مهنة الكنفاني: متى بدأت؟ وكيف تطورت صناعتها عبر الزمان؟
تاريخها يمتد لأكثر من ألف عام، حيث بدأت في العصر الأموي.. تعرف معنا في هذا الموضوع على مهنة الكنفاني أو بائع الكنافة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
متى بدأت مهنة الكنفاني؟
الكنافة هي واحدة من أشهر الحلوى المرتبطة بشهر رمضان المبارك.
لا يعرف أحد على وجه الدقة متى بدأت هذه المهنة؛ إذ يقول البعض إنها بدأت منذ عهد الفاطميين عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة قادماً من تونس، وكان ذلك خلال شهر رمضان، فاستقبلته الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا، ومنها الكنافة بالمكسرات كمظهر من مظاهر الكرم.
ويرى مؤرخون آخرون أنها ظهرت قبل ذلك خلال العصر الأموي، وأن أول من تناول الكنافة هو معاوية بن أبي سفيان في العصر الأموي، عندما شكا لطبيبه (ابن آثال) بأنه يشعر بتعب في الصيام، فأشار عليه بهذا النوع من الطعام على شكل خيوط، وانتشرت أطباق الكنافة بعد ذلك؛ حيث كان يتم حشوها بعسل النحل والمكسرات.
شاهد أيضاً: أطباق رمضانية على مائدتك من جميع انحاء العالم
أول من صنع الكنافة من العرب
ويقال إن معاوية هو أول من صنع الكنافة من العرب، حتى إن اسمها ارتبط به وأصبحت تعرف باسم كنافة معاوية. وفي رواية أخرى قيل إنها صنعت خصيصاً للخليفة الأموي السابع سليمان بن عبد الملك. وهناك أيضاً من يرجع الكنافة إلى عصر المماليك.
الكنافة كانت تقتصر على موائد الأمراء والملوك
في البداية، اقتصرت الكنافة على موائد الأمراء والملوك في عصر المماليك. ومع الوقت أصبح يشتهيها الفقراء؛ حيث كان الملوك والحكام يوزعونها عليهم خلال الشهر الكريم وفي المناسبات.
أصبحت في متناول الجميع
وأخذت بعد ذلك تنتشر، فظهرت مهنة الكنفاني التي كان من يمتهنها لا يتعامل إلا مع علية القوم والأعيان والأغنياء، ولكن سرعان ما انتشرت، وتعرف الكثيرون على سر صناعتها، فأصبحت في متناول الجميع.
الكنافة البلدي
وكان المطلوب لصنع الكنافة أن يقوم أحد الأفراد ببناء فرن صغير أمام منزله قبل قدوم الشهر الكريم بعدة أيام، ويحضر بعض الأدوات المطلوبة لصنع الكنافة، ويبدأ عمله قبل الإفطار مباشرة، ويستمر حتى السحور. وهذا النوع من الكنافة هو ما يطلق عليه "الكنافة البلدي".
الكنافة في العصر الحديث
وقد أصبح هذا النوع من الكنافة حالياً يواجه مشكلة عدم القدرة على الصمود أمام الأصناف الأخرى من الكنافة التي يتم تجهيزها داخل الأفران الحديثة، وبالطريقة الآلية؛ حيث ظهرت خلال السنوات الماضية وسائل حديثة لصنع الكنافة بدلاً من الفرن التقليدي، وأقبل عليها المستهلك.
أنواع الكنافة
والكنافة تنقسم إلى ثلاثة أنواع: "الكنافة الشعر" التي تسمى بهذا الاسم لخيوطها الرفيعة، والكنافة اليدوية التي تعتمد على الطريقة التقليدية لصناعة الكنافة، والكنافة الآلية التي تستخدم في صناعتها الماكينات.
مهنة الكنفاني
وتظهر مهارة الكنفاني في "الكنافة البلدي"، بداية من عمل العجين المكون من مياه ودقيق فقط، وصبها وضبط حرارة الفرن البلدي حتى تنضج بالكامل؛ لذلك فهي تحتاج إلى دقة وإتقان ويتوارث الأبناء مهنة صنع الكنافة اليدوية من الآباء والأجداد الذين يجدون فيها متعة وتراثاً على الرغم من أن الكثيرين منهم لا يعملون سوى في شهر رمضان؛ حين تنتشر تلك الصنعة في أزقة مصر القديمة وفي الأحياء الشعبية القديمة في القاهرة والمحافظات، وتصنع الكنافة من الدقيق المخلوط بالماء.
طريقة عمل الكنفاني
ويبدأ العمل بوقوف صانع "الكنافة البلدي" بزيه التقليدي، وهو الجلباب الفضفاض مع وضع طاقية على رأسه خلف الصينية النحاسية المستديرة التي تعلو الفرن، ويمسك في يده اليمنى كوز الرش الذي يسمى "الجوزة"، الذي يملؤه العجين، ثم يلف يده بشكل دائري على الصينية الساخنة، راسماً عليها دوائر متوازية، وبعد أقل من دقيقة يجمع الكنافة ليلقيها بجواره لتنتظر زبائنها.
أشهر صانعي الكنافة في مصر
ومن أشهر صانعي الكنافة في مصر، "عرفة الكنفاني" الذي يعد أشهر صانع وبائع كنافة في مصر؛ حيث تتوارث عائلته المهنة جيلاً بعد جيل.
عرفة الكنفاني
فعرفة الكبير بدأ العمل في مهنة الكنفاني منذ أكثر من مئة وخمسين عاماً؛ حين كان يعمل تاجراً للدقيق.
وفي إحدى زياراته إلى الشام خلال عام ألف وثمانمئة وسبعين، جذبته طريقة تصنيع الكنافة اليدوية، فعاد عرفة الكبير إلى مصر، وافتتح هناك محلاً للكنافة بحي السيدة زينب، والذي لا يزال موجوداً حتى اليوم، ليصبح أول وأشهر صانع كنافة يدوية في مصر.