هل تساءلت يوماً عن سر برودة رخام الحرم المكي رغم ارتفاع الحرارة؟
هل زرت يوماً بيت الله الحرام لغرض الحج أو العمرة؟ إذا كنت كذلك فهل تساءلت عن سر برودة رخام الحرم المكي رغم ارتفاع درجات الحرارة؟
من المعروف أن الجزيرة العربية بشكل عام والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، تتميز بطقس حار للغاية، وقد تتجاوز درجات الحرارة في بعض الأحيان حاجز الـ40 والـ50 درجة مئوية، لكن رغم ذلك لا يواجه زوار الحرم المكي الذين يتوافدون لتأدية مناسك فريضة الحج أو العمرة، أي مشاكل أو معاناة في هذا الأمر أثناء الطواف حفاة، فما هو سر برودة رخام الحرم المكي؟
بعض الأقاويل كانت تقول إن البرودة ناتجة عن وجود خطوط لتبريد المياه تمتد تحت بلاط الحرم المكي، وأقاويل أخرى أرجعت سبب برودة الرخام إلى المكيفات الموجودة داخل الحرم، لكن الحقيقية أن السر يرجع إلى نوع رخام صحن الحرم المكي الشريف، الذي يحتفظ ببرودته مهما ارتفعت درجات الحرارة، الأمر الذي يُشعر زوار بيت الله الحرام بالنشاط خلال تأديتهم المناسك المقدسة، ويخفف عيلهم ما يسببه الحر الشديد من تعب وإرهاق.
وأوضح مسؤولون في الرئاسة العامة لشؤون الحرم المكي في المملكة السعودية، أن المملكة تستخدم نوع خاص من الرخام يطلق عليه رخام التاسوس، وهو السبب الرئيسي في البرودة التي يشعر بها الحجاج، ويعد هذا النوع من الرخام من أندر الأنواع الموجودة على الأرض، ويتم استيراده خصيصاً للحرمين الشريفين من جبال اليونان.
وشرحت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين كيف يصنع رخام التاسوس هذه البرودة في صحن الحرم المكي، موضحة أن هذا الرخام يتميز دوناً عن غيره بأنه يعكس الضوء والحرارة، وهو أمر لا تفعله الأنواع الأخرى من الرخام مثل الرخام الطبيعي أو الجرانيت.
وأضافت أن التاسوس يعمل على امتصاص الرطوبة والبرودة عبر مسام دقيقة للغاية خلال فترات المساء والليل، والتي يكون فيها الطقس أكثر اعتدالاً وبرودة، ثم يخرج ما امتصه وخزنه فترة الليل، خلال فترات النهار الحارة، الأمر الذي يجعله دائم البرودة.
وبينت أيضاً أن سماكة هذا الرخام تصل حتى 5 سنتيمترات، أي ضعف سمك الرخام العادي، ما يساعده على تخزين وامتصاص كميات أكبر من الرطوبة.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا