"مُتعبٌ مني ولا أقوى على حملي" الشاعر مظفر النواب يختزل صراعه مع المرض
نشر الشاعر العراقي "مظفر النواب" على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك هذه الكلمات لتصف حالته الصحية وصراعه مع المرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
والذي كتبها من داخل عزلته الصغيرة الكائنة في إحدى ضواحي دمشق عاصمة سوريا، وهو يبلغ التسعين من عمره والمرض يراوغه دون أن يمل منه.
ويمكننا القول إن القصائد السياسية التي كان يكتبها الشاعر مظفر النواب كانت السبب في أن يحظى بلقب "شاعر الغربة والضياع".
فقد عاش طريدًا بين المنافي العربية والأجنبية من دمشق وبيروت والقاهرة وطرابلس والجزائر والخرطوم وسلطنة عُمان، وإريتريا وإيران وكذلك فيتنام وتايلند واليونان، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، فضلا عن فنزويلا والبرازيل وتشيلي.
دعم القضية الفلسطينية كثيرًا إلا أن قصيدة " القدس عروس عروبتكم" كان لها صدى إعلامي كبير جدًا.
والجدير ذكره أن الشاعر مظفر النواب عاد إلى بلده ووطنه العراق بعد أن فتح له القدر بابًا من العطف والحنان، فقد كان مصابًا آنذاك بمرض "الشلل الرعاش".
بعد أن فارق العراق لأكثر من أربعين عامًا، استقبله الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني في مكتبه في قصر السلام وسط العاصمة.
يقول عمر السّراي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق حين سئل عن اختيار الشاعر مظفر النواب دمشق مكانًا لعزلته:
" منحته أمانا واطمئنانا، فهي المدينة المعطاء، فضلاً عن تناغم أجوائها المنفتحة والمدنيّة مع روح الشاعر الشفافة، وقد أُذِن لصوته أن يكون حرّا صادحا، ليعبر عن مكنونات قصائده، فإن علاقة النواب بسوريا هي علاقة أصيلة متجذرة، تنتمي للحب بأبهى صوره".
فقد أكد السّراي دور اتحاد الأدباء لمتابعة صراعه مع المرض ويقول:
" أظنّ بأنّ الوطن كلّه سيكون مفتوحا للنواب ووفق خياره ليحل ليس في مشافي الوطن، إنما في قلوب كل العراقيين، لكن البيئة الصحية المهيّأة له في مشفاه الحالي هي بيئة مناسبة وجيدة، والأمل أن يتعافى ليعود لبريقه الأدبي والوطني، رغم تأثيرات السنين، وقسوة حالته المرضية".
ويتمنى العالم أجمع والمهتمين بمجال الأدب للشاعر مظفر النواب أن يتخطى أزمته الصحية وأن يعود للأدب كما أوج بداياته.
فلن يأتي المستقبل بقامة أدبية عظيمة كالشاعر العراقي مظفر النواب بفصاحته ولغته واهتمامه بالأدب والواقع والشعب.