ناسا تبدأ مهمة تاريخية لتغيير مسار الكويكبات وتدميرها
تعاونت الوكالة الأمريكية للفضاء "ناسا" وشركة "سبيس إكس" للصواريخ وهندسة الفضاء من أجل إطلاق صاروخ يحمل مسباراً للدفاع عن كوكب الأرض.
وانطلق صاروخ سبيس إكس من قاعدة فاندنبرغ الفضائية الموجودة في كاليفورنيا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويحمل الصاروخ مسباراً تم تصميمه من قبل وكالة ناسا وذلك من أجل ضرب قمر صغير وذلك ضمن الاختبار لمعرفة ما إذا كانت طريقة الدفاع عن كوكب الأرض عند طريق الاصطدام بالأجسام الفضائية فعالة أم لا.
ويحمل الصاروخ الذي يطلق عليه اسم فالكون 9، مركبة "دارت" الفضائية، في مهمة بدأت من الساعات الأولى لليوم الأربعاء.
وتعتبر هذه المهمة هي الأولى من نوعها لوكالة ناسا والذي تتكلف حوالي 330 مليون دولار أمريكي.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها ناسا مركبة فضائية متجهة إلى جرم سماوي آخر.
ويأتي ذلك بعدما استطاع إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة سبيس إكس وشركة تسلا من الفوز بعقد قيمته 69 مليون دولار أمريكي في عام 2019 لتنفيذ هذه المهمة بالتعاون مع وكالة "ناسا".
فيما وصفت جوليانا شيمان مديرة بعثات الأقمار الصناعية أن هذه المهمة هي الأروع.
كما وجهت شكرها لشركة سبيس إكس التي كانت جزء من مهمة الدفاع عن كوكب الأرض في المستقبل.
ومن جانبه قال عمر بايز الذي يعمل في خدمات الإطلاق التابعة لوكالة ناسا الفضائية أن خطوة إرسال مركبة فضائية للاصطدام بكويكب هو أمر لا يصدق بالفعل وتحول كبير من الخيال إلى الحقيقة.
ناسا تبحث عن تغيير مسار كويكب!
وترغب وكالة ناسا لإطلاق مركبة فضائية متجهة صوب كويكب "ديمورفوس" من أجل تجربة مهمة.
وترغب وكالة ناسا في معرفة ما إذا كان بمقدورها تغيير مسار هذا الكويكب أم لا لتكون بمثابة دراسة استباقية في حالة وجود أي كويكب يمثل تهديداً مستقبلياً على كوكب الأرض.
ويعتقد آندي ريفيكين عالم الكواكب في جامعة جونز هوبكنز بأن وجود جسم فضائي كبير ويمثل خطر حقيقي على كوكب الأرض ليست كبيرة.
ويرى ريفيكين بأن اضطرار العلماء لتحييد جسم فضائي متجه لكوكب الأرض لن يحدث في الأغلب ولكن هذه التجربة تعتبر مهمة للحفاظ على سلامة كوكب الأرض في المستقبل.
فيما تثق نانسي شابوت العالمة المتخصصة في الكواكب بأن هذه التجربة من أجل معرفة فرضية ما إذا كان اصطدام المركبة الفضائية بالكويكب ستمنحه دفعة إضافية لتغيير مساره لإبعاده عن كوكب الأرض أم لا.
وأكدت شابوت بأن هذه التجربة آمنة تماماً على كوكب الأرض وأنها ستحدث على مسافة 11 مليون كيلومتر من كوكبنا.
موعد وصول المركبة الفضائية إلى الكويكب
وينتظر بأن تنطلق مركبة الاختبار إلى الفضاء يوم 23 من شهر نوفمبر الجاري وستحمل اسم "دارت".
وتستهدف مركبة الاختبار الفضائية الاصطدام بكويكبين وهما "ديمورفوس" و"ديديموس".
ويدور أحد هذين الكويكبين حول الآخر في مدارهما حول الشمس ولذلك فإن وكالة ناسا ترى أن هذه التجربة مثالية لاختبار هذه الفرضية.
وينتظر بأن تصل مركبة "دارت" بنجاح إلى الكويكبين خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من العام المقبل.
ويتوقع بأن تصطدم مركبة "دارت" بكويكب "ديمورفوس" بسرعة تصل إلى 6.6 كيلومتر في الثانية.
ويمكن بأن يتسبب الاصطدام بتقليص مدار "ديمورفوس" وستزيد سرعته بحوالي 73 ثانية في الساعة مقارنة بسرعته السابقة.
وترصد وكالة ناسا العديد من الأجسام الفضائية الموجودة بعيداً عن كوكب الأرض والتي تصل إلى 27 ألف كويكب.
وتمتلك هذه الكويكبات مسارات مختلفة بالقرب من كوكب الأرض، وأشارت الوكالة الفضائية أن بمجرد دخول الكويكب إلى الغلاف الجوي لكوكب الأرض فإنه يتفكك ويسقط دون أضرار.
وبرغم ذلك، فإن وكالة ناسا تريد أن تجد حلاً يمنع الكويكبات بصورة عامة بالأرض، خاصة وأن كوكب الأرض تعرض لاصطدام عنيف من كويكب قبل حوالي 66 مليون سنة تسبب في قتل الديناصورات وكل أشكال الحياة على الكوكب خلال هذا الزمن.
الأرض في خطر "نادر" من الكويكبات
وتشير وكالة ناسا أن كوكب الأرض مهدد باصطدام الكويكبات مرة كل 2000 عام.
ويتسبب اصطدام الكويكب بكوكب الأرض بدمار شديد للمنطقة التي يحدث فيها الارتطام وما يحيطها كذلك.
فيما قد يتسبب ارتطام الأجسام الأكبر من ذلك في تدمير هائل لكوكب الأرض ولكن ذلك لم يحدث منذ 66 مليون سنة وهو ما يعده العلماء حدث نادر جداً.
وتعمل وكالة ناسا وغيرها من وكالات الفضاء والأوساط العلمية لحصر الأجسام والأجرام التي تسبح قريبة من الأرض وتراقب الأجسام التي يمكن أن يتقاطع مدارها مع كوكب الأرض للاستعداد في حالة احتمال اصطدام أي منها بالأرض.
ويؤكد العلماء أن نسبة الأجسام التي تحيط بكوكب الأرض ويزيد قطرها على كيلومتر واحد تصل إلى 95% من مجموع هذه الأجسام.
ويخشى العلماء من ارتطام هذه الأجسام بكوكب الأرض خاصة وأن الغلاف الجوي لن يتمكن من تفتيتها أو تدميرها قبل الوصول إلى الأرض.
وربما يتسبب اصطدام كويكب بهذا الحجم بكوكب الأرض في مقتل الآلاف وتدمير واسع في محيط المساحة التي يصطدم بها.
ويعمل العلماء بصورة مستمرة على دراسة الطرق الممكنة التي قد تساعد في إبعاد هذه الأجسام عن الاصطدام بكوكب الأرض من خلال تحريف مداره بطرق علمية دقيقة.