمون اجتماعه مع بوتين. مؤكداً أن واشنطن مستمرة في تزويد أوكرانيا بمعدات دفاعية.
يُذكر أن البيت الأبيض كان قد ذكر خلال بيان إن بايدن قال "أوضح أن الولايات المتحدة وحلفاءنا سيستجيبون بإجراءات اقتصادية شديدة، وتدابير أخرى، في حال التصعيد العسكري من جانب موسكو".
التوترات بين أوكرانيا وروسيا
بدأت التوترات بين روسيا وأوكرانيا منذ 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم ودعمت تمرداً انفصالياً في شرق أوكرانيا، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ ذلك الحين، لتوجه أوكرانيا والغرب اتهامات لروسيا بإرسال قواتها وأسلحتها لدعم الانفصاليين، وهو ما نفته موسكو في مرات عديدة، فقد أصرّ الكرملين خلال تصريحاته على أن روسيا ليست طرفاً في الصراع.
يُذكر أنه بالأمس اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بإرسال دبابات وقناصة إلى خط التماس في شرقي أوكرانيا الذي مزقته الحرب في محاولة وصفتها بأنها "استفزاز القوات الأوكرانية".
وهي الاتهامات التي تأتي وسط مخاوف من حشد أعداد ضخمة من القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية في مؤشر على خطط روسية لغزو أوكرانيا. لتُصدر وزارة الدفاع الأوكرانية البيان قبل ساعات فقط من المكالمة التي أُجريت عبر الفيديو بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي ناقش خلالها الزعيمان التوترات بشأن أوكرانيا.
زعمت وزارة الدفاع الأوكرانية خلال بيانها أن روسيا تُقيم "معسكرات تدريب تحت قيادة الجنود النظاميين الروس وتدفع بتعزيزات للوحدات القريبة من خط التماس، مع مركبات مدفعية ذاتية الدفع عيار 122 ملم ودبابات ومشاة ومدرعات قتالية". بالإضافة إلى زيادة عدد فرق القناصة في المنطقة.
من جانبه، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق على المزاعم الأوكرانية، وأعاد توجيه الأسئلة إلى وزارة الدفاع الروسية التي لم تُعلق بعد على البيان.
بينما صرّح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمام البرلمان، الجمعة الماضية، بأن روسيا حشدت أكثر من 94 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، وربما تستعد لهجوم عسكري واسع النطاق في نهاية يناير. وأوضح ريزنيكوف أن أوكرانيا لن تُقدم على أي تصرف استفزازي، لكنها مستعدة للرد إذا شنت روسيا هجوماً.
بايدن يُثير سابقاً استياء روسيا والصين
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أثار استياء روسيا والصين غير المدعوتَين إلى قمة افتراضية حول الديمقراطية، وهي القمة التي دعا بايدن إلى عقدها في ديسمبر بمشاركة نحو 110 دول، ليس من بينها معظم حلفاء واشنطن في العالم.
ستُشارك في القمة الهند، وباكستان على الرغم من العلاقة المتقلبة التي تربط بينها وبين الولايات المتحدة، في حين لم تُدعَ تركيا، حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي، إلى القمة.
ولم تضم القائمة من منطقة الشرق الأوسط سوى العراق وإسرائيل فقط. دعا بايدن إلى القمة أيضاً البرازيل، على الرغم من أن الدولة الأمريكية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدد مثير للجدل هو جايير بولسونارو. ومن أوروبا ضمت قائمة الدول المدعوة بولندا التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكنها خلت بالمقابل من هنغاريا التي يقودها رئيس وزراء مثير للجدل هو فيكتور أوربان.
أما القارة السمراء فقد ضمت قائمة الدول المدعوة منها كلاً من جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية ونيجيريا والنيجر.
كان الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قد وصف "قمة الديمقراطية" المُقرر عقدها الشهر القادم، بأنها محاولة أمريكية لإنشاء خطوط تقسيم جديدة، مشيراً إلى أن موقف روسيا من هذه القمة سلبي.
قال بيسكوف خلال تصريحات صحفية: "نقف موقفاً سلبياً بلا شك من هذه القمة. ولا نعتبرها سوى محاولة لإنشاء خطوط تقسيم جديدة. في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كنا نناضل من أجل إزالة وتخفيض خطوط التقسيم، لكن الولايات المتحدة تُفضل في الوقت الراهن أن تُنشئ خطوط تقسيم جديدة وتُقسم البلدان إلى جيدة من وجهة نظرهم وسيئة في نظرهم أيضاً".
من ناحيتها، شددت الصين على معارضتها الشديدة لدعوة تايوان إلى هذه القمة الافتراضية. لا يخفي جو بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض أن سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعمها بلاده وأنظمة يراها استبدادية، وتتمثل من وجهة نظره في الصين وروسيا.