هل تعلم كيف نشأت وتطورت صناعة السراويل الجينز؟ إليك القصة
السراويل الجينز تعتبر من قطع الملابس التي لا يستطيع أي رجل أن يستغنى عنها، وتعتبر من أهم القطع التي لا تستطيع على الإطلاق الاستغناء عنها.
وتتوفر بأشكال وألوان وتصميمات متعددة، ولكن هل تعرف كيف نشأت وتطورت صناعة هذا النوع من الملابس بالأساس؟، وتحدثنا في مقالة سابقة عن السر وراء وضع أزرار معدنية على حواف جيوب السراويل الجينز ونستعرض لكم اليوم القصة الكاملة وراء ظهور الجينز في عالم الموضة وتربعه على عرش الأناقة على مر العصور.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الخلفية التاريخية
تعود بدايات ظهور السراويل الجينز، إلى ما يعرف «بملابس العمال» أو «بنطلونات الدنيم» حيث بدأت في الظهور في انجلترا عام 1600 م مع مصنع كان يقوم بتصنيع هذا النوع من الملابس من «الدنيم» وهو نسيج قطني متين يصبغ عادة باللون الأزرق وكان يسمى مصنع «الدنيم»، وهو أصل كل الملابس الجينز فيما بعد.
تؤكد كارا نيكولاس من مصنع «كون دينم» التاريخي أن الجينز ذا طابع شخصي جدا بفضل خصوصية ألوانه، فما إن تبدأ في ارتدائه حتى يظهر أثره في تركيبتك الشخصية، قائلة: "إنه شيء ترتديه على مر الوقت ويأخذ قالب الجسم والسمات الشخصية".
وتقول نيكولاس "إن إنتاج الدينم الأصلي بدأ في ثمانينيات القرن قبل الماضي عندما بدأ الناس يجمعون الجينز عالي الجودة وتنامت فكرة محاولة منافسة أو تقليد الجينز الأصلي ونحن ننظر دوما لنفس الجينز منذ مطلع القرن الماضي وحتى نهايته، ليكون مصدر إلهام بالنسبة لنا ولنجرب بخيوط وطرق تصميم مختلفة".
وأصبح الجينز موضة أساسية في عالم الأزياء منذ صيحة السراويل التي يتم ثنيها لأعلى ومرورا بسراويل بيل بوتمز الواسعة ووصولا إلى موضة سراويل الجينز الضيقة التي صممها المصمم الفرنسي هيدي سليمان خلال الفترة التي قضاها في شركة «Dior Homme» في منتصف القرن العشرين.
عمال المناجم
في عام 1843، وتحديدا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية كان يعيش شاب يعمل بائعاً متجولاً يدعى ليفي شتراوس وكان ألماني الأصل وكان زبائنه من العمال الفقراء ممن يعملون بالمناجم، أو كانوا من البحارة ويعملون بالصيد وكان يبيع لهم الأقمشة التي تصلح لعمل الملابس كما كان يبيع للبحارة الاقمشة الخاصة بصناعة أشرعة المراكب والسفن.
وبدأ عمال المناجم يشتكون من أن ملابسهم تتمزق وتبلى سريعاً بسبب طبيعة عملهم، وفي أحد الأيام عرضت زوجة أحد العمال وكان لديها 6 أبناء يعملون جميعا بالمناجم على شتراوس شراء القماش الخاص بصناعة الأشرعة وذلك بعد ما شكت من تمزق سراويل أبنائها بعد فترة قصيرة من ارتدائها.
ولمعت هذه الفكرة بسرعة في رأس شتراوس، فاتفق مع خياط على حياكة سراويل للعمال من القماش الأزرق السميك المخصص للأشرعة، واستخدم الخياط خيوطاً تتناسب مع سمك القماش فباع «ليفي» كل السراويل التي تمت حياكتها.
براءة اختراع
كان واحد من عملاء شتراوس خياط يدعى جاكوب ديفيس من لاتفيا، ويعيش في رينو، نيفادا، وكان يشتري بانتظام بضاعته بالجملة من شركة الأول وكان من بين زبائن ديفيس رجل دائم التمزيق لجيوب البنطلونات التي يقوم بخياطتها وحاول ديفيس التفكير في وسيلة لتعزيز بنطلونات هذا الرجل، وفي يوم جاءته فكرة وضع المسامير المعدنية عند المناطق المعرضه للقطع، مثل زوايا جيب البنطلون.
ونجحت هذه الفكره ولكن ديفيس خاف أن تسرق فكرته وقرر تقديم براءة اختراع لها، ولكنه اكتشف أنها تتكلف 68 دولاراً وهو لا يملك هذا المبلغ فقرر الاستعانة بشريك تجاري، وعرض الأمرعلى ليفي شتراوس.
وحصلت شركة «Jacob Davis and Levi Strauss» على براءة اختراع عملية وضع المسامير المعدنية في سراويل العمل في 20 مايو عام 1873، مقدمين بذلك صنفا جديداً من ملابس العمل، وأصبح ذلك اليوم بمثابة عيد ميلاد الجينز الأزرق.
تطور صناعة الجينز
ويعتقد أن أصل الدينم «القماش الذي تصنع منه ملابس الجينز» هو مدينة «نيم» الفرنسية وحيث إن القطن كان نسيج قوي ومميز في القرن التاسع عشر فقد استخدم لصناعة سراويل للبحارة من مدينة جنوة الايطالية، والذين يعتبرهم البعض المخترعين الأصليين للجينز، معتبرين أصل كلمة جينز هو التسمية الفرنسية لمدينة جنوة وهي «Genes».
واشتهرت ماركة «Two Horse» التي ابتكرتها شركة ليفيز عام 1889 بصناعتها لملابس عمل قوية مصنوعة من الدينم الأزرق الأصلي، حيث تحمل الرقعة الجلدية الموجودة خلف البنطلون صورة سروال جينز يسحبه حصانان دليل على قوته.
وفي عام 1890 حمل سروال «XX»، الذي كان يرتديه رعاة البقر في الغرب، رقم 501 وفي عام 1901 تم تقديم صيحة جديدة من السراويل تحمل جيبين خلفيين وأضيف إليها حلقات للحزام عام 1922.
سراويل «جين»
وبدأ المراهقون بإطلاق كلمة «جين» على السراويل الجينز، قبل أن تستبدلها شركة ليفي شتراوس في الستينات بكلمة «جينز» في الدعاية والترويج لتجارته في بيع السراويل الجينز وأذيع أول إعلان تلفزيوني لشركة ليفايز عام 1966، قبل أن يظهر إعلان آخر عام 1981 لنساء يرتدين سروال جينز موديل 501 باستخدام عبارة «يتقلص ليناسب».
وساعدت الألياف المرنة المطاطية في انطلاقة هذه الصناعة في مجال الأزياء، وبلغت أوجها في العقد الأول من الألفية الحالية وزاد ظهور ألياف الليكرا بالفعل من فرص توسع هذه الصناعة.
الاستهلاك السنوي
ويقدر الإنتاج السنوي لسراويل الجينز بخمسة مليارات سروال في السنة، في حين يصل معدل استهلاك الدينم لنحو 1.5 سروال للفرد في أوروبا، مقابل 4 للفرد في أمريكا ومن المتوقع أن ترتفع النسبة قريبا إلى سروال جينز لكل فرد في الكوكب وفي نظرة مستقبلية مستوحاة من الماضي.
وصار المستهلكون يشترون أنواع من السراويل الجينز باهته ومهترئه، ليس لأن لهم علاقة بالتقشف أو التمرد، ولكن لأن ذلك الزي المهترئ المقطع أصبح من صناعة «فيرساتشي» أو «جورجيو أرماني» وأصبح ارتدائه جزءاً من لفت النظر واستدعاء الاهتمام.