منظمة العمل الدولية
منذ ظهور الثورة الصناعية بدأت المشاكل بين العمال وأرباب العمل بالظهور والتوسع مع ازدهار الصناعة وامتدادها من بريطانيا إلى سائر الدول الأوروبية ومن ثم دول العالم، من هنا برزت أهمية ظهور منظمة ترعى العمال في العالم وتساعدهم في الحصول على حقوقهم فكانت منظمة العمل الدولية، فما هي هذه المنظمة؟ وكيف نشأت؟ مما تتكون؟ من هي الدول الأعضاء فيها؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعريف منظمة العمل الدولية
تعرف منظمة العمل الدولية باللغة الإنكليزية باسم (International Labour Organization) واختصارها (ILO): هي منظمة دولية تهتم بالعمال أينما وجدوا في العالم، تأسست في الحادي عشر من نيسان/أبريل عام 1919 ولا تزال مستمرة حتى الآن في عملها، يبلغ عدد أعضائها مئة وسبع وثمانون دولة، وخلافاً لغيرها من الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة، يتولى قيادتها مدير عام، والمدير العام الحالي للمنظمة غي رايدر الذي تسلم منصبه في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2012.
الطريق إلى منظمة العمل الدولية
برزت في أوائل القرن العشرين العديد من المنظمات التي تهتم بالعمال، ومن هذه المنظمات، الرابطة الدولية للتشريع والعمل (IALL)، التي تأسست في عام 1900، والشبكات السياسية مثل الأممية الثانية الاشتراكية، كانت عاملاً حاسماً في ترسيخ سياسة العمل الدولية.
جهود دولية لإنشاء منظمة العمل الدولية
خلال الحرب العالمية الأولى، اقترحت الحركة العمالية العالمية برنامجاً شاملاً لحماية الطبقات العاملة، يتضمن، إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وحماية النقابات العمالية، حيث حظي العمال باهتمام العديد من الدول بعد الحرب العالمية الأولى، كما أوصت العديد من الهيئات بالاهتمام بالعمال، من هذه الهيئات:
- لجنة ويتلي المتفرعة عن لجنة إعادة الإعمار في بريطانيا، أوصت في تقريرها الصادر في شهر تموز/ يوليو عام 1918، بإنشاء مجالس صناعية في كل دول العالم.
- حزب العمال البريطاني، أصدر برنامج إعادة الإعمار الخاصة به في وثيقة بعنوان (العمل والنظام الاجتماعي الجديد).
- اللجنة المشتركة للحلفاء المكونة من ممثلين عن كل من (بريطانيا العظمى، فرنسا، بلجيكا، إيطاليا)، أصدرت تقريرها في شهر شباط/ فبراير عام 1918 دعت فيه إلى تشكيل هيئة دولية تهتم بحقوق العمال.
- الاتحاد الأمريكي للعمل (AFL) أصدر تقريراً سياسياً في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1918، دعا فيه إلى تحقيق العديد من التحسينات الإضافية عن طريق عملية المفاوضة الجماعية.
مؤتمر برن يؤسس منظمة العمل الدولية
عقدت لجنة العمل المكونة من تسع دول هي: (بلجيكا، كوبا، تشيكوسلوفاكيا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، بولندا، المملكة المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية) اجتماعاً في مدينة برن في سويسرا عام 1919، حيث تمت صياغة دستور منظمة العمل الدولية، فبعد الاتفاق على تشكيل منظمة دولية، اختلف المجتمعون على وظيفتها، وهل قراراتها ملزمة أم لا؟، حيث تم اقتراح أن تتضمن منظمة العمل الدولية مؤتمراً عاماً يضم ممثلين عن الحكومات والعمال وأرباب العمل، فيقوم بسن قوانين العمل التي ستلزم كل عضو في الجامعة بتنفيذها، كما تقوم المنظمة بجمع إحصاءات عن قضايا العمل وإنفاذ القوانين الدولية الجديدة، رفضت الدول مبدأ الإلزام ووافقت على أن تكون قرارات المنظمة بمثابة توصيات يُترك تنفيذها لعصبة الأمم، كما قام الأمريكيون بتقديم عشرة مقترحات لبنود يجب أن تكون في ميثاق المنظمة، تم الموافقة على ثلاثة منها، وهي:
- ألا يعامل العامل كسلعة فالعمل ليس سلعة.
- جميع العاملين لديهم الحق في الحصول على أجر كاف للعيش.
- أن تحصل المرأة على أجر متساو مع الرجل مقابل العمل المتساوي.
تم تعديل البند الأمريكي المتعلق بحماية حرية التعبير والصحافة والتجمع وتكوين الجمعيات، لينص الدستور فقط على حرية تكوين الجمعيات، كما تم تعدل البند المتعلق بحظر عمل الأطفال تحت سن السادسة عشرة، حيث خفض إلى سن الرابعة عشرة، تمت الموافقة على بند تحديد ساعات العمل بثماني ساعات أو أربعين ساعة أسبوعياً لكن تم استثناء الدول ذات الإنتاج المنخفض منها، فيما رفضت البنود الأربعة المتبقية، في المقابل اقترح المندوبون الدوليون ثلاثة بنود إضافية، والتي اعتمدت فيما بعد، وهي:
- تحديد يوم أو أكثر للراحلة الأسبوعية.
- المساواة في القوانين للعمال الأجانب.
- عمليات تفتيش منتظمة ومتكررة للمصانع للتأكد من توفر ظروف مناسبة للعمل.
منظمة العمل الدولية جزء من معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى
أصدرت اللجنة بعد اجتماعها في برن تقريرها النهائي حول تشكيل منظمة العمل الدولية في الرابع من شهر آذار/ مارس عام 1919، واعتمد في مؤتمر السلام المنعقد في باريس من دون أي تعديل، ذلك في الحادي عشر من شهر نيسان/ أبريل عام 1919 حين تمت الموافقة على نظامها الأساسي في الفصل الثالث عشر من معاهدة فرساي في باريس.
بذلك تأسست منظمة العمل الدولية وأصبحت وكالة متخصصة تابعة لعصبة الأمم آنذاك، ولمنظمة العمل الدولية بنية مختلفة عن بقية المنظمات الدولية الأخرى التي تتألف من دول فقط، فهي أي منظمة العمل الدولية تتكون مما يعرف باسم (الحكم الثلاثي) أي تضم ممثلين عن الحكومات وأصحاب العمل والعمال. (بنسبة اثنان للحكومات، واحد لأصحاب العمل، واحد للعمال)، الأساس المنطقي وراء الهيكل الثلاثي هو خلق نقاش حر ومفتوح بين الحكومات والشركاء الاجتماعيين، يقع مقرها الرئيسي في مدينة جنيف السويسرية.
انضمام الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة العمل الدولية
لم تنضم الولايات المتحدة الأمريكية إلى عضوية منظمة العمل الدولية لأن هذه المنظمة كانت جزءاً من معاهدة فرساي الموقعة في عام 1919، ورفض الكونغرس الأمريكي المصادقة عليها، وبعد انتخاب فرانكلين ديلانو روزفلت رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، قامت الإدارة الجديدة بجهود متجددة للانضمام إلى منظمة العمل الدولية حتى من دون عضوية عصبة الأمم.
وفي التاسع عشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1934 أصدر الكونغرس الأمريكي بمجلسيه (النواب والشيوخ) قراراً مشتركاً يفوض رئيس البلاد بالانضمام إلى منظمة العمل الدولية من دون الانضمام إلى عصبة الأمم ككل، وفي الثاني والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 1934 اعتمدت منظمة العمل الدولية قرارا يدعو حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للانضمام إلى المنظمة، وفي العشرين من شهر آب/ أغسطس عام 1934 استجابت الحكومة الأمريكية بشكل إيجابي وأخذت مقعدها في منظمة العمل الدولية.
منظمة العمل الدولية خلال الحرب العالمية الثانية تنقل مقرها إلى كندا
خلال الحرب العالمية الثانية حاصرت ألمانيا سويسرا، فقام مدير منظمة العمل الدولية جون ج نانت بمغادرة جنيف في شهر آب/ أغسطس عام 1940، حيث دعت الحكومة الكندية رسمياً منظمة العمل الدولية لنقل مقرها إلى جامعة ماكجيل في مونتريال، فتم نقل أربعين موظفاً إلى مكاتب مؤقتة واستمر العمل من ماكجيل حتى عام 1948، ثم أصبحت منظمة العمل الدولية الوكالة المتخصصة الأولى التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بعد زوال عصبة الأمم في عام 1946.
العضوية في منظمة العمل الدولية متاحة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة
يسمح دستور منظمة العمل الدولية لأي عضو في الأمم المتحدة أن يصبح عضواً في منظمة العمل الدولية، حيث تقوم الأمم المتحدة بإبلاغ المدير العام لمنظمة العمل الدولية بأنها تقبل جميع الالتزامات المنصوص عليها في دستور منظمة العمل الدولية، وتقبل عضويتها في المنظمة بموافقة ثلثي جميع المندوبين، بما في ذلك تصويت ثلثي المندوبين في الحكومة، في المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية.
الدولة الوحيدة التي انضمت لمنظمة العمل الدولية وليست عضواً في منظمة الأمم المتحدة هي جزر كوك؛ انضمت في شهر حزيران/ يونيو عام 2015، والدول الأعضاء في المنظمة هي: (أفغانستان، ألبانيا، الجزائر، أنغولا، مصر، البحرين، إرتيريا، أنتيغوا وبربودا، الأرجنتين، أرمينيا، أستراليا، النمسا، بنغلاديش، بربادوس، روسيا البيضاء، أذربيجان، الباهاما، بلجيكا، بليز، بنين، بوليفيا، البوسنة والهرسك، بوتسوانا، البرازيل، بروناي، بلغاريا، بوركينا فاسو، بوروندي كمبوديا، الرأس الأخضر، الكاميرون، كندا، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، تشيلي، الصين، كولومبيا، جزر القمر، الكونغو، كوستا ريكا، كوت ديفوار، الدنمارك، كرواتيا، كوبا، قبرص، جمهورية التشيك، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، دومينيكا، جمهورية الدومنيكان، الإكوادور، السلفادور، غينيا الاستوائية، إستونيا، أثيوبيا، فيجي، فنلندا، فرنسا، الغابون، غامبيا، جورجيا، ألمانيا، غانا، اليونان، غرينادا، غواتيمالا، غينيا، غينيا بيساو، غيانا، هايتي، هندوراس، اليونان، أيسلندا، الهند، إندونيسيا، إيران، العراق)، وفي الثاني عشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1975، صوتت منظمة العمل الدولية لمنح صفة مراقب لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماعاتها.
أهداف منظمة العمل الدولية
- المحافظة على السلام الدائم عن طريق تحقيق العدالة الاجتماعية.
- تحسين شروط العمل ومستوى معيشة العمال وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بالمجهودات الدولية.
- اقتراح المستويات الدولية للعمل بوضع قواعد خاصة بذلك.
- جمع المعلومات والإحصاءات الخاصة بالعمل وتطور مشكلات العمل ونشرها وتبادلها.
- تقديم المعونة الفنية لأعضائها في شؤون العمل بواسطة الدراسات وتبادل الخبرات والمنح وإنشاء مراكز التدريب، وتتلقى المنظمة اعتمادات من برنامج الأمم المتحدة للتنمية لمعاونتها في تمويل مشروعاتها الخاصة بالمعونة الفنية.
مبادئ منظمة العمل الدولية
تنطلق منظمة العمل الدولية في عملها من المبادئ التالية:
- العمل ليس سلعة.
- حرية التعبير والتجمع يعتبر شرطاً لا بد منه لاستمرار التقدم.
- الفقر أينما وجد، يشكل خطراً على رفاهية المجتمع.
- النضال ضد الحاجة يجب أن يتم بجهود كل دولة وبجهود دولية مستمرة ومركزة.
- لكل بني البشر مهما كان عنصرهم أو معتقدهم أو جنسهم، الحق في استمرار التقدم المادي والروحي في جوٍّ من الحرية والكرامة والأمن الاقتصادي والمساواة في الفرص.
- يجب أن يشكل تحقيق المبادئ التي تسمح بالوصول إلى النتيجة المبينة أعلاه الهدف الأساسي والمركزي لكل سياسة وطنية.
- يتوجب على المنظمة أن تراقب البرامج والإجراءات الدولية ذات الطبيعة الاقتصادية والمالية جميعاً في ضوء هذا الهدف الأساسي.
قواعد القانون الدولي للعمل
تقوم منظمة العمل الدولية بصياغة معاهدات دولية، وتتعهد الدول خلال فترة محددة بتصديقها من المراجع المختصة دستورياً، وقد تبنت المنظمة معاهدات تهدف إلى توفير الحماية الفردية للعمال، ومعاهدات تهدف إلى توفير الحماية الجماعية لهم، كما تصدر توصيات غير ملزمة عن المؤتمر العام للمنظمة، ولكنها عبارة عن إرشادات تعمل الدول الأعضاء على الاستعانة بها في نشاطها في مجال العمل.
المعاهدات التي تهدف الى توفير الحماية الفردية للعمال
هذه المعاهدات تشمل المجالات التالية:
- تحقيق الأمن والصحة في العمل: المعاهدات التي تهدف إلى حماية العمال ضد بعض الأخطار المهنية، مثل: حماية عمال أحواض السفن، حماية العمال الملحقين في الصناعات الزجاجية، حماية العمال في صناعة البترول.
- حماية الأطفال ضد العمل المبكر والاستخدام المؤذي: حددت المعاهدة الخامسة الموقعة في عام 1919 الحد الأدنى لاستخدام الأطفال في الصناعة بأربع عشرة سنة، ثم رفعت المعاهدة التاسعة والخمسين هذا الحد الأدنى إلى خمس عشرة سنة، وفي عام 1973 وقعت معاهدة جديدة هي المعاهدة ذات الرقم مئة وثمانية وثلاثون؛ حددت الحد الأدنى لقبول الأطفال بأربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة أو ثماني عشرة سنة حسب حالة الاقتصاد في هذه الدولة أو تلك، كما تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات تحرم الاستخدام الليلي للأطفال في المصانع (كالمعاهدة السادسة التي وقعت في عام 1919 المعدلة بالمعاهدة رقم تسعين الموقعة في عام 1948).
- تنظيم عمل النساء: وقعت المعاهدة الرابعة في عام 1919 وهي تحرم استخدام النساء في الأعمال الليلية، وتعدلت هذه المعاهدة في عام 1934 بموجب المعاهدة رقم واحد وأربعين، ثم عدلت مرة أخرى في عام 1948 بموجب المعاهدة رقم تسعة وثمانين.
- تحديد مدة العمل: بموجب المعاهدة الخامسة تم تحديد ساعات العمل الأسبوعية بثمان وأربعين ساعة في المصانع، ووسعت المعاهدة رقم ثلاثين الموقعة في عام 1930 هذه القاعدة لتشمل الأعمال التجارية والمكاتب، وقد خفضت ساعات العمل إلى أربعين ساعة في عام 1935 بموجب الاتفاقية رقم سبعة وأربعين.
- الراحة الأسبوعية: أدخلت المعاهدة رقم أربعة عشر الموقعة في عام 1921 مبدأ الراحة الأسبوعية لعمال المصانع، وتم توسيع مبدأ الراحة الأسبوعية في عام 1957 بموجب المعاهدة رقم مئة وستة لتشمل الأعمال التجارية والمكاتب.
- تحريم العمل الإلزامي، تبنت المعاهدتان رقم تسعة وعشرين الموقعة في عام 1930، ورقم مئة وخمسة الموقعة في عام 1957 تحريم العمل الإجباري أو الإكراهي.
- المساواة في معاملة العمال: نصت المعاهدة رقم مئة وأحد عشر التي تبنتها منظمة العمل الدولية في عام 1958 على مقاومة التمييز في العمل، وتحريم التمييز في العمل بسبب الجنس أو الأصل أو اللون أو الدين أو الأصل الاجتماعي أو الآراء السياسية، كما تبنت المنظمة معاهدة عام 1975 الخاصة بتحريم التمييز ضد العمال الأجانب.
- حماية الحقوق الجماعية: تبنت منظمة العمل عدداً من المعاهدات التي تهدف إلى تعزيز الحقوق الجماعية للعمال في المجالات التالية:
- الحريات النقابية: نص دستور منظمة العمل الدولية في عام 1919 على ذلك، وأوضحت المعاهدة رقم أحد عشر الموقعة في عام 1921 أن العمال الزراعيين يملكون الحق في تنظيم نقابات خاصة بهم، كما تبنت المنظمة أخيراً في عام 1949 المعاهدة رقم ثلاثة وتسعين حول الحرية النقابية وحماية الحق النقابي.
- تمثيل العمال: تبنت المنظمة في عام 1971 معاهدة حول حماية ممثلي العمال في المصانع.
لمنظمة العمل الدولية العديد من الوظائف
- الوظيفة التنظيمية: حيث تقوم المنظمة بصياغة معاهدات دولية تعرضها على الدول الأعضاء لتصديقها من الأجهزة المختصة دستورياً.
- الوظيفة الرقابية: حيث تقوم المنظمة بمراقبة تنفيذ الدول لالتزاماتها، أو الأسباب التي تدفع الدول إلى عدم التصديق أو التطبيق لمعاهدة دولية، ذلك عن طريق لجنة دائمة من المراقبين تنظر في تقارير الدول السنوية، وطلب استفسارات من الدول، وإحالة هذه التقارير إلى الأجهزة المختصة للمنظمة، ويجب على الدول أن تبقَ ملتزمة بالمعاهدات حتى ولو انسحبت من المنظمة، ويمكن للتنظيمات المهنية للعمال إرسال شكاوى بذلك إلى المنظمة.
- المساعدة الفنية: تبنت المنظمة معاهدة عام 1975 حول إعطاء العمال الوسائل الضرورية لتلبية الحاجات المتغيرة لسوق العمل وتطوير قدراتهم الشخصية، كما تقوم بتقديم مساعدة فنية في مجال الإعداد الفني للعمال وتأهيلهم، وتملك مركزاً لذلك في تورينتو / إيطاليا.
الهيكل التنظيمي لمنظمة العمل الدولية
لمنظمة العمل الدولية ثلاثة أجهزة رئيسية، كما أنشأت عدداً من اللجان القانونية على النحو التالي:
- المؤتمر العام، أعلى هيئة في المنظمة ويتألف من ممثلين عن الدول الأعضاء، حيث يتألف وفد كل دولة من أربعة مندوبين: اثنان يمثلان الحكومة، وثالث يمثل أرباب العمل، ورابع يمثل العمال، وتقوم كل دولة باختيار مندوبيها غير الحكوميين بالاتفاق مع المنظمات النقابية الأكثر تمثيلاً لهم ويكون لكل فرد صوت واحد وجميع الأصوات متساوية بغض النظر عن حجم الدولة ومساحتها وعدد سكانها أو قوتها الاقتصادية. يجتمع المؤتمر العام مرة في كل عام على الأقل غالباً ما تكون في شهر حزيران/ يونيو، ويسمى المؤتمر أحياناً (برلمان العمل الدولي) إلا أنه لا يملك سلطة تشريعية تلزم السلطات الوطنية، سلطته المعنوية فقط هي التي تحث الأعضاء على التنفيذ، وتقع على عاتق المؤتمر المهام التالية:
- اقتراح التسويات الدولية للعمل في صورة توصيات أو اتفاقيات دولية تعرض على الدول لتصديقها.
- يتخذ القرارات حول السياسة العامة لمنظمة العمل الدولية.
- يقر برنامج عمل المنظمة ويقر ميزانيتها.
- مجلس الإدارة، يتألف من ستة وخمسين عضواً يختارهم المؤتمر لمدة ثلاث سنوات على أن يكون ثمانية وعشرون منهم من ممثلي الدول (أربعة عشر عضواً من العمال وأربعة عشر عضواً من أرباب العمل)، ومنهم عشرة مقاعد دائمة مخصصة للبلدان ذات الأهمية الصناعية من الدرجة الأولى (البرازيل، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إيطاليا، اليابان، الاتحاد الروسي، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية)، تقع على عاتق مجلس الإدارة المهام التالية:
- الإشراف على أعمال مكتب العمل الدولي، وأعمال لجان المنظمة.
- تطبيق قرارات المؤتمر العام.
- تحضير جدول أعمال المؤتمر العام.
- تحديد سياسات المنظمة.
- تحديد ميزانية المنظمة.
- انتخاب المدير العام للمنظمة.
- يطلب المعلومات من الدول الأعضاء بشأن مسائل العمل.
- يعين لجان التحقيق ويشرف على عمل مكتب العمل الدولي.
- مكتب العمل الدولي، يتولى مهمة الأمانة العامة للمنظمة، ويقوم بجمع وتداول المعلومات، كما يساعد الحكومات الأعضاء في تهيئة القوانين والأنظمة المتعلقة بالعمل وفق الاتفاقيات الدولية، ويشرف على تطبيق هذه الاتفاقيات، ويرأس المكتب مدير عام يعينه مجلس الإدارة.
- اللجان: هي اللجان الدائمة والمؤقتة لمعالجة بعض المشكلات المحدودة، ومنها اللجان العشرة المكلفة بدراسة مشاكل العمل في الصناعة، الزراعة، اللجنة الاستشارية الأفريقية، اللجنة الاستشارية الآسيوية، لجنة خبراء الضمان الجماعي.
برامج منظمة العمل الدولية
حصلت منظمة العمل الدولية على جائزة نوبل للسلام في عام 1969، وذلك لدورها في تحسين السلام بين الطبقات، ومتابعة العمل اللائق والعدالة للعاملين، إضافةً لقيامها بتوفير المساعدة التقنية للدول النامية الأخرى.
برامج منظمة العمل الدولية في القرن الحادي والعشرين
أصدرت منظمة الأمم المتحدة العديد من البرامج التي تخدم العمال على مستوى العالم، ومن هذه البرامج:
برنامج مكافحة العمل القسري
عملت منظمة العمل الدولية على إقامة برنامج لمكافحة العمل الإجباري وذلك في أوائل عام 2002، يهدف البرنامج إلى:
- زيادة الوعي العالمي والتفاهم حول العمل القسري الحديث.
- مساعدة الحكومات في وضع وتنفيذ القوانين الجديدة والسياسات وخطط العمل.
- تطوير ونشر مواد التوجيه والتدريب على الجوانب الرئيسية من العمل الجبري والإتجار بالبشر.
- تنفيذ البرامج المبتكرة التي تجمع بين تطوير السياسات وبناء قدرات مؤسسات تنفيذ القانون في سوق العمل.
برنامج مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
اعتمدته منظمة العمل الدولية في عام 2010، حيث وضع البرنامج مجموعة شاملة من المبادئ لحماية حقوق العمال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب وأسرهم، في حين رفع مستوى الوقاية في مكان العمل. تعمل المنظمة تحت شعار "الوقاية من فيروس الإيدز وحماية حقوق الإنسان في العمل"، وتضمن البرنامج:
- التعهد بتقديم المشورة (بشأن السياسات والبحوث ووظائف الدعم الفني في مجال فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز).
- تعزيز الحماية الاجتماعية كوسيلة لتقليل التعرض لفيروس نقص المناعة المكتسب، والتخفيف من تأثيره على أولئك المصابين بالمرض أو المتأثرين به.
في الختام.. تعد منظمة العمل الدولية من أهم المنظمات التي تهتم بالأفراد، فهي تهتم بالعمال الذين هم شريحة كبيرة في العالم وتسعى لضمان حقوقهم، كما أنها الوكالة الأولى لمنظمة الأمم المتحدة، وهي من المنظمات التي حافظت على دورها رغم عمرها الطويل الذي وصل إلى ثمانية وتسعين عاماً.