منظمة الصحة العالمية تُعلن عن انخفاض كبير في الإصابات الجديدة بكورونا
قالت منظمة الصحة العالمية إنه تم الإبلاغ عن حوالي 4 ملايين حالة إصابة بفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19،على مستوى العالم الأسبوع الماضي، وهو ما يُمثل أول انخفاض كبير في الإصابات الجديدة منذ أكثر من شهرين. في الأسابيع الأخيرة، كان هناك حوالي 4.4 مليون حالة إصابة جديدة بكوفيد-19.
في تحديث أسبوعي صدر أول أمس الثلاثاء، قالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إن كل منطقة في العالم شهدت انخفاضاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد مُقارنة بالأسبوع السابق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
على الرغم من انخفاض عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم إلى حوالي 62000، وحدوث أكبر انخفاض في جنوب شرق آسيا، إلا إنه كانت هناك زيادة بنسبة 7٪ في الوفيات في إفريقيا. وشوهدت أكبر عدد من الحالات في الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وإيران وتركيا، وتم الآن الإبلاغ عن نوع دلتا شديد العدوى في 180 دولة.
قالت منظمة الصحة العالمية أيضاً إن الأطفال والمراهقين لا يزالون أقل تضرراً من كوفيد-19 مُقارنة بالبالغين، مضيفة أن وفيات الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 24 عاماً بسبب عدوى الفيروس ومضاعفاته تُمثل أقل من 0.5 ٪ من الوفيات العالمية. كانت منظمة الصحة العالمية قد قالت سابقاً إنه لا ينبغي إعطاء الأولوية للأطفال في أخذ اللقاحات المُضادة لكوفيد-19 نظراً للنقص الشديد في اللقاحات على مستوى العالم.
قلق سابق من ارتفاع حالات الإصابة في أوروبا
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت في نهاية أغسطس الماضي، عن قلقها بشأن ارتفاع معدلات انتقال فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، في أوروبا.
قال هانز كلوج، مدير قسم أوروبا بالوكالة في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن: "خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، كانت هناك زيادة بنسبة 11٪ في عدد الوفيات في المنطقة، يرى أحد التوقعات الموثوقة أنه سيكون هناك نحو 236 ألف حالة وفاة في أوروبا بحلول الأول من ديسمبر".
أوضح رئيس منظمة الصحة العالمية في أوروبا أن هناك ثلاثة عوامل مثيرة للقلق: معدلات انتقال الفيروس العالية، وتباطؤ التطعيمات، وتخفيف القيود.
قال كلوج إن 33 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 53 دولة لديها معدل إصابة أعلى من 10٪ في الأسبوعين الماضيين، يعود هذا الأمر إلى سيطرة متحور دلتا شديد العدوى.
مُضيفاً أن الانتشار السريع للفيروس مُقلق للغاية، لا سيما في ضوء انخفاض معدل التطعيم في الفئات السكانية ذات الأولوية في عدد من البلدان. وفقاً لكلوج، فقد تراجعت نسبة التطعيمات خلال الأسابيع الستة الماضية، بنسبة 14٪، متأثرة بنقص الوصول إلى اللقاحات في بعض البلدان، وعدم قبول اللقاح في دول أخرى.
على الرغم من أن حوالي نصف الأوروبيين قد تم تطعيمهم الآن بشكل كامل، إلا أن عدد الأشخاص الذين يتلقون التطعيم قد تباطأ. كان معدل التطعيم أقل في البلدان الأوروبية الفقيرة، يتم تطعيم 6% فقط من الأشخاص في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في أوروبا بشكل كامل، وتمكنت بعض البلدان من تطعيم واحد فقط من كل 10 مهنيين صحيين.
متحور دلتا أكثر شراسة من كورونا الأصلي
يُذكر أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض كانت قد قالت سابقاً إن الحرب ضد فيروس كورونا المُستجد، كوفيد -19، قد تغيرت بسبب متغير دلتا شديد العدوى، مقترحة أن اللقاحات يجب أن تكون إلزامية للعاملين في مجال الصحة ويجب العودة إلى الالتزام التام بارتداء الكمامات.
ذكرت وثيقة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن متغير دلتا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، والذي أصبح سائداً الآن في جميع أنحاء العالم، مُعدي مثل جدري الماء وأكثر عدوى بكثير من نزلات البرد أو الإنفلونزا. يمكن أن ينتقل دلتا حتى في ظل الحصول على التطعيم، وهو أكثر خطورة على الصحة من سلالات فيروس كورونا السابقة.
أكدت الوثيقة أن متحور دلتا يتطلب نهجاً جديداً لمساعدة الجمهور على فهم الخطر، بما في ذلك توضيح أن الأشخاص غير الحاصلين على لقاح كورونا المُستجد، كانوا أكثر عرضة بنسبة 10 مرات للأعراض الشديدة والموت، من أولئك الذين تم تطعيمهم.
التطعيم يوفر حماية قوية ضد متحور دلتا
أظهر عدد من الدراسات أن التطعيم الكامل يوفر حماية قوية ضد متغير دلتا، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature ، يستمر التطعيم المزدوج من BioNTech-Pfizer في الحماية بقوة ضد متغير دلتا. ومع ذلك، فإن البيانات الجديدة تصنف الفعالية الوقائية ضد متغير الدلتا على أنها أقل إلى حد ما من الفعالية السابقة.
أظهرت دراسة أعدّتها السلطات الصحية الأميركية أنّ فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا المضادّين لفيروس كورونا انخفضت من 91 %إلى 66% منذ أن أصبحت المتحوّرة دلتا هي السائدة في الولايات المتحدة.
أجرت الدراسة اختباراتها على آلاف الموظفين في مراكز رعاية صحية ومستشفيات في ستّ ولايات لدراسة فاعلية اللقاحين.
يُذكر أنه بين ديسمبر 2020 وأبريل 2021 كانت فاعلية هذين اللقاحين في منع الإصابة بالفيروس 91 %، وفق بيانات نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية. لكن في الأسابيع التي أصبحت فيها المتحوّرة دلتا هي السائدة، أي مسؤولة عن أكثر من 50 % من الإصابات، تراجعت الفاعلية إلى 66 %.