هل يصبح للمغرب سيارتها الذكية قريباً؟
إذا كان نسيان مكان ركن السيارة يسبّب لك مشاكل مزعجةً، فهذا سيصبح من الماضي.
وذلك بعدما عمل مطوّرا برامج مغربيان على بناء تطبيقاتٍ من أجل مشروع "السيارة الذكية المغربية" Moroccan Smart Car خلال كأس "سكرين دي" المغرب لعام 2015 Maroc ScreenDy Cup.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هذه المسابقة التي أعلن عنها في الأوّل من تشرين الأوّل/أكتوبر 2015، تهدف إلى احتضان وتسريع الابتكارات الخاصّة بالسيارات المتّصلة بالإنترنت في المغرب.
أمّا كأس "سكرين دي" المغرب، فقد أطلِقَ في شهر آذار/مارس، من أجل تشجيع الشركات الناشئة والمطوِّرين المغربيين ومساعدتهم في بناء سوق تطبيقاتٍ للسيارات المتّصلة بالإنترنت في البلاد، من قبل "شيفروليه" في المغرب Moroccan Chevrolet، ووكيل سيارات "أوبل" Opel "سفاو موتورز" CFAO Motors، والشركة الناشئة المحلية لتحديد الأماكن ورسم الخرائط "ماچ ناڤ"MagNav.
و"سكرين دي" هي منصّةٌ مغربيةٌ، انتقلت مؤخراً إلى وادي السيلكون، تسمح للمطوِّرين بإنشاء تطبيقات "أندرويد" Android و"آي أو إس" iOS من دون كتابة سطر ترميزٍ واحد.
"السيارة الذكية المغربية"
السيارة المتّصلة بالإنترنت التي تمّ تطويرها محلّياً تتمتّع بشاشةٍ عالية الدقّة بقياس 8 إنشات تعمل باللمس من خلال نظام "أندرويد" من نسخة 4.4، وتتّصل بالإنترنت عبر تقنية "واي فاي" أو الجيل الثالث 3G، وتتضمّن نظام ملاحةٍ يعمل بالصوت، ويمكنها تشغيل الموسيقى عبر الإنترنت وتشغيل الراديو بصيغةٍ نصف رقمية تُعرَف بـ"نظام بيانات الراديو" RDS، بالإضافة إلى إمكانية عرض الشاشة لصورة الكاميرا الخلفية.
يمكن لهذا النظام المتكامل أن يكون بديلاً للأنظمة التي تطوّرها شركاتٌ كبرى، مثل "أندرويد أوتو" Android Auto و"آبل كار بلاي"Apple CarPlay، والتي - بحسب مطوّري المشروع المغربي - لا تلبّي حاجات السائقين في الدول النامية بشكلٍ عام، والمغرب بشكلٍ خاص.
وذلك في الواقع، لأنّ التطبيقات التي يتمّ استخدامها من قِبل الأنظمة الأجنبية عادةً ما تكون غير قابلةٍ للاستعمال أو غير متاحةٍ في المغرب. أضِف إلى ذلك أنّ معظم هذه التطبيقات يكون مدفوعاً وليس مجّانياً، كما أنّ المنصّات تكون مغلقةً أمام المطوِّرين.
أمّا المنصّة المغربية للسيارات فهي مجّانية ومفتوحة أمام للمطوِّرين.
مشاركة الصغار
شهدَت النسخة الأولى من المسابقة حماساً واضحاً من قبل الطلّاب.
وقال مدير "سوفت سنتر" Soft Centre التي تدير المسابقة، جمال بن حمو، إنّه "منذ أن أطلقنا المسابقة، بات لدينا قرابة 1500 مطوّرٍ على المنصّة، وصل 40 منهم إلى المراحل النهائية و3 منهم إلى مرحلة النضوج."
أمّا التطبيقات الرابحة فكانت "وي إز ماي كار Where is my car (أي أين سيارتي) و"إس أو إس سانتيه" SOS Santé.
وبالنسبة إلى "وير إز ماي كار"، فهو يسمح للسائقين باستخدام هواتفهم للعثور على أمكان سياراتهم في حالات السرقة أو نسيان مكان ركنها.
وتطبيق "إس أو إس سانتيه" يساعد العاملين في الطوارئ على معرفة السجلّ الصحّي للمرضى للتخفيف من مشاكل الحقن، ويمكنه أيضاً إرسال رسائل نصّية لأشخاص محدّدين في أقرب مستشفى لإعلامهم بوقوع حادثٍ في مكانٍ قريب.
وقال مطوّر التطبيق، خالد مشاط، الذي يدرس في "المدرسة الوطنية العليا للمعلومات وتحليل النظم" ENSIAS في الرباط، إنّ "هذه المسابقة ساعدَتني في تحقيق فكرتي والحصول على الدعم المطلوب لدخول السوق."
من جهةٍ ثانية، سيحتفظ المتسابقون بالملكية الفكرية لتطبيقاتهم فيما سيتمّ إطلاقها على متجر التطبيقات المغربيّ الخاصّ بالسيارات الذكية. وبالإضافة إلى ذلك، سيتمّ الترويج لها خلال معرض السيارات المغربي لعام 2016 Moroccan Motor Show وفعالية "يوم المحمول في المغرب" 2016 Mobile Monday Maroc التي ينظّمها "صندوق المغرب الرقمي" Maroc Numeric Fund.
سيارات المستقبل: برمجيات أكثر وأجهزة أقلّ
في الوقت الذي تنتظر فيه السوق سياراتٍ ذاتية القيادة، فهي تشهد بروز سيارات متّصلة بالإنترنت.
اتّصال السيارات بالإنترنت وبعضها البعض، يوفّر الكثير من الفُرَص. فهو يعزّز السلامة إذ يمكن للسيارات أن تحدّد المشارة وراكبي الدرّاجات، ويوفّر خدمة الملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي GPS ما يحسّن من استهلاك الوقود ويخفّف من الازدحام المروريّ، بالإضافة إلى أنّه يساهم في جمع بياناتٍ هامّة من أجل شركات التأمين والمسوِّقين والباحثين.
ووفقاً لشركة الأبحاث "غارتنر" Gartner، فإنّ هذه التكنولوجيا ستنضج خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة.
ولكن في الوقت الحالي، ما زال يوجد بعض التحدّيات أمام السيارات المتّصلة، إذ بحسب نتائج دراسةٍ لـ"جاي دي باور" JD Power عن السيارات المتّصلة بالإنترنت، فإنّه بعدما أنفق المصنّعون مبالغ كبيرةً من المال على هذه التقنيات ما زال السائقون لا يستعملونها.
بالإضافة إلى ذلك، تأتي الخصوصية كتحدٍّ بارزٍ آخر. ومن الأمثلة على هذا الأمر ما قامَت به مجموعة "فيات كرايزلر" Fiat Chrysler Group، حيث سحبَت مليوناً و400 ألف سيارة من السوق في الولايات المتّحدة، بسبب خللٍ في برمجية الملاحة يمكّن طرفاً ثالثاً من التحكّم بالسيارة عن بُعد.
وفوق كلّ هذا، فإنّ الإلهاء الذي تسبّبه الوسائط المتعدّدة المتوافرة بكثرة والذي يمكن أن يُفقِد السائق تركيزه، وحماية البيانات الشخصية، وتحديد المسؤول عن الحوادث في حال حصولها بسبب هذه الابتكارات، كلّها مشاكل لا تزال من دون حلٍّ بعد.