"نون" تدق ناقوس الخطر لـ"سوق.كوم" فهل تقلب موازين التجارة الإلكترونية؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 12 أكتوبر 2017 | آخر تحديث: الأحد، 10 ديسمبر 2017
مقالات ذات صلة
ما هي التطبيقات التي تستعمل في التجارة الإلكترونية؟
كيف تحقق النجاح في عالم التجارة الإلكترونية؟
كيف ستؤثر العملات الرقمية على مستقبل التجارة الإلكترونية؟

قبل نحو عام من الآن أعلن محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية وأحد أشهر رجال الأعمال في دولة الإمارات، عن إطلاق منصة نون للتجارة الإلكترونية راصداً ميزانية ضخمة تصل إلى مليار دولار أمريكي، ليشكل ذلك نقطة تحول جوهرية في قطاع التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط، وليدخل على خط المنافسة مع العديد من منصات التجارة الإلكترونية في المنطقة وأهمها موقع "سوق.كوم" الذي ظل يغرد وحيداً خارج السرب في هذا القطاع لسنوات عديدة دون وجود منافس حقيقي قادر على دق ناقوس الخطر. ليبقى السؤال الذي يطرحه الكثيرون اليوم، هل بإمكان "نون" سحب البساط من تحت أقدام "سوق.كوم" والتربع على عرش قطاع التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط؟ 
موقع "القيادي" أجرى مقارنة شاملة وعادلة بين منصتي "نون" و "سوق" بُعيد الإعلان الرسمي عن إطلاق منصة "نون" لأعمالها بشكل رسمي أواخر شهر سبتمبر الماضي. 
وقد استندت هذه المقارنة على طلب شراء محرك أقراص خارجي محمول يحمل نفس العلامة التجارية والمواصفات واللون أيضاً. 
ولكي تكون المقارنة عادلة ومنصفة بين المنصتين، فقد قمنا بعملية الشراء في نفس الوقت، آخذين في الاعتبار بعض النقاط الحاسمة التي يمكنها أن تلعب دوراً حاسماً في ترجيح كفة إحداهما على الأخرى. هذه النقاط هي: الدخول إلى الموقع والبحث عن المنتج، القيام بعملية الشراء، سعر المنتج، خدمة التوصيل، التغليف، وخدمة العميل.

عملية الدخول إلى الموقع والبحث عن المنتج "محرك أقراص خارجي محمول":
ربما كنت أول الأشخاص الذين قاموا بعملية الشراء من موقع "نون" بعد سماعي لخبر الإطلاق الرسمي لهذه المنصة الإلكترونية، وببساطة فتحت المتصفح عبر هاتفي الذكي ونقرت على زر التسجيل، وهنالك شيء ما أثار إعجابي وهو عدم وجود خيار الدخول عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (وهو أمر إيجابي من وجهة نظري الشخصية) ثم تابعت خطوات التسجيل بكل يسر وسهولة، وقد طُلب مني أن أكتب المعلومات الضرورية فقط مثل اسمي وبريدي الإلكتروني وبعض المعلومات الأخرى التي لا تتطلب سوى بضع ثوانٍي لإتمامها، مقارنةً مع موقع "سوق. كوم" الذي يحتاج إلى وقت أكثر ومعلومات، أرى حسب رأيي، بأنها غير ضرورية مثل ذكر الجنس ذكر أم أنثى؟ 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

عملية البحث وتحديد المنتج والشراء كانت مماثلة إلى حدٍّ ما حتى قمت باختيار المنتج، ولكن ما أثار حفيظتي في موقع Souq.com هو الخطأ الذي واجهته عند عملية الدفع والمتعلق بظهور مانع الإعلانات والذي يعيق عملية الدفع ويجعلها مملة بعض الشيء. 

بعد ذلك أدخلت عنواني بالكامل على كلا المنصتين لغرض التوصيل كما هو موضح في الصورة أدناه. 

التكلفة:
قمت بطلب نفس المنتج من كلا الموقعين وهو عبارة عن محرك أقراص خارجي محمول من علامة سيغيت 1 تيرا بايت.
تمت عملية الشراء من "سوق" وهو كما موضح بأنه (تم شحنه من قبل تاجر تجزئة)، وقد بلغت قيمة المنتج 195 درهماً إماراتياً بالإضافة إلى 10 دراهم تكلفة الشحن، مما يجعل الكلفة الكلية 205 درهم. ولو اخترت أن أدفع نقداً عند التوصيل لوصلت القيمة إلى 209 درهم. بينما حصلت من نون على المنتج نفسه بسعر 165 درهماً إماراتياً مع العلم بأنه مشحون مباشرةً من قبل "نون" ولم يكن هنالك أي تكاليف إضافية للشحن أو أي مبلغ إضافي على تعرفة التوصيل.

التوصيل والخدمة:
عندما انتهيت من عملية الشراء والدفع، كان لابد لي من الانتظار لحين موعد استلام المنتج وهنا بدأت الفوارق تظهر وبشكل واضح بين الطرفين، حيث قمت أولاً بعملية الشراء من "نون" في حوالي الساعة 22:30 ليلاً وفي الصباح الباكر تلقيت إتصالاً من سي إف سي (شركة الشحن السريع الخاصة بنون) لترتيب موعد التوصيل والاستلام، وبسبب تواجدي في المنزل فقد تسلمت الطلب قبل الساعة التاسعة والنصف صباحاً. بينما احتاج "سوق" إلى 4 أيام للتوصيل، وعندما أتى اليوم المحدد لاستلام المنتج تفاجأت بقدوم موظف التوصيل دون موعد مسبق، ولسوء الحظ كنت خارج المنزل مما اضطرني إلى ترك أعمالي والعودة سريعاً إلى المنزل لاستلام المنتج، وعندما وصلت كانت علامات الاستياء الممزوجة بالغضب ظاهرة للعيان على وجه موظف التوصيل، والسبب أنه قد اضطر للاانتظار لمدة تزيد عن العشرين دقيقة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فأود هنا أن أقول بأنني عميل قديم لدى "سوق" ودائماً ماكنت أواجه مشاكل بعملية التوصيل.

التغليف:
استلمت المنتج من قبل "نون" وهو مغلّف بشكلٍ نظيف وآمن مع وسادة هوائية في الداخل، مع وجود ملاحظة شكر للعميل. وهو ما يمنح العميل شعوراً بالرضى والراحة.

أما منتج "سوق" فكان مغلفاً بشكل رخيص للغاية (كما هو موضح بالصورة أدناه) وبمواد غير صديقة للبيئة، ولكنها تفي بالغرض في نهاية المطاف.

الخلاصة:
بشكل عام، موقع "سوق" هو لاعب قديم في قطاع التجارة الإلكترونية، لذا فأنا أقيم تجربتي مع نون بأنها أفضل بكثير، على الرغم من حداثة الموقع.
وباعتقادي فإن دخول موقع "نون" على خط المنافسة يجب أن يكون بمثابة الإنذار لـ"سوق" الذي يتوجب عليه تحسين خدماته والارتقاء بها ما أمكن للمحافظة على صدارته لهذا القطاع لأن المنافسة موجودة وحاضرة بقوة.
على الجانب الآخر فإن "نون" قد بدأ بطريقة صحيحة، ويبدو أنه سيكون منافساً شرساً لـ "سوق" شرط المحافظة على نوعية الخدمة على المدى الطويل.
وفي النهاية فإن المستفيد الأكبر من هذه المنافسة هو المستهلك الذي له كلمة الفصل في تحديد الأفضل واختيار الأمثل.