نيو كوك: حكاية المشروب الذي كاد أن يقضي على شركة كوكاكولا تماماً
لطالما كانت المنافسة مشتعلة بين شركتي بيبسي وكوكاكولا، لكن في إحدى المرات، كادت كوكاكولا أن تفقد مكانتها تماماً بسبب مشروب جديد قدمته كمنافس لبيبسي، ويُدعى نيو كوك.. فما هي حكاية نيو كوك؟ وما سر فشله؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا الموضوع.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بيبسي تتفوق على كوكاكولا
جرت العادة على أن تتقدم مبيعات كوكا على بيبسي بنسبة خمسة إلى واحد، إلا أن بيبسي أخذت تتبع سياسات تسويقية وإعلانية جديدة، تمكنت من تقليل الفارق بينها وبين منافستها، وجعلت حصة كوكا تتراجع من ستين بالمئة إلى أربعة وعشرين بالمئة، وذلك في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين ميلادياً.
تحدي بيبسي
ومن بين السياسات التسويقية التي اتبعتها بيبسي في هذا الوقت، أسلوب تحدي بيبسي، حيث وضعت الناس أمام اختبار بسيط: وهو شرب مياه غازية بدون وضع أسماء عليها، ثم طلبت من هؤلاء الناس اختيار أفضل طعم ومذاق، وكانت أغلب الاختيارات من نصيب مشروبات بيبسي، ما وضع كوكاكولا في موقف حرج.
شراكات بيبسي مع المشاهير
كما بدأت بيبسي ولأول مرة في الدخول في شراكات إعلانية مع مشاهير الفنانين، مثل المطرب الشهير الراحل مايكل جاكسون.
خطة كوكاكولا لاستعادة مكانتها
ومع مقدم مدير تنفيذي جديد هو روبرتو جويزويتا لشركة كوكاكولا في عام ألف وتسعمئة وثمانين ميلادياً، كان الوضع الحالي لا يسر، وقرر المدير الجديد أن الوضع يوجب على الجميع مراجعة كل الثوابت في الشركة، ومنها الطعم الأصلي الذي بسببه اشتهر مشروب كوكاكولا، ولذا أطلق مشروعاً جديداً غرضه تحسين مركبات مشروب كوكا لتقديم مذاق أفضل.
مشروع كانساس السري
تم تكليف كبار المديرين التنفيذيين في شركة كوكاكولا بمشروع سري، برئاسة كلا من: نائب رئيس التسويق سيرجيو زيمان، ورئيس فرع كوكاكولا في الولايات المتحدة الأمريكية براين دايسون، لابتكار نكهات جديدة للكوكا. وسُمي هذا البحث بمشروع كانساس.
طعم جديد لكوكاكولا
وصلت الشركة لطعم جديد، أكثر حلاوة من مشروب كوكا، وبدأ فريق التسويق في تنفيذ إجراءات أبحاث التسويق، والطلب من الناس أن يجربوا الطعم الجديد.
تباين الآراء حول مشروب كوكاكولا الجديد
كانت النتائج الأولية عارمة.. قطاع كبير جداً أحب الطعم الجديد، أكثر من طعم كوكا الأصلي، ومن بيبسي كذلك. أما النسبة القليلة (12% من العينة)، فأعلنت عن غضبها من هذا الطعم الجديد، وقالت إنه طعم غريب وغير معتاد على محبي كوكا.
الملحوظة الأكثر أهمية، هو أن وجود هذه النسبة الغاضبة من المستخدمين، كان يؤثر سلباً على تقييم بقية أفراد مجموعات العينة، ما جعلهم يعطون تقييمات أقل مما كانوا يريدون.
إطلاق مشروب نيو كوك
وتزامناً مع الاحتفال بمرور مئة عام على إطلاق مشروب كوكاكولا في عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين ميلادياً، قررت الشركة طرح المشروب الجديد ذي المذاق الحلو، نيو كوك.
كما أوقفت إنتاج مشروبها القديم، وبدأت في توزيع المشروب الجديد، في يوم الإعلان عنه (الثالث والعشرين من أبريل ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين ميلادياً).
اختفاء مشروب كوكاكولا القديم من الأسواق
بعدها لم يعد بالإمكان العثور على مشروب كوكا القديم التقليدي المعتاد، حتى إن البعض في أمريكا استورده من الخارج.
دعوات لمقاطعة مشروب كوكاكولا الجديد
جاءت المبيعات الأولية للمشروب الجديد نيو كوك إيجابية في معظمها، حيث نال الطعم الجديد إعجاب الناس.
لكن عدداً قليلاً من الجمهور الوفي لكوكاكولا، بدأ في إعلان رفضه الطعم الجديد، أغلبهم جاء من الولايات الجنوبية، ثم بدأت دعوات المقاطعة تعلو وتزداد قوتها، وبدأت المبيعات تتوقف عن الزيادة.
وبدا واضحاً أن حملات المقاطعة كانت جادة، ويجب معالجتها قبل أن يكون الوقت قد فات.
عودة مشروب كوكاكولا التقليدي
وبعد مرور أقل من ثلاثة شهور، قررت شركة كوكاكولا العودة للطعم القديم، الأمر الذي استقبله الجميع بالحفاوة والسعادة.
إيقاف كوكاكولا 2 تماماً
بعدها أطلقت الشركة اسم كوكاكولا 2 على الطعم الجديد، واستمرت في بيعه لفترة من الزمن، حتى تراجعت مبيعاته وأوقفته تماماً في عام ألفين واثنين ميلادياً. أما الطعم الأصلي، كوك كلاسيك، فعاد لتزيد مبيعاته بشكل مريح.