منظمة العفو الدولية
حاولت منظمة العفو الدولية (Amnesty) التطرق للمشاكل التي يعانيها الإنسان داخل بلاده من خلال علاقته مع سلطاته، كالاعتقال التعسفي والأحكام الجائرة التي لا تتناسب مع الجرم المرتكب من قبل هذا الشخص أو ذاك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعريف وتأسيس منظمة العفو الدولية
منظمة العفو الدولية هي منظمة غير حكومية تركز على حقوق الإنسان، تتكون من أكثر من سبعة ملايين من الأعضاء والمؤيدين في جميع أنحاء العالم، تناضل من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بحقوق الإنسان.
تأسيس المنظمة
مقال "السجناء المنسيون" يمهد لتأسيس منظمة العفو الدولية
تأسست منظمة العفو الدولية في العاصمة البريطانية لندن في شهر تموز/يوليو من عام 1961، إثر نشر مقال للمحامي البريطاني بيتر بينينسون بعنوان "السجناء المنسيون" في صحيفة المراقب (Observer) في الثامن والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1961، حيث تطرق المقال للانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون حول العالم، حيث كان يتابع ما تنشره الصحف عن انتهاكات بحق السجناء في البرتغال، فكتب بينينسون في مقاله: "افتحوا صحيفتكم في أي يوم من أيام الأسبوع، وسوف تجدون قصة من مكان ما من شخص ما يجري سجنه وتعذيبه أو إعدامه بسبب آرائه التي تعتبرها الحكومة غير مقبولة.. حيث يشعر قارئ الصحيفة بالعجز عن عمل أي شيء لمواجهة هذه الانتهاكات، مما يدفعنا للعمل المشترك لمواجهة هذه الانتهاكات".
وأضاف بيتر بينينسون أن هذه الانتهاكات تخالف المادتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، معتبراً أن ما يجري في نيجيريا يجري على نطاق عالمي غير معروف، وذلك بسبب القيود المفروضة على حرية الصحافة والمعارضة السياسية، حيث دعا الكاتب البريطاني بيتر بينينسون في هذه المقالة إلى إجراء محاكمة علنية لهؤلاء السجناء، كما أطلق "نداءً من أجل العفو العام في عام 1961"، بهدف تعبئة الرأي العام، تم نشر هذا النداء في عدد كبير من الصحف الدولية، وفي العام نفسه أي في عام 1961 نشر بينينسون كتابه "الاضطهاد"، الذي فصّل فيه قضايا سجناء الرأي التي جمعها هو وصديقه إريك بيكر عضو جمعية الأصدقاء الدينية التي ساهمت في تمويل حملة بريطانية لنزع السلاح النووي.
ولادة منظمة العفو الدولية
قررت جمعية الأصدقاء خلال اجتماعها في لندن في شهر تموز/يوليو من عام 1961 أن نداء العفو الذي ورد سابقاً سيشكل منطلقاً لتأسيس منظمة دائمة هي منظمة العفو، وفي الثلاثين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1962 تحولت هذه المنظمة إلى منظمة عالمية حملت اسم "منظمة العفو الدولية".
أهداف منظمة العفو الدولية ومبادئها
الهدف الأساسي لمنظمة العفو الدولية، البحث عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تهدد السلامة البدنية والعقلية، كقمع حرية الضمير وحرية التعبير، إضافةً للتحرر من التمييز في كل دول العالم، ووضع حد لهذه الانتهاكات، والمطالبة بالعدالة للمواطنين الذين يتعرضون لها، من أجل هذا الهدف الرئيسي تسعى المنظمة لتحقيق جملة أهداف، منها:
- إلغاء عقوبة الإعدام.
- ضمان ظروف حياتية في السجن مطابقة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
- ضمان محاكمة سريعة وعادلة لجميع السجناء السياسيين.
- ضمان مجانية التعليم لجميع الأطفال في جميع أنحاء العالم.
- عدم تجريم الإجهاض.
- مكافحة الإفلات من العقاب من نظم العدالة.
- وضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة والحروب.
- تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المهمشة.
- حماية المدافعين عن حقوق الإنسان.
- تعزيز التسامح الديني.
- حماية حقوق المثليين.
- وقف التعذيب وسوء المعاملة.
- وقف عمليات القتل غير القانونية في النزاعات المسلح.
- مساندة حقوق اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء، وحماية كرامة الإنسان.
آليات عمل منظمة العمل الدولية
تسعى منظمة العفو الدولية لتحقيق أهدافها من خلال آليات عمل حددتها بما يلي:
- إجراء مقابلات مع الضحايا والمسؤولين.
- مراقبة المحاكمات.
- العمل مع نشطاء حقوق الإنسان المحليين، ورصد وسائل الإعلام.
- إصدار النشرات الصحفية في الوقت المناسب، ونشر المعلومات في النشرات الإخبارية ومواقع الإنترنت.
- إرسال البعثات الرسمية للدول لإجراء تحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
- تنظيم حملات لتعبئة الرأي العام، يمكن أن تتخذ شكل الفرد والدولة، أو حملات الموضوعية؛ حيث تم نشر العديد من التقنيات لحشد تأييد الرأي العام حول موضوع ما، مثل: النداءات المباشرة عبر كتابة الرسائل، وسائل الإعلام، الدعاية، المظاهرات العامة.
مبادئ منظمة العفو الدولية
تنطلق منظمة العفو الدولية في عملها من المبادئ التالية:
- التركيز على سجناء الرأي.
- الالتزام بمعارضة قمع حرية التعبير.
- عدم التدخل في المسائل السياسية.
- الالتزام بجمع الحقائق حول مختلف القضايا.
- المطالبة بمحاكمة عادلة والطلب من السلطات الإفراج عن المعتقلين.
- عدم دعم لجوء المعارضة السياسية في أي بلد للعنف.
- عدم انتقاد الحكومة لاستخدامها العنف ضد حركات المعارضة المسلحة.
- معارضة عقوبة الإعدام.
الهيكل التنظيمي لمنظمة العفو الدولية
تتكون منظمة العفو الدولية من المؤسسات التالية:
المجلس الدولي (IC)
يضم ممثلين عن أعضاء فروع المنظمة في العالم، حيث تجتمع مرة كل عامين لتقييم عمل هذه الفروع.
الهيئة الدولية (المعروفة سابقاً باسم اللجنة التنفيذية الدولية [IEC])
تتكون من ثمانية أعضاء وأمين الصندوق الدولي، تجتمع مرتين على الأقل في السنة، تتلخص مهمتها في اتخاذ قرارات بالنيابة عن منظمة العفو الدولية، وتنفيذ الاستراتيجية التي وضعتها لجنة الاستثمار، وضمان الامتثال لقوانين المنظمة.
الأمانة الدولية (IS)
تتولى مسؤولية السلوكيات والشؤون اليومية لموظفي منظمة العفو الدولية بتوجيه من الهيئة الدولية. تتكون من خمسمئة موظف، يرأسها الأمين العام، حيث تعاقب على هذا المنصب العديد من الشخصيات، منها:
- البريطاني بيتر بينينسون، بين عامي 1961- 1966.
- البريطاني إريك بيكر، بين عامي 1966- 1968.
- البريطاني مارتن إينالز، بين عامي 1968- 1980.
- السويدي توماس هامربرغ، بين عامي 1986- 1992.
- السنغالي بيير سانيه، بين عامي 1992- 2001.
- البنغلاديشي إيرين خان، بين عامي 2001- 2010.
- الهندي سليل شيتي، منذ عام 2010 حتى الآن.
فروع منظمة العفو الدولية
لمنظمة العفو الدولية فروعاً في العديد من دول العالم هي: (الجزائر، الأرجنتين، أستراليا، النمسا، بلجيكا، بنين، كندا، تشيلي، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، أيسلندا، إيرلندا، إسرائيل، إيطاليا، اليابان، كوريا، لوكسمبورغ، المكسيك. المغرب، نيبال، هولندا، نيوزيلاندا، النرويج، البيرو، الفلبين، بولندا، البرتغال، السنغال، سيرا ليون، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، سويسرا، تايوان، تونس، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الأوروغواي، فنزويلا، روسيا البيضاء. بوليفيا، بوركينا فاسو، كرواتيا، التشيك، غامبيا، هنغاريا، ماليزيا، مالي، مولدافيا، منغوليا، باكستان، الباراغواي، سلوفاكيا، جنوب أفريقيا، تايلند، أوكرانيا، زامبيا، زيمبابوي).
تمويل منظمة العفو الدولية
يتم تمويل منظمة العفو الدولية من الرسوم والتبرعات التي يقدمها أعضاؤها من جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن المنظمة لا تقبل التبرعات من الحكومات أو المنظمات غير الحكومية، إلا أنها تتلقى منحاً من وزارة التنمية البريطانية، المفوضية الأوروبية، وزارة الخارجية الأمريكية، وغيرها من الحكومات.
أنشطة المنظمة وقراراتها
استمرت منظمة العفو الدولية في ممارسة نشاطاتها لحماية السجناء ووسعت هذه النشاطات لتشمل قضايا عدة، منها:
- الإجهاض، حيث قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية في عام 2007 دعم الإجهاض في الحالات التي تتعرض فيها النساء للاغتصاب أو سفاح القربى أو العنف، أو عندما يكون الحمل خطراً على حياة الأم.
- حقوق الإنسان، عرضت منظمة العفو الدولية تقريراً في السابع عشر من شهر آذار/مارس عام 2008 حول الحرب على العراق، أكدت فيه تدهور حقوق الإنسان في ظل الاحتلال الأمريكي لهذا البلد.
- جرائم حرب، اتهمت المنظمة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2009 من خلال قتل مئات المدنيين الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، كما كشفت المنظمة في تقررها أن الجنود الإسرائيليين استخدموا المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.
- محاكمة، طالبت منظمة العفو الدولية في شهر شباط/فبراير من عام 2011 السلطات السويسرية بمحاكمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بسبب حربه على العراق، وهو ما لم يحصل.
- حرب اليمن، دعت منظمة العفو الدولية الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر حزيران/يونيو عام 2016 لتعليق عضوية المملكة العربية السعودية في مجلس حقوق الإنسان، بسبب الحرب على اليمن التي أدت لمقتل وجرح عشرات المدنيين هناك.
جوائز العفو الدولية
حصلت منظمة العفو الدولية على العديد من الجوائز:
- جائزة نوبل للسلام في عام 1977 بسبب "حملة ضد التعذيب".
- جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في عام 1978.
في الختام.. حملت منظمة العفو الدولية على عاتقها مسؤولية التأكد من تمتع الأفراد حول العالم بحقوق الإنسان، لاسيما السجناء منهم، حيث تسعى للتقصي عن حقيقة ما يجري من حالات لانتهاك حقوق الإنسان، وتحاول إيجاد حلول لهذه الانتهاكات ومنعها.