هل يمكن أن يؤثر التعرّض للتوتر على صحة الظهر ويُسبب آلام الظهر؟

  • تاريخ النشر: السبت، 11 فبراير 2023

إليك بعض النصائح التي تُمكنك من منع آلام الظهر المرتبطة بالتوتر

مقالات ذات صلة
كيف يؤثر التوتر على صحة الأسنان؟
كيف تتخلص من آلام أسفل الظهر؟
لماذا يتسبب فيروس كورونا المُستجد في آلام العضلات والظهر؟

يؤثر التوتر على صحتنا العقلية والجسدية بطرق مختلفة. لكن هل يمكن أن يُسبب التعرّض للتوتر الشعور بآلام الظهر المُزعجة والحادة؟ هذا ما يمكنك التعرّف على إجابته من خلال متابعة السطور التالية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هي آلام الظهر؟

آلام الظهر هي مشكلة طبية شائعة. يمكن أن تتراوح شدة آلام الظهر من ألم مزعج خفيف مرورًا بالألم الحاد ووصولًا إلى التقلصات الشديدة.

يتكون ظهر الإنسان من بنية معقدة من العضلات والأربطة والأوتار والأقراص والعظام، والتي تعمل معًا لدعم الجسم وتمكيننا من التحرك. يتم تبطين أجزاء العمود الفقري بوسادات تشبه الغضروف تسمى الأقراص. يمكن أن يؤدي حدوث أي اضطراب في أي من هذه المكونات إلى المُعاناة من آلام الظهر. يوجد نوعان من آلام الظهر:

  • الألم الحاد: يزول ألم الظهر الحاد بعد بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. عادةً ما يكون العلاج عبارة عن الراحة والرعاية الذاتية فقط، ويمكن العودة إلى الأنشطة المعتادة بعد فترة.
  • الألم المزمن: هو ألم الظهر الذي يحدث لأكثر من 12 أسبوعًا. خلال هذا النوع من آلام الظهر قد تستمر الأعراض حتى بعد معالجة سبب آلام الظهر.

يمكن أن ينتج حدوث آلام الظهر عن الإصابة أو ممارسة بعض التمارين أو بعض الحالات الطبية. يمكن أن تصيب آلام الظهر الأشخاص في أي عمر لأسباب مختلفة. مع تقدم الناس في السن، تزداد فرصة الإصابة بألم أسفل الظهر، بسبب عوامل مثل المهنة السابقة ومرض القرص التنكسي.

قد تكون آلام أسفل الظهر مرتبطة بالعمود الفقري العظمي القطني، والأقراص الموجودة بين الفقرات، والأربطة حول العمود الفقري والأقراص، والحبل الشوكي والأعصاب، وعضلات أسفل الظهر، والأعضاء الداخلية في البطن والحوض، والجلد حول منطقة أسفل الظهر.

كذلك، قد يكون الألم في الجزء العلوي من الظهر ناتجًا عن اضطرابات في الشريان الأورطي والتهاب العمود الفقري. يمكن أن تؤدي مشاكل العمود الفقري مثل هشاشة العظام إلى آلام الظهر.

أعراض آلام الظهر

يتمثل العرض الرئيسي لآلام الظهر في الشعور بألم في أي مكان في الظهر، وأحيانًا وصولاً إلى الأرداف والساقين. يمكن أن تُسبب بعض مشاكل الظهر ألمًا في أجزاء أخرى من الجسم، يتوقف حدوث هذا الأمر على تحديد أي الأعصاب هي المصابة. غالبًا ما يزول الألم دون علاج، ولكن إذا صاحب الألم الأعراض التالية، فيجب مراجعة الطبيب:

فقدان الوزن، الحمى، التهاب أو تورم في الظهر، آلام الظهر المستمرة التي لا يفيد معها الاستلقاء أو الراحة، ألم أسفل الساقين، ألم يصل تحت الركبتين، سلس البول، صعوبة التبول، سلس البراز أو فقدان السيطرة على حركات الأمعاء، الشعور بخدر حول الأعضاء التناسلية أو خدر حول فتحة الشرج.

ما هو تأثير التوتر على صحة الظهر؟

يرتبط العقل والجسد ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض. عندما تكون متوترًا، فإن جسمك ينشط مُستجيبًا للضغط. تُفسر أجسادنا التعرض للضغوطات المستمرة على أنها تهديد لسلامتنا ورفاهيتنا. يُعرف هذا الأمر باسم استجابة "القتال أو الهروب". سيبدأ الجسم سلسلة من ردود الفعل لحماية نفسه من الأذى.

أثناء الاستجابة للتوتر، يتم إفراز هرمونات مثل النوربينفرين والإبينفرين والكورتيزول لزيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس. الغرض قصير المدى من هذه الوظائف هو حماية نفسك ومواجهة الهجوم، الحقيقي أو المتصور، بفاعلية.

ربما لاحظت أنه عندما تشعر بالتوتر، تميل عضلاتك إلى الشد. يتم شدها لأن جسمك يشعر بالخطر ويستعد لاتخاذ إجراءات فورية. ثم عندما تدخل حالة أكثر هدوءًا، تسترخي عضلاتك.

إذا كنت دائمًا في وضع "القتال أو الهروب" هذا ولم يحصل جسمك على فرصة للتخلص من التوتر، فإن عضلاتك تُصبح متوترة باستمرار، وهذا يسبب آلام الظهر وآلام الجسم.

يؤدي التنشيط المتكرر لهذه الاستجابة إلى حدوث ارتفاعات متكررة في الكورتيزول. هنا، يصبح جسمك غير حساس للكورتيزول، على غرار الآلية التي ينطوي عليها مرض السكري المقاوم للأنسولين. يؤدي خلل الكورتيزول إلى حدوث التهاب ناتج عن التعرّض للإجهاد المستمر. كلما زاد الالتهاب الناجم عن الإجهاد زاد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي والألم العضلي الليفي وآلام أسفل الظهر المزمنة وعرق النسا وآلام الحوض المزمنة.

من ناحية أخرى، يؤثر الإجهاد على الجهاز العصبي. فيمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن أيضًا إلى زيادة سرعة الجهاز العصبي. يتكون جهازنا العصبي من بلايين الخلايا العصبية وهي خلايا محددة ترسل المعلومات بين الدماغ وبقية الجسم باستخدام الإشارات الكيميائية والإشارات الكهربائية. الخلايا العصبية هي المسؤولة عن التحكم في حركة العضلات. يمكن أن يؤدي النشاط المفرط للخلايا العصبية وتحفيزها باستمرار إلى إطلاقها بشكل غير متوقع والتسبب في ارتعاش العضلات والألم، وهو ما ينتج عنه توتر العضلات لفترات طويلة والتعرّض للتشنجات. ثبت أيضًا أن تأثير الضغط على الجهاز العصبي مرتبط بانخفاض القدرة على تنظيم الألم.

نصائح تُمكنك من منع آلام الظهر المرتبطة بالتوتر

صحيح أنه قد لا يكون بإمكانك تجنب الإجهاد، إلا أنه يمكنك اتخاذ خطوات لتحسين صحتك ومنع حدوث آلام الظهر المرتبطة بالتوتر. من النصائح التي تساعدك على تحقيق هذا الأمر ما يلي:

  • ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن يساعد دمج النشاط البدني في روتينك اليومي في الحفاظ على صحة عضلاتك وقوتها. هناك تمارين محددة يمكن أن تساعد في تقوية القلب وأسفل الظهر لمنع حدوث آلام الظهر. لكن هنا يجب الحصول على استشارة الطبيب للتعرّف على التمارين المناسبة التي يُمكنك القيام بها.
  • الحصول على فترات راحة أثناء يوم العمل: إذا كانت وظيفتك تتطلب منك الجلوس طوال اليوم، فقم بجدولة فترات راحة منتظمة لتمتد. حاول أن تقوم بالمشي لبعض الدقائق لتخفيف توتر عضلات ظهرك. اضبط مؤقتًا لتذكيرك بالوقوف وتبديل وضعيتك.
  • تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا: سيكون عليك أيضًا أن تحرص على تناول الأطعمة المغذية حتى يُصبح جسمك قادرًا على مكافحة الإجهاد. تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر، لأنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وتجعلك تشعر بمزيد من التوتر.