موقع لكشف السرقات العلمية والانتحال في البحوث العلمية
ربما لن يتمكن أي طالب أو متقدم لعمل رسالة جامعية من اجتياز تلك المرحلة إلا بعد أن تخضع مادته لبرنامج Turnitin. البرنامج عبارة عن نظام إلكتروني يعمل عبر شبكة الانترنت.
يقوم Turnitin بفحص كل سطر يكتبه الطالب ويكشف مدى التطابق بينه وبين أي مادة أخرى موجودة على الانترنت لأشخاص آخرين، أو في كتب علمية، وذلك لمكافحة سرقة لمحتوى الالكتروني وحماية حقوق الملكية الفكرية للآخرين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد تم تأسيس هذه الخدمة في عام 1997 في الولايات المتحدة للكشف عن السرقات والانتحال العلمي وتزوير الرسائل العلمية والجامعية. وتتنافس الشركة مع مثيلاتها مثل Ephorus وUrkund و Unicheck، لكنها أثبتت نجاحاً كبيراً. كما سجلت Turnitin نسبة مبيعات أعلى من تلك الشركات المنافسة. وبالرغم من قِدم هذا النوع من الخدمات، إلا أن العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية وحتى بعض المدارس الثانوية، في أمريكا وكينيا وآسيا واستراليا وفي بعض الدول الأوروبية بدأت في شرئه مؤخراً، وإخضاع المواد العلمية المقدمة للفحص للتأكد صحتها.
وفي حوار لـ Dw، يقول مارك دوباش، رئيس قسم الإيرادات في شركة Turnitin :" عن طريق تقنية خاصة بالشركة، بإمكاننا التحقق من العمل المقدم مقارنة بصفحات الويب المفهرسة تاريخياً، والتي قد تكون اختفت من على شبكة الإنترنت، وهو مالايقدمه محرك البحث العادي."
تزوير المسئولين
جدير بالذكر أنه تم تسجيل العديد من عمليات السرقات العلمية التي تمت بالفعل من قبل مسئولين وسياسيين بارزين أدت إلى اقالتهم من مناصبهم أو أجبروا تحت الضغط على الإستقالة كما سحبت الألقاب العلمية من قبل البعض. ففي عام 2011 ، اضطر مسئول ألماني بارز يدعى كارل تيودور تسو غوتنبرغ إلى الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع، بعد اتهامه بـ "الانتحال" في رسالته لنيل شهادة الدكتوراه. وبناء عليه، سحبت منه جامعة بايرويت الألمانية لقب الدكتوراه.
وقد أدت تلك الواقعة إلى إنشا موقع VroniPlag Wiki، على الإنترنت للبحث عن عمليات السرقات والانتحال أو التزوير في رسائل الدكتوراه الألمانية وغيرها من أعمال البحث العلمي. وقد ساعد ذلك في إسقاط عدد من السياسيين، بما فيهم وزيرة التعليم السابقة آنيت شافان، وهو ما يؤكد جدية مشكلة الانتحال العلمي والتزوير وعمقها.
امتحانات أونلاين
ولا تقتصر برامج الحماية على المواد العلمية فقط، وإنما على الاختبارات أيضاً. فهناك" خدمات الحماية" التي تساعد الطلاب على تأدية اختباراتهم في أي مكان وفي أي وقت يناسبهم وسط مراقبة رقمية عبر الانترنت. ومن تلك الخدمات برنامج "Virtual"، والذي يقوم بعمليات المراقبة عبر الإنترنت، إذ تخضع لإشراف رقمي يتم إدارته عبر الإنترنت وكاميرا ويب خاصة بالطلاب.
حماية الخصوصية
ومع تطبيق هذا النظام الكاشف لعمليات الغش والتزوير، هناك مخاوف بشأن انتهاك الخصوصية للطلاب والباحثين، إذ يصبح جهاز الكمبيوتر الخاص بك بمثابة الكتاب المفتوح أمام تلك البرامج.ويستطيع الوصول إلى ملفات الصور الخاصة بك وملفاتك المحفوظة وحتى الكاميرا الخاصة بالجهاز. ولكن ما الذي يضمن عدم اساءة استخدام محتويات تلك الأجهزة من قبل أشخاص أو مؤسسات تعليمية؟ يجيب عن هذا التساؤل دوبيش، والذي يؤكد أن:" الجامعات لا يمكنها تحمل مخاطر حدوث أي فضيحة من هذا النوع". وأضاف أنه:" بما أن الجامعات تستخدم تلك المنصات الرقمية لمراقبة الطلبة والباحثين والتحقق من أوراقهم، فهذا هو السبيل الوحيد للحصول على الدرجة العلمية المطلوبة. وبما أنه السبيل الوحيد لتحقيق المراد، إذاً فالأمر يستحق أن تضحي من أجله وتتخلى عن فكرة حماية الحقوق الشخصية."
ويشير دوبيش إلى أن استخدام Turnitin يهدف إلى أن يكون أداه" تكوينية" وليست "عقابية"، بمعنى أن البرنامج يساعد الطلاب على التعلم والاستفادة من المصادر الأخرى وإضافة ما تعلموه في موادهم الدراسية مع ذكر المصدر الذي تم الاقتباس منه والإشارة إليه ولا تستخدم لمعاقبتهم، والدليل على ذلك أن الطلبة يمكنهم استخدام البرنامج قبل تقديم موادهم الدراسية للكشف عنها ومراجعتها وإتاحة الفرصة لهم لتصحيحها. ويضيف دوبيش "تستخدم ما يقرب من 7500 مدرسة نظامنا، ولا تستخدمه لاتخاذ إجراء عقابي. ولكن يستخدمونه لمساعدة الطلاب على إدراك حقيقة أنه لابد من ذكر مصدر ما تم الاقتباس منه وتقديره"
ذوالفقار ألباني/ سارة إبراهيم DW