نصائح عن النمو، التمويل والتأسيس لمؤسسي الشركات الإلكترونية في المنطقة‎

  • بواسطة: ومضة تاريخ النشر: الثلاثاء، 14 أبريل 2015 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
خطوات تأسيس شركة في السعودية للمواطنين والأجانب
من عائلة مخترعين لمؤسس شركة جيليت: من هو كينج كامب جيليت؟
نصائح لوضع خطة تمويل فعّالة لمشروعك

في خضمّ الاندفاع نحو تحقيق نجاحٍ جديدٍ في مجال الأعمال الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من الجيّد التوقّف قليلاً والتمعّن في الدروس الرئيسية التي يمكن لمجتمعنا الناشئ الاستفادة منها. وذلك بناءً على نجاحات (وإخفاقات) المؤسِّسين والمستثمِرين في الأسواق في الدول المتقدّمة مثل الولايات المتّحدة، وفي الأسواق الناشئة الأخرى التي تُعتبر أكثر تطوّراً من أسواقنا مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية والوسطى.

وفي الوقت الذي تتشابه فيه بعض العوامل الرئيسية على مستوى العالم، مثل صفات المؤسِّسين وإمكانية التوسّع والنموّ لنموذج الأعمال وطبيعة التحدّيات التي ينبغي معالجتها، فإنّ هناك عوامل أخرى تمتاز بخصوصيّتها وفقاً لطبيعة الأسواق الناشئة. وتشمل هذه العوامل وجود، أو غياب، عوائق لدخول المنافسين إلى السوق، واختيار الدولة التي ستعمل فيها، والقدرة على تأمين مصادر تمويل سلِسة ومتوَقّعة لمشروعك.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفيما يلي، نذكر العوامل الرئيسية الأكثر أهمّيةً، والتي تحدِّد غالباً نجاح أو فشل المشاريع القائمة على الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المؤسّسون

يوجد وهمٌ شائع بأن مؤسِّسي المشاريع الإلكترونية هم عادةً من خرّيجي الجامعات، أي الشباب في العشرين من العمر. ولكنّ العكس هو الصحيح، حيث تُظهر الدراسات أن متوسّط عمر المؤسِّس الناجح هو 40 عاماً تقريباً. ولكن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنّه من الصعب جدّاً العثور على مؤسِّسين في الأربعين من عمرهم؛ لأنّ من هم في هذا العمر عادةً ما يكونون أصحاب عائلاتٍ ينفقون عليها، وعليهم تسديد عدّة قروضٍ شخصيةٍ تُثقل كاهلهم. وهذا الأمر يضعهم في موقفٍ يجعل من الصعب عليهم تحمّل الدورة الطويلة المطلوبة لجمع التمويل من المستثمِرين، ناهيك عن الفترة الأطول التي يستغرقها إنشاء المشروع.

إمكانية التوسع والنموّ

تتّسم أفضل نماذج الأعمال الإلكترونية في العالم بقدرتها على التوسّع والنموّ، وأفضل مثالٍ على ما سبق هو شركة "جوجل" Google التي قام مؤسِّسوها ببناء محرّك بحثٍ وأعادوا استخدامه بطرق عديدة، مما ولّد إيراداتٍ فاقَت النفقات المتزايدة لتشغيل المشروع. ومشاريع الإعلانات المبوبة على شبكة الانترنت تتشابه إلى حدّ كبيرٍ، حيث تسمح لك باستخدام منصّةٍ واحدةٍ للتوسّع إلى مئات الآلاف من القوائم وتحقيق الإيرادات الناجمة عن ذلك.

من ناحيةٍ أخرى، إنّ نموذج أعمالٍ مثل نموذج مواقع التجارة الالكترونية التي تقوم بإدارةٍ كاملةٍ لدورة المبيعات، أكانَت في مجال الإلكترونيات أو الأزياء أو غيرها، يحتاج منك إضافة المزيد من الموارد غير الإلكترونية لإدارة المراحل اللوجستية كلّما زادَت الوحدات التي تبيعها عبر الإنترنت. وهذا ما يؤدّي غالباً إلى تحصيل هامش ربحٍ متدنّي، لا يغطي حجم الاستثمار مقارنةً بالعوائد.

عوائق دخول المنافسين إلى السوق

 يعتبر الاختيار ما بين المشاريع المحلّية مقابل المشاريع العالمية قضيةً شائكةً ومعقّدة، يغفل عنها المؤسِّسون والمستثمرون بالرغم من أهمّيتها البالغة. وبالنسبة للمشاريع القائمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي لا يتوفّر فيها عوائق لتأخير أو منع المنافسين من دخول الأسواق، تكون غالباً غير قادرةٍ على البقاء أو المنافسة مع الشركات العالمية المشابهة التي تتوسّع وتنمو في المنطقة؛ والسبب في هذا، هو أنّ المنافِسين العالميين يملكون تمويلاً أفضل. فعلى سبيل المثال، يمكن للمواقع الإلكترونية العامة المتخصِّصة بالسفر والسياحة خداعَ المؤسِّسين والمستثمّرين على أنّها نماذج أعمال محلّية، مع أنّها في واقع الأمر لا تملك أيّ عوائق لمنع دخول شركاتٍ أخرى للسوق، وتقف عاجزةً أمام المواقع الإلكترونية العالمية. وحتّى مواقع التجارة الإلكترونية التي تبيع الإلكترونيات أو الأزياء، قد لا تكون قادرةً على البقاء في وجه المنافسة العالمية، لأنّ كلّ ما يحتاجه اللاعب العالميّ لمواجهة الميزة التنافسية للشركات المحلّية هو افتتاح مركزٍ لتلبية الطلبات والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط.

من جهةٍ أخرى، فإن نماذج أعمالٍ مثل حجوزات المطاعم أو طلب سيارات الأجرة المحلّية يحتاج إلى بناء شبكةٍ محلّية، الأمر الذي يشكّل عائقاً قويّاً في وجه دخول الأسواق المحلّية. وهذا ما يجعل اللاعبين العالمّيين بلا حولٍ ولا قوة، إلّا إذا قاموا باستثمارٍ ضخمٍ من أجل منافسة الشركات المحلّية وأخذ مكانها من خلال الاستيلاء على شبكاتها. وفي معظم الحالات تقريباً، يتبيّن أنّه من الأفضل بالنسبة للشركات العالمية، من ناحية التكلفة، أن تستملك الشركات المحلّية وبالتالي تحتفظ بالقيمة التي أنشأها المؤسِّسون والمستثمرون في نماذج الأعمال.

الموقع الجغرافي

يُعتبَر الموقع عاملاً مهمّاً للمشاريع الإلكترونية. فوجود مقرّ أعمالك الرئيسي في سوقٍ يسهل فيه تشغيل المشروع وجذب المواهب ويتمتّع ببيئةٍ تشجّع على الاستثمار، يُعتبَر عاملاً هامّاً ورئيسياً. ومن هذا المنطلق، تبرز الإمارات العربية كأفضل موقعٍ للمشاريع الإلكترونية، ولكن يتبيّن مرّةً أخرى أنّ الأسواق الأكبر هي السعودية ومصر وحتّى المغرب. هناك حيث تشكّل تكلفة التوسّع والنموّ، ناهيك عن الوقت المستغرق في تلك العملية، عبئاً ضخماً لا تستطيع المشاريع النهوض به دائماً.

التمويل

القدرة على تأمين تمويلٍ مستمرٍّ وخلال فترةٍ قصيرة، هو أمرٌ أساسيّ بالنسبة للمؤسِّسين الناجحين، لأنّه يسمح لهم بالتركيز على إدارة مشاريعهم. ويوجد تواصلٌ ما بين المستثمِرين والمؤسِّسين في الشرق الأوسط، بسبب مستوى النضج المتدنّي للأسواق. ولهذا السبب، إن عدد المشاريع الجيّدة غير القادرة على البقاء بسبب عدم قدرتها على تحصيل التمويل، يتجاوز عدد المشاريع السيّئة التي تُخفق بسبب أخطاء مؤسِّسيها أو نماذج الأعمال أو اختيارات السوق.

وبالنظر إلى جميع العوامل الرئيسية السابقة، يبدو من الواضح أن المؤسِّسين المتمرّسين، الذين تصبّ جميع العوامل الصحيحة في صالحهم، يحتاجون إلى مستثمرين يستطيعون توفير ضمانةٍ لهم فيما يتعلّق بمساعدتهم في بناء وتنمية مشاريعهم سريعاً، بغضّ النظر عن الموارد المطلوبة (سواء كانت موارد نقدية أو غير ذلك).

أما من ناحية الاستثمار، فقد يبدو نموذج الاستثمار في رؤوس الأموال في هذه الشركات الناشئة جذّاباً، وسيكون كذلك، ولكن ليس في هذه المرحلة من مراحل تطوّر أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي واقع الأمر، فإنّ الاستثمار في رؤوس الأموال لم يكن نموذج الأعمال الأوّل الذي أتاح للمستثمرين والمؤسِّسين حصد النجاح في الأسواق الإلكترونية الناشئة. بل على العكس، لقد كان نموذج أعمال منصّة التشغيل هو النموذج الأوّل في هذا المجال.

وهذا النموذج، هو ما يسعى فريقُنا إلى إقامته في مجموعة "آي مينا". فنحن نحاول معالجة جميع أوجه القصور والتحدّيات التي تعيق نجاح بناء المشاريع الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وذلك من خلال توفير مؤسِّسين متمرّسين في بيئةٍ مضمونةٍ إلى حدٍّ كبيرٍ، تمكّنهم من بناء مشاريعهم سريعاً وتوسيعها وتنميتها بشكلٍ سريعٍ أيضاً والحصول على التمويل عند الطلب خلال نموّهم.

ولا شكّ أنّنا سنقطف ثمار النجاح في نموذج الاستثمار في رؤوس الأموال في منطقتنا أيضاً، ولكن هذا الأمر قد يستغرق على الأرجح من 5 إلى 7سنوات. وخلال هذه الفترة، سيكون العديد من نماذج الأعمال الرئيسية قد طُبّقَت. ففي مجال المشاريع الإلكترونية، إنّ التوقيت هو العامل الأهمّ.