هذا ما حدث قبل 21 عاماً عندما لجأ كلينتون لاحتياطي النفط في أمريكا
كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلنت في وقت سابق، عن الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي من أجل خفض الأسعار، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم اللجوء خلالها إلى احتياطي النفط في أمريكا، فقد كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من بين رؤساء أمريكا الذين لجأوا لاحتياطيات النفط الطارئة في البلاد بهدف متعمد وهو محاربة الأسعار المرتفعة منذ 21 عاماً، وهي الخطوة التي يكررها الرئيس جو بايدن الآن. فماذا حدث منذ 21 عاماً حينما لجأت أمريكا لاحتياطي النفط؟ تعرّف على الإجابة خلال السطور التالية.
لجوء بيل كلينتون لاحتياطي النفط
حث نائب الرئيس والمرشح آنذاك آل جور، كلينتون على استخدام مخزونات الحكومة بعد أن بلغت أسعار النفط الخام في نيويورك أعلى مستوى لها في 10 سنوات بأكثر من 37 دولاراً للبرميل، وذلك لأن أسعار الطاقة أصبحت قضية بالغة الأهمية خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2000.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في اليوم التالي وبالتحديد في 22 سبتمبر، أفرجت إدارة كلينتون عن 30 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي، مما ساعد على خفض الأسعار إلى ما يزيد قليلاً عن 30 دولاراً في حوالي أسبوع، لكن بعد أسبوعين عادت إلى 36 دولاراً.
ما حدد حالة السوق حينها هو ما كانت أوبك تفعله والمخاوف بشأن وقود التدفئة لفصل الشتاء، بعد أن وصل إنتاج النفط في الاتحاد الذي تقوده المملكة العربية السعودية إلى أعلى مستوى له منذ عام 1979 في أكتوبر 2000 وقفز إنتاج زيت التدفئة في الولايات المتحدة، انخفضت الأسعار بشكل حاد في ديسمبر لينتهي ذلك العام عند أقل من 26 دولاراً.
في الوقت الراهن، يرى بايدن أن جهوده للتحدث عن النفط كان لها تأثير على السوق قبل الإعلان عن تحرير احتياطي النفط، ويركز السوق حالياً على رد فعل أوبك.
ترامب ينتقد سياسة بايدن في مجال الطاقة
يُذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان قد انتقد سياسة الرئيس الحالي جو بايدن في مجال الطاقة، قائلاً إن الولايات المتحدة أصبحت تحت رحمة أوبك.
قال ترامب خلال بيان أصدره: "قبل عام واحد كنا مستقلين في مجال الطاقة، والآن نحن تحت رحمة أوبك، والبنزين يُباع مقابل 7 دولارات في أجزاء من كاليفورنيا.. بينما يأخذون النفط من احتياطياتنا الاستراتيجية. هل بهذه الطريقة تُدار الدولة؟".
يأتي بيان ترامب بعد إعلان البيت الأبيض في وقت سابق، عن الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي. في غضون أشهر، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتاً، أو ما يُعادل 0.26%، إلى 79.91 دولاراً للبرميل، بعد أن هبطت في وقت سابق إلى 78.55 دولاراً للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.8% إلى 76.17 دولار للبرميل.
يُذكر أن النفط كان قد تعرض خلال الفترة السابقة لضغوط عالمية خاصة بعد تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعطاء أولوية قصوى لعكس التضخم واستهداف الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة على وجه الخصوص. لتحقيق هذا كلف بايدن هيئتين بمناقشة سبل خفض تكاليف الطاقة ووقف التلاعب بالسوق في قطاع الطاقة، وقال إن أحد الإجراءات المُحتملة سيكون حتما الإفراج عن احتياطيات النفط الاستراتيجية.
خلال تقرير شهري، تركت منظمة البلدان المُصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2022 دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يومياً، لكنها قلصت توقعاتها للنمو هذا العام بنحو 160 ألف برميل إلى 5.7 مليون برميل يومياً.
توقعات سابقة متفائلة لأسعار النفط في نهاية العام الجاري
كان بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس قد تنبأ سابقاً بأن أسعار خام "برنت" القياسي العالمي قد يتجاوز توقعاته لنهاية العام البالغة 90 دولاراً للبرميل.
أضاف البنك أنه يتوقع أن يصل الطلب على النفط قريباً إلى مستويات ما قبل انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، عند حوالي 100 مليون برميل يومياً مع تعافي الاستهلاك في آسيا بعد انتشار سلالة دلتا.
من ناحية أخرى، ارتفع سهم شركة النفط في المملكة العربية السعودية "أرامكو"، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي، على خلفية صعود أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، ما رفع قيمة الشركة السعودية السوقية إلى 2 تريليون دولار.
بهذه القيمة السوقية، تحتل شركة النفط السعودية المركز الثالث في تصنيف الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ. يأتي في المركز الأول من التصنيف شركة الإلكترونيات الأمريكية "أبل"، وتبلغ القيمة السوقية لها 2.35 تريليون دولار، أي أن أرامكو يفصلها عن أبل نحو 350 مليار دولار.
أما المركز الثاني فكان من نصيب شركة مايكروسوفت الأمريكية، والتي بلغت قيمتها السوقية نحو 2.18 تريليون دولار.
توقع ترامب بزوال أمريكا
في سياق متصل، كان دونالد ترامب، قد عبر خلال تصريحات إعلامية سابقة عن توقعه أن تنتهي أمريكا في غضون ثلاث سنوات، كما ألمح إلى أنه قد يترشح لمنصب الرئاسة في عام 2024، بعد ثلاث سنوات من الآن.
أدلى الرئيس السابق بهذه المزاعم المتناقضة خلال مقابلة مع Newsmax مع السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض شون سبايسر. فقال ترامب "بلدنا انحدرت بالفعل في الأشهر الثمانية الماضية كما لم يرها أحد من قبل"، وقد اقترح، دون تقديم أي دليل، أن أمريكا ستنتهي خلال السنوات الثلاث القادمة.
أضاف ترامب: "لقد تم تزوير الانتخابات، ولن يتبقى لنا بلد خلال ثلاث سنوات، سأخبرك بذلك".
ومع ذلك، كان لدى سبايسر سؤال آخر. بعد الإشارة إلى أن ترامب قال إنه اتخذ قراراً بشأن سباق الانتخابات الرئاسية 2024 وأن أتباعه سيكونون سعداء، سأل سبايسر الرئيس السابق متى قد يعلن عن خططه. تجنب ترامب إجابة مباشرة لكنه وعد سبايسر بأنه سيكون سعيداً بالقرار وادعى أيضاً أن أمريكا الآن "أضحوكة".
وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه لن يعلن عمّا إذا سيترشح للرئاسة الأمريكية في 2024 قبل أن يرى نتائج الجمهوريين في انتخابات الكونغرس عام 2022.