نظرية الممارسة Practice Theory

  • بواسطة: Muhammad Sami تاريخ النشر: الأحد، 20 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
نصائح تُمكنك من ممارسة التفاؤل
كيف تحفز أولادك على ممارسة الرياضة؟
لماذا يجب عليك عدم ممارسة الرياضة كل يوم؟

يذهب مفهوم الممارسة في موسوعة علم الإنسان للمفاهيم والمصطلحات الأنثروبولوجية ان الممارسة كلمة تستخدم في النظرية الماركسية لتشير إلى أولوية السلوك الفعلي في اكتشاف المعرفة. ويرتبط مثل هذا السلوك العملي بالأساس المادي للمجتمع، ويمارس على أساس طبقي وليس فرديا. وتمثل الممارسة الحركة نحو اكتشاف المعرفة الموضوعية والابتعاد عن الوعي الزائف القائم على التشوهات الأيديولوجية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كما يعرف معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية الممارسة بأنها التطبيق العملي للافتراضات النظرية، وهي طريقة امتحان صحة أو أخطاء تلك الافتراضات. والممارسة هي المقياس السليم لما هو ممكن، وما هو مستحيل، وتقتضي الممارسة لتحقيق أهداف الفرد توفر الحرية والمسؤولية.

وتكتسب نظرية الممارسة الاجتماعية أهميتها في العلوم الاجتماعية والإنسانية بسبب قدرتها على تفسير طبيعة الظواهر الاجتماعية المختلفة، وتحليلها في سياق اجتماعي منظم، فالممارسة الاجتماعية عند “بورديو” ليست مجرد فعل صادر في الزمن الحاضر، ولكنها فعل موجه من الماضي، فالممارسة عند “بورديو” هو حصيلة لخبرات مكتسبة أو موروثة تتضافر لتقييم الواقع المعاش، فالممارسة نشاط إنساني يقوم به فاعل يمتلك من القدرة، والفاعل عند “بورديو” هو شخص محمل بخبرات متراكمة (رأس مال نوعي)، يكتسبه من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتعليم، حيث يولد لديه الاستعدادات ما يمكنه من ممارسة الأفعال المختلفة في إطار بنية محددة، فعن طريقها يمكن تفسير التباينات الاجتماعية والثقافية في آن واحد، ويمكن تفسير ظواهر السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والدين، والفن، والعلم.

إن نظرية الممارسة الاجتماعية تحول الانتباه بعيدًا عن لحظات اتخاذ القرار الفردي، ونحو «القيام» بمختلف الممارسات الاجتماعية والاستهلاك غير الواضح. علاوة على ذلك، يتم إبعاد الأفراد أنفسهم عن مركز الصدارة وبدلاً من ذلك يصبحون «شركات النقل» للممارسات الاجتماعية، حيث يقومون بمختلف الأنشطة والمهام التي تتطلبها الممارسة. عندما يمر الأفراد بالحياة، فإنهم يتعاملون مع مجموعة متنوعة من الممارسات المختلفة، ويتم تجنيدهم، ولديهم «وظائف» داخلها، وأحيانًا ينشقون عن مجموعة متنوعة من الممارسات المختلفة. 

الأهم من ذلك، تؤكد نظرية الممارسة أنه من خلال هذه الارتباطات مع الممارسات يأتي الأفراد لفهم العالم من حولهم وتطوير إحساس متماسك إلى حد ما بالذات. ومع ذلك، فإن هذا لا يجعل الأفراد كمخادعين سلبيين مدينين بالفضل لإملاءات الممارسة، ولكن بدلاً من ذلك يتصورهم كفاعلين ماهرين يتفاوضون بنشاط، وينفذون مجموعة واسعة من الممارسات في المسار الطبيعي للحياة اليومية. وبالتالي، فإن إيجاد أنماط استهلاك مؤيدة للبيئة لا يعتمد على تثقيف الأفراد أو إقناعهم باتخاذ قرارات مختلفة، بل يعتمد بدلاً من ذلك على تحويل الممارسات لجعلها أكثر استدامة. وكما يلاحظ Warde، فإن «المعنى الرئيسي لنظرية الممارسة هو أن مصادر سلوك التغيير تكمن في تطوير الممارسات نفسها».

لقد حاول بورديو في نظرية الممارسة ان يقدم حلا للفجوة بين النظرة الذاتية للعالم الاجتماعي، والنظرة الموضوعية وانتهى إلى ان العلاقة بين الذاتي والموضوعي علاقة جدلية متداخلة ومعقدة، وعالم الاجتماع عليه ان يكشف عن طبيعة هذه العلاقة، وكيف تتولد الممارسة تحت تأثير هذه العلاقة. وحاول بورديو توضيح كيف تتمثل الذات الفاعلة الشروط الموضوعية-البنيوية فأنتج مصطلح الهابيتوس وكيف تؤثر هذه الذات في تلك الشروط، فأنتج مصطلح المجال، بحيث تصبح الممارسة محصلة العلاقة الجدلية بين الكابيتول والمجال او ناتج تفاعل الهابيتوس والمجال.

ومن المفاهيم الأساسية لنظرية بورديو حول الممارسة الاجتماعية نجد:

  • الهابيتوس الذي يعبر عن مبدأ مولد للاستراتيجية يمكن الفاعلين من التوافق مع المواقف غير المتوقعة ودائمة التغير، وهو نسق الاستعدادات الدائمة والقابلة للتطور والتحول يعمل بشكل لا إرادي على استدعاء الخبرات السابقة لإنجاز مهام متنوعة.

وقد حاول بورديو ان يطور مفهوم الهابيتوس لاكتشافه ان لكل طبقة هابيتوس خاص بها ناتج عن تماثل ظروف الوجود، الذي يؤدي إلى تآلف الممارسات وانصهار الفردي في الجمعي، وهو ما يجعل الممارسات متماثلة موضوعيا حتى دون قصد، وتعتبر حالة التوافق التام أحد المعوقات التي تؤدي إلى الممارسة الآلية، وتخنق الخلق والإبداع، ممارسة لا تقدمية تعبر عن هيمنة وقوة الطبقة المسيطرة.

  • المجال: كان بورديو يستخدم مفهوم البناء، وبعد مراجعة نقدية للبنائية وجد أنها تتعامل خطأ مع المفهوم بوصفها عناصر البناء بأنها يشملها قانون واحد للتفسير، ووصل إلى ان المجالات تختلف فيما بينها كما ان المراكز داخل المجال الواحد تحتاج إلى هابيتوس مختلفاً بين الفاعلين المتصارعين على هذه المراكز.

فالمجال عند بورديو يعتبر أداة تفسيرية تربط البناء الاجتماعي بالممارسة الاجتماعية، وتصبح بذلك المجالات بمثابة البيئة التي فيها عمليات إنتاج واستهلاك وتوزيع مختلف أشكال الموارد الرمزية والمادية، ويمكن ان تفهم بنية المجال من خلال كشف علاقات القوة بين الفاعلين ومراكز تمركز المصالح في لحظة تاريخية محددة.

  • الممارسة العلمية الانعكاسية: لقد اهتم بورديو بفكرة التقدم العلمي والتغير، مركزا على الحقل العلمي باعتباره يتمتع بالحرية النسبية والاستقلالية عن الحقول الأخرى، ويرفض بورديو مقولة العلم المتحرر من اي ضرورة اجتماعية، كما يرفض مقولة العلم المرتبط بالمنفعة والخاضع للمتطلبات السياسية والاقتصادية.
  • كما يستخدم بورديو مصطلحات أخرى في نظريته الرأسمال الثقافي والرأسمال الاجتماعي والرمزي.

  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    الكاتب Muhammad Sami

    I'm a masters student in major of sociology. I like doing researches that benefits the development and analyzation of humanity. My major in college includes a lot of similar human sciences, and even the branches of each of them, such as Anthropology, Criminology, Medical Sociology, Cultural Anthropology, with all of their different and interesting theories, which made me more interested in explaining the human behaviors and the various interesting factors that affect them.

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!