نزار قباني كيف تحول من شاعر الياسمين إلى شاعر السكين
مواقف من حياة شاعر الحب والسياسة
هو واحد من أهم شعراء العالم العربي، كتب كثيرا عن المرأة وعلى لسانها واشتهر بجرأة قصائده، وكتب عن السياسة وانغمس فيها، فكما وصف نفسه ترك الكتابة عن الحب والياسمين ليكتب قصائده بالسكين.. إنه الشاعر الكبير نزار قباني شاعر الحب والسياسة.. فكيف حدث هذا التحول في حياته؟
وُلد الشاعر السوري نزار قباني في حي مئذنة الشحم في دمشق القديمة، في 21 من شهر آذار/مارس عام 1923.وهو حفيد أبو الخليل القباني واحد من أهم وأشهر روّاد المسرح السوري.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في صباه اهتم نزار بعدد من الفنون، ففي البداية أُخذ بالرسم، واهتم به لفترة طويلة ثم انتقل للاهتمام بالموسيقى. وأخيرا استقر على الشعر. فحفظ قصائد كبار الشعراء مثل أشعار عمر بن أبي ربيعة، جميل بثينة، طرفة بن العبد، قيس بن الملوح، وتتلمذ على يد الشاعر خليل مردم بك الذي علّمه أصول النحو والصرف والبديع.
درس نزار قباني الحقوق في جامعة دمشق، وتخرج فيها في عام 1945.
العمل الدبلوماسي:
تعين نزار قباني بعد تخرجه في كلية الحقوق عام 1945 في وزارة الخارجية السوريّة، ثم أصبح موظفاً في السفارة السورية بالقاهرة في نفس العام، وبقي فيها حتى عام 1952، حيث عيّن سفيراً لسوريا في لبنان لمدة عامين، ثم عين عام 1954 سفيراً لسوريا في أنقرة، كما عين سفيراً لسوريا في الصين عام 1958، ثم سفيراً لسوريا في مدريد عام 1962، وكانت آخر مهمة دبلوماسية يقوم بها نزار قباني حيث قدّم استقالته عام 1966 ليتفرغ للشعر.
لنزار قباني 35 ديوانا شعريا، أولها ديوان" قالت لي السمراء" عام 1944. وعرف في البداية بشاعر الحب، حيث سيطر على قصائده موضوعي المرأة والحب بشكل أساسي.
الانتقال من الحب إلى السياسة:
كانت نكسة 1967 هي المحرك الأهم الذي نقل شعره نقلة نوعية من شعر الحب إلى القصائد السياسية.
وكما كان نزار قباني جريئا في الكتابة عن الحب، كان جريئا أيضا في الكتابة عن السياسة. واستطاع أن يضع يديه على مكمن الجرح العربي في قصائده. ظهر هذا في قصائد مثل هوامش على دفتر النكسة، وخبز وحشيش وقمر.
يقول في إحدى قصائده:
إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب
فحربهم إشاعة وسيفهم خشب
وعشقهم خيانة ووعدهم كذب
إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب،
فكلها نحو وصرف وأدب
مواقف مؤثرة في حياته:
يذكر نزار قباني المواقف التي أثرت في حياته وفي تكوينه الشعري :
الموقف الأول هو وفاة شقيقته وصال في عام 1938، بعد أن أجبرها والدها على الزواج من رجل لا تحبه، حيث قال عنها في مذكراته: "إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره"، ووصف نزار قباني حادثة موتها بقوله: "صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي... كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة". وقد أثر هذا الحادث في وعيه وفي كتابته للشعر وتبنيه لصوت المرأة.
أما الموقف الثاني فهو وفاة زوجته الثانية بلقيس عام 1982، خلال تفجيرٍ استهدف السفارة العراقية في بيروت. وبلقيس هي زوجته المحبوبة التي تزوجها بعد قصة حب دامت لسبعة أعوام.
أما الموقف الثالث المؤثر في قصائده هو نكسة 1967 التي نقلت قصائده كما ذكر من الياسمين إلى السكين، ونقلته من شعر الحب إلى شعر السياسة.
أعماله:
بالإضافة إلى دواوينه الشعرية وأشهرها طفولة نهد،والرسم بالكلمات، ويوميات امرأة لا مبالية. كما أن له عدد من الأعمال النثرية من بينها:(قصتي مع الشعر)،و (عن الشعر والجنس والثورة). كما كتب مسرحية (جمهورية جنونستان.. لبنان سابقاً) عام 1977.
الشعر والغناء:
لقد تغنى كبار المطربين بأبياته مثل: أم كلثوم (أصبح عندي الآن بندقية)وعبد الحليم حافظ غنى (رسالة من تحت الماء) و(قارئة الفنجان). ونجاة الصغيرة غنت (ماذا أقول له)، (متى ستعرف كم أهواك)و(أيظن).
أما ماجدة الرومي فغنت (بيروت ست الدنيا)، (كلمات)، (مع الجريدة). كما غنى المطرب كاظم الساهرالكثير من قصائده مثل: (إني خيّرتك فاختاري)، (زيديني عشقاً)، (مدرسة الحب)، (قولي أحبك)، (أكرهها)، (أشهد ألا امرأة إلا أنت) وغيرها.
وفاته:
توفي بأزمة قلبية في الثلاثين من نيسان/أبريل عام 1998، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين من عمره.