هل يكون مستقبل المدفوعات في الأجهزة القابلة للارتداء؟
في موضوعه الثاني عن الدفع عبر الأجهزة المحمولة (النقّالة)، يتحدّث فيصل الخالدي من "بيفورت"Payfort عن إمكانية أن تصبح الأجهزة القابلة للارتداء مستقبل عمليات الدفع. لقراءة الموضوع الأوّل، اضغط هنا.
تتطوّر طريقتنا في تسوية المعاملات بشكلٍ دائم، ما يُظهِر تقدّم التكنولوجيا مع الزمن. وعلى مدى السنين الماضية، شاهدنا تطوّر عمليات الدفع من الدفع نقداً، إلى البطاقات المدفوعة سلفاً والتي يُعاد شحنها، إلى الدفع من خلال بطاقات الائتمان، وأخيراً الدفع عبر الإنترنت.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
واليوم، نحن نشهد دفعةً قويّةً نحو ما يعتقد كثيرون أنّه سيكون التطوّر القادم لكيفية الدفع، وهو تكنولوجيا جديدة يشار إليها باسم "الدفع عبر الأجهزة المحمولة" mobile payments.
وفي إطار ذلك، اعتمدَت حلول الدفع المختلفة التي تندرج تحت هذه التسمية على الهواتف الذكية لتكون بمثابة جهازٍ للدفع. والآن، مع تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء الأكثر ذكاءً، هناك نوع جديد من الأجهزة سيدخل عالم الدفع عبر الأجهزة المحمولة.
نموّ الأجهزة القابلة للارتداء وطرق الدفع
يعلم الجميع أنّه يوجد تقدّمٌ كبيرٌ في عالم التكنولوجيا وخاصّةً في قسم التقنيات والأجهزة القابلة للارتداء. وعلى الرغم من أنّ هذه التكنولوجيا تتقدّم ببطء، نعتقد في "بيفورت" أنّ عام 2015 سوف يكون بداية عصر التقنيات والأجهزة القابلة للارتداء.
في بداية عام 2015، توقّعَت شركة "سيسكو سيستمز" Cisco Systems أن يبلغ عدد الأجهزة القابلة للارتداء المربوطة بالشبكات في عام 2019، أكثر من 575 مليون جهاز؛ ما يعني زيادة بنسبة 530% عن عام 2014. ومن جهتها، توقّعَت شركة "تراكتيكا" Tractica أن تصل سوق الأجهزة القابلة للارتداء إلى 187 مليون جهازٍ سنوياً بحلول عام 2020.
هذا النموّ السريع الذي يترافق مع المزايا التي توفّرها الدفوعات عبر الهواتف الذكية، يمنح الأجهزة القابلة للارتداء ميزةً إضافيةً ليتمّ قبولها من قبل الناس. ومع إطلاق أجهزةٍ شعبية مثل ساعة "آبل" Apple Watch، فإنّنا ندخل في عصرٍ يمكننا فيه إتمام المعاملات عبر لمسةٍ بالمعصم بدلاً من استخدام بطاقة الائتمان.
الأجهزة القابلة للارتداء في المنطقة
إنّ إمكانيات خيار الدفع هذا لم تغِب عن الشركات في المنطقة، فقد أعلنَت "ماكدونالدز" McDonald’s مؤخّراً أنّها ستبدأ باستقبال المدفوعات عبر مجموعةٍ من الأجهزة الجديدة، مثل ساعة "آبل" والتكنولوجيات الأخرى القابلة للارتداء.
من جهةٍ ثانية، هناك ابتكار مثير للاهتمام قدّمه "بنك عوده"، وهو "تاب تو باي" Tap2Pay التي شاهدناها تعمل في مؤتمر "عرب نت" ArabNet الأخير في بيروت. هذا الجهاز القابل للارتداء، يستخدم تكنولوجيا "التواصل قريب المدى" NFC التي تعمل بدون لمس ويمكن دمجها في كلّ شيء، من الملابس إلى الساعات والأساور التقليدية.
بغض النظر عن رأيك بالأجهزة القابلة للارتداء، لا يمكن إنكار أنّ هذه الموجة الجديدة من التكنولوجيا ستوفّر مجموعةً من الإمكانات لعمليات الدفع عبر الأجهزة المحمولة في المنطقة. وقد أظهر استطلاعٌ للرأي أجرته "ستراتوس" Stratos، أنّ ما يقرب من نصف أصحاب الهواتف الذكية يفضّلون استخدام أجهزةً قابلةً للارتداء على الهاتف الذكي، في عمليات الدفع.
مع هذا الاهتمام البارز، فإنّ الشركات التي تستطيع إيجاد تطبيقاتٍ مفيدةً ومناسبةً لهذه التكنولوجيا، يمكنها إعادة برمجة طريقة تفكير العملاء في تسديد المدفوعات.