هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
قالت منسقة العلاقات الدولية في منظمة ملكة جمال الكون ماريا خوسيه أوندا في تصريح لوكالة فرانس برس، إن المنظمة تسعى لاختيار طرف سعودي لمنحه امتياز اختيار ممثلة للمملكة، مؤكدةً أنها ستتخذ "قراراً بشأن المُشرف الوطني في السعودية قريبًا جدًا جدًا".
وأشارت إلى أن "من الممكن" أن يكون لدى السعودية مرشحة قبل النسخة التالية من مسابقة ملكة جمال الكون المقرر إجراؤها في أيلول/سبتمبر في المكسيك.
جاءت تصريحات أوندا بعدما أثارت العارضة السعودية رومي القحطاني ضجة كبيرة نهاية آذار/مارس الفائت عندما أعلنت لآلاف من متابعيها على تطبيق إنستغرام أنها "تتشرف" بتمثيل السعودية في النسخة المقبلة من ملكة جمال الكون. تضمن المنشور صورا للقحطاني، البالغة 27 عاما والمتحدّرة من العاصمة الرياض، وهي ترتدي ثوبا ضيّقا ومكشوف الكتفين وتحمل العلم السعودي الأخضر الذي تتوسطه الشهادتان.
وبعد أقل من أسبوع، أصدرت منظمة ملكة جمال الكون بيانا وصفت فيه منشور القحطاني بأنه "كاذب ومضلل"، مؤكدة أنه لم يتم إجراء أي عملية اختيار في المملكة الخليجية. وقالت أوندا، المسؤولة في مسابقة ملكة جمال الكون، إن الإجراءات تقتضي وجود مشرف وطني لإقامة مسابقة ملكة جمال الكون في السعودية لاختيار مرشحة تمثّلها. وتابعت "لا نعلم السبب الذي دفع القحطاني إلى إعلان ترشحها، ولكن إذا أرادت المشاركة في مسابقة ملكة جمال السعودية، فسيتعين عليها أن تمر بعملية الاختيار نفسها مثل أي مرشحة أخرى".
في المقابل، ومن منزلها في الرياض حيث تعيش مع والدتها وشقيقاتها الثلاث، أكدت القحطاني أنها تجري "مفاوضات" بشأن المشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون لكنها رفضت تقديم تفاصيل. وقالت لوكالة فرانس برس في أول مقابلة لها منذ الانتشار الواسع لمنشورها على إنستغرام في آذار/مارس: "تواصلت معي مؤسسة مسابقة ملكة جمال الكون لتمثيل المملكة العربية السعودية، لكنّ التفاوض حصل خلال شهر رمضان ولم أكن قادرة" على الرد. وأضافت "حتى الآن نحن في حالة تفاوض وإن شاء الله نهاية سعيدة".
في ذات الوقت تواجه القحطاني ردود فعل حادة منذ أن نشرت تدوينتها على انستغرام، من قبل سعوديين اعترضوا على ملابسها أو حتى نشر صورة لها على انستغرام وهي تلفّ العلم السعودي حولها. وقالت "كانت هناك بعض التعليقات السيئة حول لباسي، وكذلك طريقة تصويري بالعلم حولي، فالبعض اعتبره لباسًا غير محتشم". لكنها أكّدت أنها لا تشعر بأي ندم. وتابعت أنّ "كثراً في الملاعب ومن المشجعين في الرياضة يستخدمون العلم ويصورونه بطريقة تصويري نفسها"، مضيفة "في مسابقات الجمال (...) تحمل كل فتاة علم بلدها، لم أقصد الإساءة إطلاقاً".
وتأمل والدتها فوزية عايد في أنّ تستمر ابنتها في مسعاها رغم هذه الانتقادات، معتبرة أنها "دخلت التاريخ". وقالت لوكالة فرانس برس "دائما أقول لها استمري، قطعتِ شوطا كبيرا بالنسبة لأي فتاة سعودية، قبل ذلك كان (المجتمع) منغلقا ومتشدداً". وتابعت "رومي شجعت الكثير من الفتيات. وأرى أن الكثيرات منهن يتواصلن معها ويسألنها كيف وصلت إلى هذا المستوى، وأنهن يرغبن في المشاركة أيضًا"، معبرة عن فخرها بابنتها.
وفي حال قدّمت السعودية مرشحتها لمسابقة الجمال العالمية، فإن ذلك سيشكل خطوة جديدة في جهود المملكة لتخفيف صورتها المحافظة مع محاولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، جذب السياح والمستثمرين.
ولعقود، ارتبط اسم المملكة الخليجية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، بقمع النساء على خلفية قواعد صارمة يخضعن لها مثل منعهنّ من قيادة السيارة وإلزامهنّ ارتداء العباءة السوداء. ورغم رفع هذه القيود، إلا أن ناشطين حقوقيين يقولون إن قانون الأحوال الشخصية الذي دخل حيز التنفيذ عام 2022، لا يزال يميز ضد المرأة عندما يتعلق الأمر بالمسائل المتعلقة بالزواج والطلاق وحضانة الأطفال.
بالتوازي، اعتقلت المملكة في إطار حملة واسعة النطاق ضد المعارضة خلال السنوات الماضية، عددا من النساء، بما في ذلك ناشطات بارزات، بينهنّ امرأتان حُكم عليهما عام 2022 بالسجن لعقود بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحكومة.
خ.س/و.ب (أ ف ب)