هل تعلم من هو مكتشف دوران الأرض حول الشمس؟
يعتبره الكثيرون أب علم الفلك الحديث
الفلكي البولندي الشهير نيكولاس كوبرنيكوس، هو مكتشف دوران الأرض حول الشمس، والذي يعتبره الكثير من الناس، أب علم الفلك الحديث.
إن معرفة أن الأرض تدور حول الشمس، هو أمر معروف لدى الجميع في عصرنا الحالي، حتى الأطفال الصغار، ومع ذلك، ففي العصور السابقة، كان هذا المفهوم محظوراً، حيث اعتبرت الكنيسة في العصور الوسطى أن الاعتقاد بمركزية الشمس ودوران الأرض والكواكب حولها، نوعاً من الهرطقة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مولد ونشأة نيكولاس كوبرنيكوس
ولد نيكولاس كوبرنيكوس في 19 فبراير عام 1437 في مدينة تورون البولندية، وكان الابن الرابع والأصغر في عائلته، حيث كان والده تاجراً للنحاس في المدينة البولندية القريبة من مدينة بروسيا الألمانية، مما جعل كوبرنيكوس يتأثر باللغة الألمانية في صغره.
توفي والد كوبرنيكوس أثناء طفولته، ليقوم خاله بتولي تربيته، وسعى لضمان تلقيه أفضل تعليم ممكن. وفي عام 1491، بدأ كوبرنيكوس دراسته في جامعة كراكوف، حيث تخصص في الرسم والرياضيات، وبدأ يظهر اهتمامه المتزايد بعلم الفلك وجمع الكتب حول هذا الموضوع.
سافر كوبرنيكوس إلى إيطاليا في عام 1469، وقام بالتسجيل في أحد البرامج الدينية في جامعة بولونيا، حيث التقى بعالم الفلك دومينيكو ماريا نوفارا، زأصبحا زملاء في السكن، وبدأ الاثنان بمشاركة أفكارهما ونظرياتهما حول علم الفلك.
وفي عام 1501، بدأ نيكولاس كوبرنيكوس في دراسة الطب في جامعة بادوا، لكنه لم يكمل الدراسة أو الحصول على الشهادة، وذلك بسبب اضطراره للعودة، وتولي منصباً في الكنيسة.
وفي عام 1503، عاد كوبرنيكوس إلى بولندا، وسجل في جامعة فيرارا، حيث أجرى الامتحانات اللازمة لنيل درجة الدكتوراه في القوانين الكنسية، وبعدها عاد إلى منصبه ككاهن في الكنيسة، وعاش في القصر الأسقفي، وبعدها عاش لفترة في مدينة ليدزبارك وارمينسكي، ولاحقاً استقر في كنيسة فرومبورك، حيث تمكن من دمج أدواره ككاهن وعالم فلك وعالم رياضيات.
نيكولاس كوبرنيكوس واكتشاف دوران الأرض حول الشمس
أثناء إقامته في مدينة ليدزبارك وارمينسكي، استمر نيكولاس كوبرنيكوس في دراسته في مجال علم الفلك، واعتمد في أبحاثه على كتاب المجسطي، الذي كتبه عالم الفلك ريخيومونتانو في القرن الخامس عشر، كبديل لنموذج بطليموس الشهير للكون، حيث تأثرت أبحاثه بشدة بهذا الكتاب.
ويعتقد العلماء أن كوبرنيكوس بدأ في تطوير نموذجه للنظام الشمسي في عام 1508، حيث كان هذا النموذج يفترض أن الشمس هي المركز الرئيسي للنظام الشمسي، وليس الأرض، كما اقترح أن أبعاد مدار وسرعة أي كوكب، تعتمد على المسافة بينه وبين الشمس.
وعلى الرغم من آراء كوبرنيكوس، والجدل الذي أحاط بها، إلا أنه لم يكن أول فلكي افترض أن الشمس هي المركز، حيث سبقه في هذا الاعتقاد أرسترخس الساموسي، في القرن الثالث قبل الميلاد، ومع ذلك، فقد ظلت آراء بطليموس حول مركزية الأرض، هي الأكثر قبولاً، خاصة من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
وكان نموذج كوبرنيكوس للنظام الشمسي، أكثر دقة وتفصيلاً من نموذج أرسترخس، كما كان يتفوق عليه من حيث كفاءته في تفسير حركة الكواكب وتحديد مواقعها.
وفي عام 1514، أتم نيكولاس كوبرنيكوس كتابه التعليقات الصغيرة، والذي يلخص فيه نظريته حول مركزية الشمس في النظام الشمسي، ويقدم من خلاله أدلة رياضية تدعم هذا الاعتقاد.
وفي هذا الكتاب، قام كوبرنيكوس بذكر عدة حقائق أساسية، من بينها أن الشمس هي المركز وحولها تدور جميع الكواكب الأخرى، وأن النجوم تظهر ثابتة ولا تتحرك وهذا يعود إلى دوران الأرض حول نفسها، كما أن حركة دوران الأرض حول محورها تؤدي إلى رؤيتنا لحركة الكواكب بطريقة تبدو معاكسة للحقيقة.