نيلسون مانديلا: حارب العنصرية وأصبح أول رئيس أسود لبلاده
هو سياسي ومناضل من جنوب إفريقيا، وأول رئيس أسود لها.. حارب العنصرية، وقضى أكثر من ربع قرن في السجن.
"لا يمكن إيقاف سيرنا نحو الحرية، وعلينا ألا نسمح للخوف أن يقف في سبيلنا." هذه هي مقولته والتي تعد أبلغ تمثيل لسيرة حياته.. إنه الزعيم نيلسون مانديلا، الذي نتعرف على أهم المحطات في حياته في هذا الفيديو.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اسمه الحقيقي وعائلته
اسمه الحقيقي هو (رولي- هالا هالا)، أما اسم نيلسون فقد منحته معلمته له، وكان الأطفال الأفارقة حينها يُعطون أسماء إنجليزية حتى يسهل نطقها من المستعمرين البريطانيين.
ولد نيلسون مانديلا في عام 1918، وكان والده مستشاراً لزعماء القبائل، ولكن خلافاً نشب بينه وبين الحاكم المحلي التابع للاستعمار أدى إلى تجريده من لقبه وثروته وانتقلت العائلة إلى قرية صغيرة.
دراسته في جامعة فورت هير
بعد وفاة والده، تولى رعايته واحد من أفراد الأسرة الحاكمة، ودرس خلال هذه الفترة: الجغرافية واللغة الإنجليزية والتاريخ، واهتم خصوصاً بالتاريخ الإفريقي.
التحق مانديلا بجامعة فورت هير سنة 1939، والتي كانت في ذلك الحين الحرم الجامعي الوحيد للطلاب السود في جنوب أفريقيا. وانتُخب عضواً في مجلس الطلاب.
نضاله المبكر
ويبدو أنه بدأ نضاله في سن مبكر، حيث كان الطلاب غير راضين عن الطعام الذي يُقدم لهم في الجامعة، فأعلن مانديلا استقالته من مجلس الطلاب، وهو ما اعتبرته الجامعة نوعاً من العصيان.
ونتيجة لهذا، طُرد مانديلا من الجامعة، وعمل في عدة وظائف، قبل أن يلتحق بجامعة جوهانسبرج لدراسة القانون.
انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي
انخرط مانديلا في الحركات المناهضة للفصل العنصري في البلاد، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1942.
وقاد مانديلا حركات الاحتجاج السلمي ضد الحكومة وسياساتها العنصرية، مما دفعها إلى اعتقاله مع أكثر من 150 شخصاً آخرين، ووجّهت لهم تهم الخيانة العظمى.
مجزرة شاربفيل
في 21 آذار- مارس عام 1961، قُتل 69 فرداً وجرح 200 آخرين في مجزرة شاربفيل، وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ واعتقلت 18 ألف متظاهر.
وفي عام 1961، حدث تحول في وجهة نظر مانديلا، فاعتنق الكفاح المسلح بدلاً من الكفاح السلمي، واشترك مع زملائه في تكوين الجناح المسلح للمؤتمر الوطني الإفريقي والمعروف باسم (رمح الأمة).
وفي العام نفسه، قاد إضرابا للعمال استمر ثلاثة أيام، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، ثم أعيدت محاكمته عام 1964 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
درس القانون أثناء سجنه
قضى نيلسون مانديلا نحو 27 عاماً في السجن، لم يلقَ فيها معاملة جيدة نظراً لكونه أسود اللون، ولكن لم يقف السجن حائلاً أمام طموحه الجامعي، فحصل على درجة البكالوريوس في القانون عبر نظام المراسلة مع جامعة لندن.
في سنة 1985، عرض الرئيس بيتر ويليام بوتا الإفراج عن مانديلا مقابل تخليه عن الكفاح المسلح، لكن مانديلا رفض ذلك، وتوالت المفاوضات دون الوصول إلى أي اتفاق.
الخروج من السجن
وفي 11 فبراير 1991، اُطلِق سراح مانديلا، وأُلغِيَت أحكام الإعدام في البلاد، وأزيلت القيود المفروضة على الأحزاب السياسية.
وانتُخب نيلسون مانديلا رئيساً للمؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1991، وتفاوض مع رئيس البلاد فريدريك ويليام دي كليرك، على إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد.
أول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا
في عام 1993، نال مانديلا وكليرك جائزة نوبل للسلام نظير عملهما المشترك لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وأخيراً أُجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد في 27 نيسان/ أبريل 1994، ليصبح مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا.
وبعد انتهاء مدته الرئاسية عام 1999، أصبح مانديلا سفيراً لجنوب أفريقيا، حيث قاد عدداً من الحملات ضد مرض الإيدز، وساعد بلاده على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010.
قبول عالمي غير مسبوق
وبفضل جاذبيته وعصاميته وروحه المرحة، وحياته ونضاله المدهش، حاز نيلسون مانديلا على قبول عالمي غير مسبوق.