موقف مثالي من هشام سليم.. فهل يحذو المجتمع حذوه؟
كشف الفنان المصري هشام سليم عن تحول ابنته "نورا" جنسياً لتصبح رجلاً باسم "نور". هشام سليم وخلال استضافته في أحد البرامج التليفزيونية كشف عن مزيد من التفاصيل بشأن الأمر، وقال إنه لم يستغرب الخطوة التي أقدمت عليها ابنته وأنه كان يشعر منذ فترة طويلة بأن هناك أمر ما غير صحيح بشأن الطبيعة الجنسية لها.
موقف شجاع من الأب
وتحدث هشام سليم – في شجاعة نادرة أشاد بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي – عن العلاقة المتوترة بينه وبين أبنائه وأنه حاول كثيراً حل الخلافات معهم، وأن هذه المسألة كانت أحد أهم أسباب ذلك التوتر في العلاقة.
الفنان المصري أبدى مساندته التامة لابنته/ابنه، مشيداً بشجاعته/ها التامة للإفصاح عن هذا الأمر، وأكد على أنه يقف داعماً ومسانداً بشكل كامل للقرارالذي اتخذته ابنته/ابنه للتحول إلى ذكر، وقال: "بما أني والده، فيجب علي أن أساعده حتى يستطيع أن يحقق ما يرغب به في حياته."
وأضاف سليم أنه مدرك تماماً لطبيعة الضغوط التي تتعرض لها ابنته (ابنه) نتيجة هذا القرار خصوصاً وأنه اتخذ في مجتمع معروف بأنه محافظ للغاية، وأنه يقدر تماما طبيعة المشاعر المتضاربة التي كانت ولاتزال تشعر بها ابنته إلى حين التحول الكامل إلى ذكر.
وتحدث الفنان المصري عن الأزمة التي مرت بها ابنته/ابنه عند محاولة تجديد بطاقة الهوية الشخصية خاصة وأن عمليات التحول لم تنته بشكل حتى الآن وأن المثبت في الأوراق أن (نورا) لاتزال أنثى.
إشادة ودعم ومساندة
موقف هشام سليم حظى بإشادة غير عادية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع إبدائه مساندته ودعمه لابنته/ابنه في كل خطواته المستقبلية بهذا الخصوص، وأنه لم يهتم كثيراً برد فعل المجتمع وأن ما كان يعنيه فقط هو مساندة ابنته/ابنه للقرار:
وكان أكثر ما أشاد به مغردون ومدونون هو سؤال هشام سليم لابنته/ابنه "ايه المطلوب مني؟" (ما المطلوب مني) في إشارة إلى استعداده الكامل لتقديم أي دعم أو مساندة لنورا/ نور
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بدت ملامح مساندة مجتمعية للقرار فيما يبدو تحولا مجتمعيا تجاه هذا النوع من القضايا، وهو الأمر الذي أكد عليه أكثر من مغرد:
فيما أكد آخرون على موقف هشام سليم كأب هو موقف مشرف ويدعو كل الآباء لتفهم احتياجات ورغبات ومشاعر أبنائهم
وخلال إشادة البعض بموقف الفنان المصري، ورد الحديث عن قصص مشابهة لأبناء حاولوا تغيير هوياتهم الجنسية لكن الأمر لم يجر معهم على هذا النحو من التفهم والقبول:
مشكلات متعددة للعابرين جنسياً في العالم العربي
ويعاني العابرون جنسياً من مشكلات متعددة في المجتمعات العربية، لعل أقلها هو تغيير (الجنس) في الأوراق الرسمية، بل إن البعض ينظر إليهم وكأنهم مجرمون:
لكن هذه المشكلة قد تكون أهون كثيراً من مشكلة التعامل مع مجتمع لايتقبل مثل هذه الأمور بسهولة، وإن تقبل بصعوبة بالغة فكرة تحول الأنثى إلى ذكر فإن الحال يكون أشد صعوبة وقسوة في حالة التحول من ذكر إلى أنثى.
كما انتقد البعض تصريح الفنان المصري وإخراجه للعلن، وقالوا إنه كان من الأفضل أن يظل الأمر في نطاق ضيق خوفاً من الوصم المجتمعي الذي قد يتعرض/تتعرض له نورا/نور
وبحسب موقع "ويكي جندر" فالعبور الجنسي هو "التغير من جنس لآخر بسبب اختلاف تعبير بعض الأشخاص عن هويتهم الجنسية والاجتماعية عن الجنس الذي يولدون به". ويطلق على هؤلاء الأشخاص لفظ العابرين أو المتحولين جنسيًا. وفي بعض الأحيان يرغب العابرون أو المتحولون في مساعدة طبية للعبور أو التحول من جنس لآخر".
أحد المشاكل التي يعاني منها العابرون أو المتحولون جنسيا هو الطريق الطويل الذي لابد من السير فيه حتى الحصول على موافقة الجهات الطبية الرسمية والحكومية على إجراء عمليات تحويل للجنس، ما يدفع بعضهم إما لإجراء تلك العمليات سرا أو الهجرة إلى دول أوروبية في حين لجأ البعض للانتحار إما للعجز عن إثبات حالته/ها أو بسبب التنمر المجتمعي.
ع.ح/ أ.ح