نظام أندرويد (Android)
يعد نظام Android واحداً من النظامين المهيمنين على عالم الأجهزة المحمولة، يختلف عن منافسه iOS الخاص بشركة Apple بكونه مفتوح المصدر، حيث يعطي درجة حرية عالية للمستخدم تسمح له بتخصيص كل شيء تقريباً، بالإضافة للتسامح مع وجود نسخ معدلة بشكل غير رسمي من قبل مطورين خارجيين للنظام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو نظام أندرويد؟
أندرويد (Android) هو نظام تشغيل للأجهزة المحمولة، مفتوح المصدر، تم تطويره من قبل عملاق التقنية Google وبني على نواة نظام Linux (هو نظام تشغيل حر ومفتوح المصدر يعمل على الحواسيب المكتبية وله العديد من الإصدارات والتوزيعات أشهرها Ubuntu و Debian و Backtrack).
بني نظام أندرويد بشكل يركز على الأجهزة المحمولة التي تحوي شاشات لمس، لكن يوجد نسخ أندرويد عديدة للتلفزيونات الذكية والسيارات والساعات الذكية والكاميرات وحتى الحواسيب (أشهرها بخصوص الحواسيب هو Remix OS الذي تم إطلاقه مؤخراً).
يعتبر نظام أندرويد النظام الأكبر سيطرة بين جميع الأنظمة على مختلف المنصات، فقد أصبح النظام الأكثر استخداماً على الهواتف الذكية منذ نهاية عام 2010، وبحلول عام 2013 أصبح الأول في مجال الأجهزة اللوحية كذلك. مع العلم أنه حر الاستخدام ومجاني تماماً حيث لا تفرض Google أي رسوم على الشركات الراغبة باستخدام النظام على أجهزتها.
تاريخ اندرويد ومراحل تطوره
مرّ نظام التشغيل للهواتف المحمولة (Android) بعدة مراحل هي:
أولاً: المرحلة المبكرة لتطوير أندرويد
بدأ تطوير النظام الشهير مع تأسيس شركة Android Inc. عام 2003 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، كان الهدف وفق كلمات المؤسس آندي روبن (Andy Robin) هو "الحصول على هواتف أذكى أكثر وعياً بموقع وتفضيلات مالكها"، ومع الوقت انتبهت شركة Google للفكرة وقررت الاستحواذ على الشركة ونظامها قيد التطوير عام 2005 بمبلغ لا يقل عن 50 مليون دولار أمريكي.
كان الهدف الأولي للنظام هو أن يكون نظام تشغيل للكاميرات الذكية، لكن مع إدراك المؤسسين لضيق السوق الخاص بالكاميرات وعدم مناسبته، انتقل الاهتمام لإنشاء نظام ذكي ينافس كلاً من Symbian OS الذي كانت Nokia أبرز مستخدميه ونظام Windows Mobile السابق لنظام Widows Phone الحالي.
أول النماذج التي طور فيها النظام لم تكن تدعم الشاشات اللمسية وكانت شبيهة إلى حد بعيد بنظام تشغيل هواتف Blackberry، لكن الإعلان عن هاتفي LG Prada عام 2006 و iPhone عام 2007 دفع المطورين على تعديل مخططاتهم وتضمين شاشة لمسية في النموذج الذي كان يدعى “Sooner”.
في نوفمبر عام 2007 أعلن "اتحاد الهواتف المفتوح" الذي ضم شركات مثل Google و Sony و HTC و Samsung و Qualcomm المصنعة لشرائح Snapdragon الشهيرة عن نفسه مع رسم هدف متمثل بتطوير معايير مفتوحة للهواتف المحمولة. في نفس الحدث تم الإعلان عن نظام Android كأول نظام تشغيل للهواتف المحمولة مبني على نواة Linux، وبحلول عام 2008 تم إطلاق أول هاتف يعمل بنظام أندرويد وهو هاتف HTC Dream الذي كان يعمل بنظام Android 1.5 Cupcake.
ثانياً: التطوير اللاحق للنظام
من أول إصدار علني عن نظام أندرويد، اتبعت Google سياسة تسمية خاصة بها، فجميع الإصدارات الكبرى سميت وفق الترتيب الأبجدي وبأسماء حلويات شهيرة، من إصدار "الكعك المكوب" حتى إصدار "نوغة" المترقب إطلاق النسخة النهائية منه في الأيام القادمة.
بدأ انتشار هواتف أندرويد بشكل متزايد لتحصل على حصص سوقية أكبر فأكبر، ليتخطى نظام iOS الخاص ب Apple في الربع الثاني من عام 2010 ويستمر ليتخطى نظام SymbianOS ويتربع على عرش أكثر أنظمة الهواتف انتشاراً مع نهاية عام 2010 وبداية عام 2011.
في عام 2010 بدأت شركة Google بمشروع تهدف فيه للتعاون مع مصنعي الهواتف المحمولة لتصميم وإنتاج هاتف يحمل نسخة غير معدلة من النظام بمواصفات مناسبة بحيث يكون ممثلاً للنظام. سميت الأجهزة الصادرة من هذه السلسلة باسم Nexus وعلى مدى السنوات صنعت هواتفها وأجهزتها اللوحية من قبل شركات متعددة أبرزها Samsung و HTC و LG و Huawie و Asus، مع الوقت حققت هذه السلسلة نجاحاً متزايداً وكان أبرزها هاتف LG Nexus 5 الصادر عام 2013 وهاتف Nexus 6P الصادر العام الفائت.
منذ بدء سلسلة Nexus جرت العادة أن تصدر Google الهواتف الجديدة في مؤتمرها السنوي وعادة ما تكون أول الحاصلين على التحديث الجديد عند إصداره، مع استثناء العام الحالي حيث صرحت Google أن هاتف LG V20 سيكون أول الهواتف العاملة بنظام Android 7.0 Nougat.
بدأ نظام أندرويد بدعم الأجهزة اللوحية مع إصدار Android 3.0 Honeycomb الذي كان خاصاً بالأجهزة اللوحية فقط، لكن بداية من لاحقه Android 4.0 Ice-cream Sandwich أصبحت الإصدارات تدعم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على حد سواء.
ثالثاً: متجر (Play Store) التابع لجوجل
مع إطلاق نظام أندرويد، قامت Google بإطلاق Android Market كسوق إلكتروني للتطبيقات والألعاب والموسيقى والأفلام والكتب وسواها من المحتوى الرقمي. لاحقاً تم تغيير الاسم إلى Google Play Store، واستمر المتجر بالنمو بشكل متزايد مع ازدياد دعمه من قبل المطورين الذين رأوا في نظام Android مستقبلاً لهم.
تجاوز متجر Google Play منافسه Appstore الخاص ب Apple بعدد التطبيقات، حيث يملك اليوم حوالي 2.2 مليون تطبيق وأكثر من 50 بليون تحميل لتطبيق منذ إطلاقه.
أهم هواتف أندرويد
خلال السنوات الثمانية التي توسع نظام أندرويد خلالها مرت العديد من الأجهزة المميزة التي تركت علامات فارقة في تطور النظام وبيئته، أهم هذه الهواتف:
هاتف (HTC Hero)
كان ثالث هاتف من HTC يعمل بنظام أندرويد، حيث صدر في وقت كانت الشركة فيه هي المصنع الأساسي للهواتف العاملة بهذا النظام. بالإضافة لكونه أول هواتف أندرويد التي تعطي انطباع الجودة العالية، فقد بدأت معه واجهة HTC Sence التي تستخدمها الشركة في هواتفها حتى اليوم.
هاتف (Motorola Droid)
كان أول هواتف موتورولا العاملة بنظام أندرويد، ساهم دعم مزود الخدمة الأمريكي Verizon له بجعله أسرع هواتف أندرويد مبيعاً حتى الآن، حيث بيعت منه ربع مليون نسخة خلال الأسبوع الأول من إطلاقه. أتى الهاتف مع نظام Android 2.0.0 لكن شعبيته ساهمت في إبقائه محدثاً حتى إصدار 2.2.3 .
هاتف (Samsung Galaxy S)
أول هواتف سلسلة S الناجحة من سامسونج، كان أحد أنجح الهواتف التي بيعت. فقد صدر الهاتف بإصدارات متنوعة كان أحدها أول هاتف يدعم تقنية 4G في الولايات المتحدة. حقق الهاتف مبيعات تقدر ب 24 مليون هاتف وبدأ بذلك عصر نمو سامسونج لتصبح اليوم أكبر مصنعي الهواتف الذكية في العالم.
هاتف (Galaxy Nexus)
أتى الهاتف نتيجة تعاون Google مع Samsung ، وأثمر هذا التعاون واحداً من أكثر الهواتف شعبية بين المطورين حتى الآن. كان الهاتف أول متلقي نظام Android 4.0 Icecream Sandwich وكذلك أول متلقي نظام Android 4.1 Jelly Bean ، لكن حب المطورين له جعله يتلقى نسخة معدلة من نظام Android 5.0 Lollipop بعد أربع سنوات من إصداره (وهي مدة طويلة جداً في عالم الهواتف الذكية).
هاتف (Samsung Galaxy S3)
باستخدامه لشاشة كبيرة (وفق مقاييس فترة صدوره) بقياس 4.8 بوصة ومعالج رباعي النوى بتردد 1.4 غيغا هرتز، تربع هاتف سامسونج على القمة حينها محققاً مبيعات هي الأكبر حتى اليوم في عالم الأندرويد، حيث بيعت منه أكثر من 50 مليون نسخة.
في النهاية.. يبدو مستقبل هذا النظام مشرقاً بشكل كبير، فأعداد الهواتف العاملة فيه في ازدياد مستمر (وصل عدد الهواتف الفعالة العاملة بنظام أندرويد إلى 1.4 بليون هاتف)، والمطورون يتجهون نحوه بشكل أكبر من السابق، إضافة لكونه مدعوماً من أكبر شركة تجارية في العالم.