نزار بنات: من هو الناشط الفلسطيني الذي مات بعد اعتقاله؟
تداولت وسائل إعلام محلية خبر مقتل نزار بنات، الناشط السياسي والمرشح السابق للانتخابات التشريعية الفلسطينية، فجر اليوم الخميس، خلال عملية قامت بتنفيذها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي هدفت إلى اعتقاله من منزله في مدينة الخليل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عائلة نزار بنات تتهم الأمن الفلسطيني بقتله
ونقلت تقارير محلية تصريحات منسوبة إلى عائلة نزار بنات، قالت فيها أن قوة أمنية فلسطينية مكونة من نحو 20 عسكرياً، قامت بمداهمة منزل الناشط السياسي في حوالي الساعة 3:30 من صباح يوم الخميس، حيث قاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح، ثم تم اعتقاله حياً وهو يصرخ.
وأكدت عائلة بنات أن ما حدث مع نزار هو اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، حيث تم اقتحام مكان سكنه من قبل قوة أمنية مشتركة في الفجر، ثم تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح بالهراوات على رأسه أثناء نومه، كما تم رشه بغاز الفلفل فور استيقاظه.
وأضافت عائلة الناشط السياسي السعودي أن نزار بنات فقد الوعي داخل منزله بسبب الضرب المبرح الذي تعرض له، مشيرة إلى أنه بعد استيقاظه من النوم، تم اعتقاله عارياً، ونُقل إلى جهة غير معلومة من قبل عناصر جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة.
شاهد أيضاً: فلسطيني ينادي على أمه تحت أنقاض منزلهما في غزة
وطالبت عائلة نزار بنات بضرورة تشكيل لجنة تحقيق تضم جهات حقوقية وممثلين عن العائلة من أجل التحقيق في قضية مقتل المرشح السابق للانتخابات التشريعية الفلسطينية.
وأشارت التقارير إلى أن الشرطة الفلسطينية في محافظة رام الله قامت، اليوم الخميس، بتفريق مسيرة احتجاجية وسط دوار المنارة، والتي خرجت على إثر مقتل نزار بنات، حيث اعتبرت بعض الفصائل الفلسطينية ما حدث بأنه عملية اغتيال.
الحكومة الفلسطينية تعلق على مقتل نزار بنات
ومن جانبها، أعلنت الحكومة الفلسطينية عن تشكيل لجنة تحقيق في قضية مقتل نزار بنات، خلال اعتقاله من من منزله من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.
ونقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، قال فيها أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة نزار بنات برئاسة وزير العدل، محمد الشلالدة، وعضوية رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمار دويك، وطبيب ممثل عن عائلة بنات، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية.
وأكد اشتية أن اللجنة ستبدأ عملها فوراً للبحث والتقصي والوقوف على أسباب وفاة بنات، وسوف تعتمد على نتائج التشريح، وتستمع إلى شهادات عائلته، وشهود العيان والمسؤولين، مضيفاً أنه سيتم مد اللجنة بكل المعطيات والتفاصيل التي تمكنها من التقدم بعملها، من أجل تسريع كشف الحقيقة وتقديمها كاملة وبكل مصداقية للرأي العام.
كما صرح جبرين البكري، محافظ مدينة الخليل، في بيان رسمي صادر عنه، أن الناشط السياسي نزار بنات قد توفي خلال اعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني، على إثر مذكرة إحضار من النيابة العامة.
وقال البكري في البيان الذي نقلته عنه تقارير محلية: "على إثر مذكرة إحضار من النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل محمد بنات، ذهبت فجر اليوم قوة من الأجهزة الأمنية لاعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفوراً تم تحويله إلى مشفى الخليل الحكومي، وتمت معاينته من قبل الأطباء، إذ تبين أنه متوفى، وعلى الفور تم إبلاغ النيابة العامة التي حضرت وباشرت إجراءاتها وفق الأصول."
وعلى الجانب الآخر، فقد قال شاكر طميزي، محامي نزار بنات، أن جثمان موكله سيتم تحويله إلى التشريح للوقوف على سبب الوفاة، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق نزيهة لمعرفة ما حدث.
شاهد أيضاً: الشيخ جراح: قصة الحي الذي أشعل الأحداث في فلسطين
من هو نزار بنات؟
جدير بالذكر أن نزار بنات كان معارضاً بارزاً للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقد سبق أن تم اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية نحو 8 مرات، وقد أعلن عن نيته لخوض الانتخابات البرلمانية قبل إلغائها في وقت سابق من العام الجاري.
ويعتبر بنات من أكبر منتقدي السلطة الفلسطينية، حيث سبق له أن دعا العديد من الدول الغربية إلى قطع المساعدات عنها، زاعماً قيام هذه السلطة بانتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي شهر مايو الماضي، كشف بنات أن عدد من الأشخاص الملثمين قاموا بإطلاق النار على منزله، وحطموا أبوابه، كما قاموا بإلقاء قنابل صوت داخل المنزل الذي كان تتواجد فيها وقتها زوجته وأطفالهما.
وألقى نزار بنات اللوم وقتها على حركة فتح التي تهيمن على قوات الأمن الفلسطينية، حيث قال أنها هي الجهة الوحيدة التي يمكنها الحصول على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
كما اتهم بنات أنصار حركة فتح بشن حملات تحريضية ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهموه بأنه يتعاون مع إسرائيل، نافياً صحة هذه الإدعاءات، ومؤكداً على وطنيته.