هل تحط المدرسة الأفريقية رحالها في الملاعب الخليجية؟
تشهد المدرسة التدريبية الأفريقية انتشارًا ملحوظًا خلال المواسم الأخيرة وذلك بعدما فرضت بعض الأسماء نفسها على كبار الفرق العربية
تشهد المدرسة التدريبية الأفريقية انتشارًا ملحوظًا خلال المواسم الأخيرة، وذلك بعدما فرضت بعض الأسماء نفسها على كبار الفرق العربية.
وخرج المدربون من دائرة أوطانهم المغلقة إلى خوض التجارب الخارجية في الدول العربية التي تنتمي للقارة السمراء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
موسيماني مع الأهلي
تعاقد الأهلي المصري في أكتوبر عام 2020 مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، مدرب صن دوانز وقتها، خلفًا للسويسري رينيه فايلر، في خطوة غير متوقعة.
ودائمًا ما كانت الخيارات المتاحة أمام الفريق العربية والمصرية الكبرى هي التعاقد مع الأسماء الأوروبية أو أبناء الفرق أو نجوم التدريب في الملاعب العربية.
وجاء اختيار موسيماني نظرًا لخبراته الكبيرة في الملاعب القارية وهو ما يجعله مؤهلًا لحسم الأدوار النهائية من البطولة الأفريقية والتي كان الأهلي قد بلغ الدور نصف النهائي منها أمام الوداد المغربي.
ونجح المدرب الجديد في تقديم بداية مثالية بحصد لقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الغريم التقليدي نادي الزمالك بهدفين مقابل، في المباراة التي حملت مسمى "نهائي القرن".
وواصل موسيماني مسيرته الجيدة مع الأهلي بتحقيق لقب البطولة للمرة الثانية على التوالي وحصد لقبي السوبر القاري وبرونزية كأس العالم للأندية.
ويعيش المدرب صاحب الـ 57 عاما أوقاتاً غير سعيدة في الفترة الأخيرة بعدما خسر البطولة الأفريقية من المرحلة النهائية لصالح الوداد، إلى جانب التعثرات المستمرة في بطولة الدوري المصري الممتاز وهو ما يشعر المصريين بالخوف من تكرار سيناريو الموسم الماضي.
نهضة بركان يكرر تجربة الأهلي
قررت إدارة نهضة بركان الخروج السير على خطى الأهلي، والخروج من الخيارات التقليدية وذلك بالاعتماد على المدرسة الأفريقية الخالصة بالتعاقد مع الكونغولي فلوران إيبينجي خلفًا للمدير الفني الإسباني بيدرو بن علي.
ونجح إيبينجي في قيادة الفريق إلى تحقيق لقب الكونفيدرالية الأفريقية على حساب أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي.
مستقبل المدرسة الأفريقية في التدريب الخليجي
تشير الإحصائيات الرقمية إلى نجاح التجربتين الأفريقيتين في الملاعب العربية من خلال بوابتي الأهلي المصري ونهضة بركان المغربي حتى الآن.
ومن المرجح أن يلقى التأثير الذي حققه الثنائي صدى خلال الفترة المقبلة سواء بقيادة أندية جديدة في الدوريات الخليجية أو فتح الباب أمام مدربين جدد.
وبشكل عام، فإن التدريب الأفريقي يعيش مرحلة متقدمة بعدما نجحت عدة أسماء في قيادة منتخبات بلادها إلى نهائيات كأس العالم 2022 مثل السنغالي آليو سيسيه، وذلك بعد فترات طويلة من التعامل مع المدارس الأوروبية وهو نفس الحال في الكاميرون وغانا.
ودائمًا ما تقوم الأندية الخليجية بتكرار تجارب الأندية العربية في شمال الكرة الأفريقية تدريبًا، وهو ما حدث من قبل بالاستعانة بخدمات الحسين عموتة مدرب الوداد.
تصريحات سيسيه عن انتشار المدربين الأفارقة
تحدث سيسيه عن ظاهرة المدربين الأفارقة في حواره مع شبكة "Canal+" في أفريقيا، وقال "إنه تحدٍ لنا أن نظهر أننا قادرون على تحمل المسؤولية".
وأضاف "أنه تحدٍ لنا لإظهار أنه ليس من المفترض أن نركض لمجرد الركض وراء الكرة، يجب أن نكون لاعبين جيدين أولًا، حتى نصبح مدربين جيدين، نحن قادرون على التفكير والتخطيط ووضع الأشياء في مكانها الصحيح، رأينا ستيفن كيشي من قبل مع نيجيريا ومالي".
واختتم سيسه حديثه، "هناك أمثلة رائعة مثل بيتسو موسيماني، فلوران إبينجي مع نهضة بركان، كذلك جمال بلماضي مع الجزائر وأنا، ما أقوله إن هناك تطورا بالفعل في المدربين الأفارقة".
مفاوضات غير مكتملة مع موسيماني
شهدت بداية الموسم الكروي، دخول عدة فرق خليجية في مفاوضات مع بيتسو موسيماني المدير الفني لفريق الأهلي.
وجاء في مقدمة الأندية الراغبة في التعاقد مع موسيماني الوحدة الإماراتي والريان القطري، كما أن مفاوضات الأخير فتحت الباب أمام معلومات جديدة حينها.
حيث أكد أمير فتحي، المشرف على الإعلام في نادي الريان، أن موسيماني تواصل مع بعض الأندية القطرية قبل نحو شهرين من مفاوضات التجديد مع النادي الأهلي، يحصل على عرض مناسب".
فيما تحدث مصدر داخل الأهلي لجريدة "اليوم السابع" خلال نفس الفترة، "هناك أندية كثيرة في أفريقيا وآسيا ومن المنطقة العربية ترغب في التعاقد مع موسيماني لكن الأخير حسم موقفه وأعلن أنه قرر البقاء مع الأهلي بدون تردد".
وواصل المصدر، "الوحدة الإماراتي واحداً من الأندية التي أبدت رغبتها مؤخراً في التعاقد مع موسيماني ...فالنادي الإماراتي يبحث عن مدرب حالياً وتفاوض مع الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني للزمالك ولم تنجح المفاوضات فقام بتحويل دفة المفاوضات مع موسيماني بمحاولات "جس النبض" لكن المدير الفني للأهلي أغلق الباب مُبكراً لرغبته في البقاء مع الأهلي".
ولم تكتمل المفاوضات بعدما نجحت إدارة المارد الأحمر في تجديد التعاقد مع الجنوب أفريقي بعد فترة كبيرة من الغموض.