نظرية التعلم المعرفية ما هي وما أهميتها؟
ما هي نظرية التعلم المعرفية؟ وكيف يحدث التعلم من خلالها؟
تُستخدم نظرية التعلم المعرفية للتعبير عن الإدراك الكامن وراء المعرفة، يمكن القول إن هذه النظرية تهتم بالتفكير في التفكير، لفهم كيفية تأثير عمليات التفكير على التعلم. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على نظرية التعلم المعرفية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي نظرية التعلم المعرفية؟
تُستخدم نظرية التعلم المعرفية للتعبير عن الإدراك الكامن وراء المعرفة، يمكن القول إن هذه النظرية تهتم بالتفكير في التفكير، لفهم كيفية تأثير عمليات التفكير على التعلم. هناك فرع صغير من علم النفس يعرف بعلم النفس المعرفي. إنها دراسة العمليات الداخلية للفرد، هذه الأشياء التي تحدث في عقلك، مثل التفكير والانتباه والتعلم وحل المشكلات والإدراك وغيرها.
يقوم مفهوم نظرية التعلم المعرفية على أساس جمع وتنظيم واستخدام المعلومات المعرفية والخبرات العلمية التي يستطيع الفرد تحصيلها عن طريق التعليم، والتي تُصبح جزءاً من المخزون المعرفي الذي يعتمد عليه في حل المشكلات والتعامل مع المعلومات والأشياء والأشخاص من حوله.
بدأت جذور الاهتمام بالنموذج المعرفي مع ظهور العالم السويسري بياجيه الذي استخدم المنهج الترابطي في الوصول إلى دراسة متكاملة عن الوعي الإنساني. بحث بياجيه في الروابط التي يُمكن أن تتكامل فيما بينها من خلال الخبرة لتقدم منظومة تؤدي إلى تكوين المعرفة والتعلم.
من هو صاحب النظرية المعرفية؟
صاحب النظرية المعرفية هو عالم النفس السويسري جان بياجيه. ولد في نوشاتيل في سويسرا عام 1896 وتوفي عام 1980. درس بياجيه علم الأحياء ثم حوّل دراسته إلى علم النفس وحصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة جنيف عام 1925.
طوّر بياجيه نظريته المعرفية خلال تعامله مع الأطفال وملاحظاتها لهم، وقد اقترح أن الأطفال يمرون بأربع مراحل من التطور المعرفي، وهم:
- المرحلة الحسية الحركية التي تبدأ من الولادة إلى سن الثانية ويتعرف فيها الطفل عن العالم من خلال حواسه.
- مرحلة ما قبل العمليات من سن 2 إلى 7 سنوات وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل استخدام اللغة والرموز ولكنه تفكيرهم يظل غير منطقي.
- مرحلة العمليات الملموسة من 7 إلى 11 ويصبح فيها تفكير الطفل أكثر منطقية.
- مرحلة العمليات الشكلية من 11 سنة إلى ما فوق ويكون تفكير المراهقين فيها تجريدياً بعيد عن الاحتمالات.
تعد نظرية بياجيه من أكثر النظريات تأثيرًا في علم النفس التنموي والتي ساعدتنا على فهم تطور الأطفال وتعلمهم.
كيف يحدث التعلم في النظرية المعرفية؟
التعلم المعرفي هو أسلوب تعلم نشط يركز على مساعدتك في تعلم كيفية تعظيم إمكانات عقلك. إنه يسهل عليك ربط المعلومات الجديدة بالأفكار الحالية وبالتالي تعميق ذاكرتك وقدرتك على الفهم. حيث تُعرف قدرة العمليات العقلية للدماغ على استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها من خلال التجربة والحواس والفكر بالإدراك.
يُركز التعلم التقليدي بشكل أساسي على الحفظ بدلاً من محاولة تحقيق الإتقان في موضوع معين. أما الجوانب الأساسية للتعلم المعرفي فتتضمن: الفهم لكي يكون التعلم المعرفي فعالًا ويفيدك عليك فهم سبب تعلمك لموضوع معين في المقام الأول.
الجانب الأساسي الثاني في نظرية التعلم المعرفي هو الذاكرة، فلا يشجع التعلم المعرفي على تكدس المعلومات، وهو أمر غير فعال للغاية في التعليم. يحسن الفهم العميق للموضوع من قدرتك على ربط المعرفة الجديدة بالخبرات أو المعلومات السابقة.
أما الجانب الثالث فهو التطبيق، حيث تساعدك استراتيجيات التعلم المعرفي على تطبيق معلومات أو مهارات جديدة في مواقف الحياة. هذه المهارات تُشجعك أن تستمر في تطوير مهارات حل المشكلات.
أهمية النظرية المعرفية وتطبيقاتها التربوية
إليك كيفية تطبيق نظرية التعلم المعرفي في سياق عملي: من خلال فهم دور عمليات التفكير أثناء التعلم، يمكننا توجيه هذه الأفكار لمساعدتنا على اكتساب المعرفة بشكل أكثر فعالية. يمكننا التلاعب بالعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على تفكيرنا لتحسين التعلم في أنفسنا والآخرين.
في الفصول الدراسية التقليدية، يطبق المعلمون نظرية التعلم المعرفي من خلال تشجيع التفكير الذاتي وشرح أسبابهم. من فوائد التعلم المعرفي ما يلي:
- يُحسن الفهم: يُشجع التعلم المعرفي الطلاب على اتباع نهج عملي في التعلم. هذا يسمح لهم باستكشاف المواد وتطوير فهم أعمق.
- يُطور مهارات حل المشكلات: يُعلم نهج التعلم المعرفي الطلاب المهارات التي يحتاجون إليها للتعلم بشكل فعال. يساعد هذا الطلاب على بناء مهارات قابلة لاستغلالها في حل المشكلات والدراسة ويمكنهم تطبيقها في أي موضوع.
- تعزيز التعلم على المدى الطويل: يسمح تطوير المهارات المعرفية للطلاب بالبناء على المعرفة والأفكار السابقة. هذا يعلم الطلاب درجة أعلى من الإدراك وتطبيق مفاهيم جديدة على ما يعرفونه بالفعل.
- يُحسن الثقة للتعلم: من خلال فهم أعمق للموضوعات ومهارات تعلم أقوى، يمكن للطلاب التعامل مع العمل المدرسي بحماس وثقة. أيضاً يُعدّ منح الطلاب فرصة الانخراط بنشاط في التعلم يجعله ممتعًا ومثيرًا. يساعد هذا الطلاب على تنمية حبهم مدى الحياة للتعلم خارج حجرة الدراسة.
عيوب نظرية التعلم المعرفية
العيب الرئيسي للنهج المعرفي هو أنه يشير إلى العمليات الإدراكية التي لا يمكننا ملاحظتها بشكل مباشر. يعتمد بشكل كبير على الاستدلال. كذلك، لا يمكننا التأكد من أن الذاكرة قد تغيرت لأن الباحثين لم يتمكنوا من ملاحظة الذكريات، ولا يتم رصد أي تغيير إلا من خلال الإجابات المقدمة من الطلاب، بناء على هذا، قد يفتقر النهج المعرفي إلى كونه علميًا على أساس أنه ذاتي فيما يؤخذ من النتائج.
ضعف آخر في النهج المعرفي هو أنه يتجاهل العوامل الأخرى، بخلاف التعلم والإدراك، والتي ثبت أنها تؤثر على السلوك مثل العوامل الوراثية والبيئة.
رواد النظرية المعرفية
هناك العديد من العلماء الذين ساهموا في تطوير النظرية المعرفية في التعليم بعد العالم السويسري جان بياجيه، ومن هؤلاء:
- العالم السوفيتي ليف فيجوتسكي الذي طور نظرية التعلم الاجتماعي والثقافي وأكد على أهمية التفاعلات الاجتماعي كمرحلة من مراحل التعلم.
- العالم الأمريكي جيروم برونر الذي طور نظرية التعلم بالاكتشاف وأكد على أهمية المشاركة والأنشطة في التعلم.
- العالم الأمريكي ديفيد رومرلفيلد الذي طور نظرية المعالجية المعلوماتية قارن فيها العقل البشري بجهاز الكمبيوتر.
- العالم الألماني أولريك نيسر الذي طور نظرية الإدراك البيئي.