نصر الدين طوبار: صاحب الحنجرة النادرة الذي يضرب على أوتار القلوب
"رباه
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ها أنا ذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هواك.. وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواك.. ونسيت حبي واعتزلت أحبتي ونسيت نفسي خوف أن أنساك"
نصحه أصدقاؤه بأن يقدم في اختبارات الإذاعة ليكون قارئاً فيها، ولا يكتفي بالقراءة في البيت وسرادق المعارف في المناسبات، فسمع لنصائحهم وذهب لاختبارات الإذاعة، وكانت المفاجأة أن نصر الدين طوبار رسب مرة تلو الأخرى، حتى وصلت مرات رسوبه بالإذاعة 6 مرات.
تحدى الفشل
إلا أن إصرار طوبار واقتناع من حوله بصوته، ونصائح الشيوخ له دفعه إلى الاهتمام بالعلم الموسيقي؛ فعلم الابتهال أو الغناء ليس مجرد صوت حسن، بل هو تدريب صوتي على القراءة الصحيحة المتمكنة فترات طويلة.
شاهد أيضاً: أشهر أدعية وتواشيح شهر رمضان الدينية
واستمع لنصائح من حوله، ليدرس الشيخ نصر الدين المقامات الموسيقية على يد الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الذي نصحه بأن يتوجه للموشحات الدينية والابتهالات؛ لما له من حنجرة نادرة وصوت مميز، وبالفعل درس الموسيقى لمدة عام، ليخوض بعدها اختبار الإذاعة للمرة السابعة، وينجح في الانضمام إليها كمبتهل عام 1956.
وسافر الشيخ نصر الدين طوبار إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، وأعجب بصوته كل من استمع إليه، وقد كتبت عنه الصحافة الألمانية: (صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب)، وقد كرمته كل الدول التي زارها إعجاباً وتقديراً لصوته العذب.
نشأته
ولد الشيخ نصر الدين طوبار عام 1920 بالمنزلة بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة تحب العلم وتحاول جادة أن تنشره بين أبنائها، فجده لأبيه هو الشيخ حسن طوبار أحد كبار مشايخ مدينة المنزلة، وأحد زعمائها الكبار، الذين شاركوا في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وكان من المشاركين والمخططين للحرب ضد فرنسا، وانتصروا عليهم في عدة مواقع؛ أهمها موقعة الجمالية، وقد أقيم له عرفاناً بهذا الدور متحف في المنزلة، ليضم كثيرا من آثاره وصور كفاحه.
وفي طفولته، اكتشف والده جمال صوته، فقرر تحويله من المدرسة الخديوية إلى المدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية، ويحفظ القرآن الكريم، وبعد أن حفظ القرآن الكريم ذاع صيته في مدن وقرى محافظة الدقهلية.
أشهر ابتهالاته
قدم الشيخ نصر الدين طوبار عشرات الابتهالات للإذاعة المصرية، منها:
"يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا".
شهد مسجد الخازنداره بشبرا بمصر فترة من حياة الشيخ الجليل نصر الدين طوبار؛ حيث تم تعيينه قارئاً للقرآن الكريم ومنشداً للتواشيح به في السادس من شهر نوفمبر عام 1986.
شاهد أيضاً: أدعية وطقوس وشعائر رمضان من زمان إلى اليوم
تكريمه حول العالم
اختير نصر الدين طوبار مشرفاً وقائداً لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980، وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة، كما أنشد في قاعة ألبرت هول بلندن؛ وذلك في حفل المؤتمر الإسلامي العالمي.
ومن لندن عاصمة بريطانيا، ذاعت شهرة الشيخ المصري في كل المدن الأوروبية، وبدأت توجه إليه الدعوات لحضور مثل هذه الحفلات ليشدو فيها ويغرد بأحلى الأنغام، ليكون خير سفير للإسلام والمسلمين بالتزامه وخلقه القويم.
فالإعجاب بصوته كان غالباً للدرجة التي حدت الصحافة الألمانية إلى أن تقول عنه: «صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب»، ليس هذا فحسب، بل حاز طوبار التكريم الرسمي من قبل كل الدول الغربية والإسلامية التي زارها إعجاباً وتقديراً لصوته العذب.
وفاته وإرثه
في رحلة حياته، استطاع نصر الدين طوبار أن يقدم عدداً كبيراً من الابتهالات والتواشيح الدينية الرائعة بصوته العذب الذي ارتبطت به ذاكرتنا بها رمضان، حتى فاضت روح الشيخ الجليل نصر الدين طوبار إلى بارئها في السادس من نوفمبر عام 1986.
والآن، نستمع إلى عبقرية صوت الشيخ نصر الدين طوبار.