هذا ما تفعله الألعاب الإلكترونية بأبنائك!
دأب كثير من الآباء على مطالبة أطفالهم بالإمتناع عن قضاء وقت طويل أمام الألعاب الإلكترونية وذلك خوفا من تأثر قدراتهم الإدراكية بذلك.
ولكن يبدو أن دراسة حديثة كان لها رأي آخر، حيث أكدت أن الألعاب الفيديو الإلكترونية ربما تكون محفزاً للقدرات الإدراكية لدى الأطفال وربما تساعد نتائج هذه الدراسة في إعادة خبراء التعليم التفكير في إدخال هذه الألعاب ضمن العملية التعليمة للمساعدة في النمو الإدراكي للطفل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعرف على الآباء الأسوأ في العالم!
وهذه الدراسة تعتبر تحليلاً إحصائياً لعدة دراسات أجريت على أشخاص بالغين، يبلغ عمرهم 18 عاماً فأكثر وركزت الأبحاث، على دراسة سرعة التحليل، أو الانتباه، أو التحليل البصري الموضعي، أو الذاكرة، أو الوظائف التنفيذية، وفقا لما ذكره موقع «Vocativ» الأمريكي.
الألعاب والقدرات الإدراكية
وحلل الباحثون، المسئولون عن الدراسة بحثية، هذه البيانات من بين الدراسات السابقة، لتقييم مدى تأثير ألعاب الفيديو على عدة قدرات إدراكية وكان حجم العينة الكلي صغيراً، حيث قدر عدد العناصر تحت الاختبار بما يربو على 300 عنصر ونحو 300 متحكّم، لكن تأثير ألعاب الفيديو كان جلياً، خاصة عند المشاركين الأقرب لعمر الـ18.
ووجد الباحثون في السنوات الأخيرة استخدامات جديدة لألعاب الفيديو، تتعدى مجرد اللهو، حيث يمكنها مساعدة ضحايا السكتة الدماغية على التعافي، أو تدريب الجنود قبل الدخول إلى أرض المعركة وفي مجال التعليم أيضاً، تُعلم بعض الألعاب الأطفال كيفية التفكير الإبداعي، كما تساعدهم الألعاب التي تركز على الحركة، في حل المشكلات.
الخيال والإبداع
وقال سكوت أوستيرويل، المدير الإبداعي للتعليم في معهد ماساتشوستس للتقنية، المسؤول عن برنامج «Arcade» الذي صُمم لإضافة الإبداع إلي العملية التعليمية: "رأيت دراسات تذكر تأثير ألعاب الفيديو على مهارات محددة كـ«الملاحة الفراغية، والتناسق البصري الحركي، ولكنني لم أرَ دراسات تخلص إلى أن ألعاب الفيديو تؤدي إلى زيادة قابلة للقياس في المهارات الإدراكية عند الأطفال ولكنني لست متفاجئاً بهذه الاكتشافات، حيث رأيت تأثير الخيال والإبداع على قدرات الأطفال في أدائهم المدرسي".
كيف تقترب من أبنائك في مرحلة المراهقة؟
وأضاف أوستيرويل "تؤكد لنا الخبرات الكثيرة بأنّه عند مخاطبة خيال الأطفال، فإنّهم يؤدون بشكل أكبر في المهام الإدراكية، وتعد ألعاب الفيديو فضاءً تخيلياً، سواء كانت تجعلهم أكثر ذكاءً أو لم تكن كذلك، فإنها تجعلهم يعملون بكد أكثر وعلى استعداد لتعلم المزيد".
الإفراط غير واجب
وبالرغم من ذلك لم تنكر الدراسة وجود عيوب لألعاب الفيديو قد تجعل الأطفال أقل انخراطاً في الأنشطة الاجتماعية تحت ظروف معينة.
صور وفيديو ابتكار جديد للحفاظ على صحة أطفالك من أضرار الأجهزة الذكية
وتابع أوستيرويل "أشعر بالقلق من أن ينصح أي شخص بالمكوث أكثر أمام الشاشة، وعلى الرغم من أن الألعاب ذات القصص القوية يمكنها أن تكون مفيدة للطلاب، إلا أن ألعاباً كتلك المبنية على الورق، أو التي تكون حبكاتها سطحية دون تعمّق، لا تساعد الأطفال على فهم العالم أو الأشخاص الآخرين بشكل أفضل".
التعليم التجريبي
وأثبتت نتائج الدراسة أن هناك أيضاً مميزات عديدة للألعاب الإلكترونية، حيث تمد الأطفال بالتعليم التجريبي وهي عملية الخروج وتجربة أشياء بأنفسهم دون الحاجة حتى لمغادرة القاعة الدراسية.
وشدد المدير الإبداعي للتعليم في معهد ماساتشوستس للتقنية، على أن الطريقة التي تضمن حصول الأطفال على الفوائد دون السلبيات، تكمن في التطبيق بشكل مناسب، قائلا: "ينبغي أن تتحلى تلك الألعاب بالقدرة على شرح نفسها؛ لأنها لن تنجح إذا ما دُفع المعلمون إلى شرح اللعبة ذاتها ويمكن للمعلمين أن يجمعوا الأطفال للّعب بنفس الطريقة التي يمارسون بها الألعاب في المنزل، من خلال أن يلعب طفل ويجلس باقي الأطفال حوله يشاهدون، بدلاً من تخصيص جهاز لكل طفل، حيث إن ألعاب الفيديو قد تتحول إلى نشاط عازل".
وما زال العلماء غير متأكدين بخصوص أي مرحلة عمرية أكثر قابلية لأي نوع من الألعاب، أو ما التعديل الأفضل للألعاب بشكل يعتمد على القدرات الفردية للطلاب واهتماماتهم ويعود السبب وراء عدم معرفة العلماء للإجابة جزئياً، إلى أنهم ينظرون إلى التعليم بشكل منفصل، بحسب أوستيرويل.