هذا هو سبب عدم وقوعك من على السرير أثناء النوم
لم يتوصل العلماء إلى تعريف دقيق لمعنى النوم، ولكن أقرب تعريف له هو أنه حالة خاصة يمر بها جسم الإنسان تستريح فيها عضلاته الإرادية وتنشط خلايا دماغه بشكل كبير، وهذا يعنى أن الخلايا الدماغية للإنسان وهو نائم تكون أكثر نشاطًا وحيوية منها وهو مستيقظ.
قد يكون ما قرأته مخالفًا للطبيعة، إلا أن الحقائق العلمية تدل على أن الخلايا الدماغية أثناء نوم الإنسان تكون أنشط بكثير منها عندما يكون مستيقظًا، والدليل على ذلك أن الإنسان وهو نائم يمكنه أن يزور بلادًا تبعد عنه آلاف الكيلو مترات في ثوانٍ، ويمكن أن يرى والده المتوفى منذ عشرين أو ثلاثين عامًا، ويمكنه أن يتوصل إلى حل مسألة حسابية لم يتمكن من حلها في حالة اليقظة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويُعتبر تقلب الإنسان أثناء النوم واحدًا من الأمور الضرورية جدًا، لأن هذه العملية الرياضية، كفيلة بأن تجعل الدم يصل إلى أعضاء الجسم كلها، فلو وضع إنسان يده بشكل غير مريح مثلاً وهو نائم، واستمر على ذلك دون أن يتقلب عدة ساعات، فإنه سيشعر حينما يستيقظ بأن يده لا تتحرك مؤقتاً كأنما أصابها شلل، لهذا فإن التقلب في أثناء النوم في الأمور الضرورية لصحة الجسم.
ولكن السؤال الذي يدور في ذهن الجميع يبقى محيراً، فلماذا لا نقع من على السرير أثناء النوم رغم أننا نتقلب لساعات طويلة؟
تكمن الإجابة عن السؤال في وجود جزء من المخ يسمى قشرة المخ الجدارية parietal cortex، وتحتوي على الكثير من الخرائط البصرية لموضعك الحالي، تركز هذه الخرائط على أجزاء مختلفة من الجسم أو على المكان من حولك في تلك اللحظة التي تقرر فيها أثناء نومك أن تشرب كوباً من المياه، أو تضع هاتفك على الشاحن رغم ظلام الغرفة الدامس، فهي طريقة الدماغ في فهم كيف يبدو العالم عند أطراف أصابعك حول رأسك.
وعندما تتقلب في الفراش ليلا، يغير المخ خرائطه البصرية للسرير لتتأقلم مع تغير وضع نومك، ويعني هذا أنك لا تكون مشوّش الذهن تماماً كما تظن عندما تستيقظ من النوم، فتستطيع بسهولة مد يدك وإيجاد ما تبحث عنه – حتى إن كان وسط الكثير من الفوضى التي تحاول تجنبها.