هل يسبب التليف الرئوي بعد التعافي من كورونا العجز الجنسي للرجال؟
ذكرت بعض الدراسات الطبية أن عدداً من الرجال المتعافين من فيروس كورونا المستجد، قد عانوا من مشاكل العجز الجنسي، والتي حار العلماء في فهم أسباب حدوثها، وإن حاولوا ربطها بالإصابة بالتليف الرئوي بعد التعافى من المرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التليف الرئوي بعد التعافي من فيروس كورونا يصيب بعض الرجال بالعجز الجنسي
ولكن بحسب ما جاء في تقارير طبية حديثة، فقد استطاع علماء من قسم طب وجراحة المسالك البولية في جامعة يوتا الأمريكية، في تحديد أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مشكلة العجز الجنسي لدى الرجال المتعافين من فيروس كورونا المستجد.
ووفقاً لهؤلاء العلماء، فإن العدوى التي يُسببها فيروس كورونا المستجد، من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتليف الرئوي المرتبط بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي عملية التهابية شديدة في الرئتين.
وأوضح العلماء أن هذه المتلازمة من الممكن أن تؤثر بطريقة سلبية في عملية تبادل الغازات في جسم الرجل، وقد يتطور الأمر إلى حدوث ارتخاء في العضلات الملساء في القضيب، مما يُسبب نوعاً من أنواع العجز الجنسي.
ونقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى أخصائي روسي في أمراض الجهاز البولي، اعتبر فيها إن التليف الرئوي يعتبر علامة متميزة لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، حيث أنه يؤدي إلى إضاعف الآليات الفسيولوجية للرئتين، وهو ما يتسبب في اضطراب عملية تبادل الغازات فيها، ما يؤدي إلى إضعاف التشبع الأكسجيني في الجسم.
وأشار الطبيب إلى أن المرضى الرجال الذين يعانون من اضطراب عملية التشبع الأكسجيني، يعانون كذلك من ضعف الانتصاب لديهم.
ولأن من الممكن بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أن يُصاب الرجل بتليف رئؤي كبير، فمن الضروري على أطباء المسالك البولية وأخصائيي أمراض الذكورة الانتباه إلى هذه المشكلة، بحسب ما قال الطبيب.
كما لفتت التقارير إلى أنه جانب ما سبق، فمن المهم أيضاً النظر إلى مشكلة العجز الجنسي عند الرجال من جميع النواحي، خاصة وأن الرغبة الجنسية من الممكن أن تتأثر كذلك بأسباب بيوكيميائية وتشريحية ونفسية واجتماعية.
وفي سياق متصل، كانت تقارير طبية قد ناقشت في وقت سابق تأثير لقاحات كورونا على خصوبة الرجال، وما إذا كان تطعيم كورونا يضر بالحيوانات المنوية بالفعل أم لا. وفقاً لما كشفته دراسة علمية، فإن تطعيم كورونا لا يضر بالحيوانات المنوية التي ينتجها الرجل، ولا تؤثر على جودتها كما يدعي البعض، بل على العكس تماماً، بل إنها قد تزيد من كمية الحيوانات المنوية لدى الرجال.
وقام باحثون في جامعة ميامي الأمريكية بدراسة عدد الحيوانات المنوية لدى مجموعة من الرجال الذين تم تطعيمهم مؤخراً باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ثم قاموا بمقارنة النتائج مع التحليلات التي كشفت عدد الحيوانات المنوية لدى هؤلاء الرجال قبل تلقيهم التطعيم. وقد شارك في هذه الدراسة 45 رجلاً تتراوح أعمارهم ما بين 18- 50 عاماً، وجميعهم لم يسبق لهم الإصابة بفيروس كورونا أو ظهرت عليهم أعراض المرض.
وطلب فريق العلماء من هؤلاء المتطوعين الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة لمدة تتراوح ما بين 2- 7 أيام، ثم قاموا بإجراء تحليل للحيوانات المنوية لهم قبل تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، وأعادوا التحليل مرة أخرى بعد 70 يوماً من تلقى جرعة اللقاح الثانية. ووجد العلماء أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين تلقوا جرعة أو جرعتين من أحد اللقاحات المستخدمة للتطعيم ضد كورونا، لم تقل، بل حدث عكس هذا، حيث زاد متوسط عدد الحيوانات المنوية لديهم.
وأظهرت النتائج التي توصل إليها الباحثون أن متوسط عدد الحيوانات المنوية لدى هؤلاء الرجال قد زاد من 26 مليون لكل مليلتر من السائل، إلى 30 مليون مليلتر، وهي زيادة قدرها 15%. وإضافة إلى هذا، فقد وجدت نتائج الدراسة أن متوسط عدد الحيوانات المنوية قد ارتفع من 36 مليلتر إلى 44 مليلتر من السائل، وبزيادة قدرها 22%.
وأكد الفريق المسؤول عن هذه الدراسة أن النتائج التي خلصوا إليها تدحض تماماً الإشاعات التي تتردد حول تأثير لقاحات كورونا على خصوبة الرجل، وأنها تقوم بإضعافها، بل على العكس، فإن البيانات لديهم أظهرت أن اللقاحات لا تقلل من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.
ولفتت تقارير علمية إلى أن زيادة عدد الحيوانات المنوية التي تحدثت عنها هذه الدراسة الأخيرة قد لا يكون سببها هو تطعيم كورونا، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تكون قد حدثت بسبب أيام الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة التي خضع لها الرجال المشاركين في الدراسة، مما أدى إلى زيادة حيواناتهم المنوية.
كما نوهت إلى أنه بينما اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ربما لا يكون لها تأثير سلبي كبير على الحيوانات المنوية لدى الرجل، ففي المقابل، فإن فيروس كوفيد- 19 المُسبب للمرض له تأثير على خصوبة الرجل.
وأوضحت التقارير أن دراسة سابقة أظهرت أن فيروس كورونا المستجد يتسبب في إضعاف الحيوانات المنوية لدى الرجال المصابين به، ويجعلها أقل نشاطاً وحركة، كما أنه يجعل الرجل أكثر عرضة لإظهار علامات الإجهاد التأكسدي. وأضافت أن الرجال الذين أصيبوا بالعدوى الفيروسية انخفض لديهم تركيز الحيوانات المنوية بنسبة وصلت إلى نحو 500% من معدلها الطبيعي.
جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.
ووفقاً لآخر الإحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد- 19 حتى الآن أكثر من 331 مليوناً و852 آلاف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 269 مليوناً و302 آلاف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من 5 ملايين و565 آلاف شخص.
وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.
ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، وكذلك بتلقي اللقاحات المعتمدة المضادة لفيروس كورونا المستجد.
ونوهت تقارير طبية إلى أن العديد من دول العالم قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك منذ ظهور سلالة أوميكرون المتحورة من الفيروس التاجي. ومتحور أوميكرون، الذي تم اكتشافه للمرة الأولى في جنوب إفريقيا في نهاية شهر نوفمبر الماضي، قد انتشر منذ ذلك الحين بشكل كثيف حول العالم، بمستويات غير مسبوقة منذ أن بدء هذا الوباء قبل أكثر من عامين.
ومنذ ظهور متحور أوميكرون، تم الإبلاغ عن ملايين الحالات في جميع أنحاء العالم، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت هذه المتحور شديد العدوى من الممكن أن يصيب نصف سكان أوروبا بحلول شهر مارس القادم، فيما توقعت سلطات الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، أن أغلب الناس حول العالم سيصابون بالعدوى في مرحلة ما. وقد حذرت تقارير طبية من متحور أميكرون، خاصة مع انتشاره بوتيرة لم يشهدها العالم منذ بداية جائحة كورونا، مشيرة إلى أن المتحور الفيروسي رغم أنه قد يتسبب بأعراض أقل شدة، إلا أن هذا لا يمنع كوناً فيروساً خطيراً، خاصة بالنسبة للأشخاص غير المطعمين.