من هي عائشة القرطبية التي عُرفت بلقب أخت الرجال؟
هي أديبة الأندلس، كاتبة وفنانة، عاشت في القرن الرابع الهجري، وكانت ذات منزلة أدبية رفيعة.. فمن هي عائشة القرطبية التي عُرفت بلقب أخت الرجال؟
مولدها ونشأتها
هي عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية (توفيت عام 400هـ)، وهي أديبة شاعرة كاتبة فنانة، عاشت في القرن الرابع الهجري الذي شهِدَ فيه القطرُ الأندلسيّ نهضة علمية واسعةً ونشاطاً أدبياً وثقافياً عاماً
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تنتمي عائشة إلى أسرة اشتهرت بجوانب ثقافيّة وعلميّة متعدّدة، وهي أسرة امتدّت في الزمان، وثمة ترجمة لبعضهم في القرن السابع الهجري.
قيل عنها
"لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس مَنْ يَعْدِلُها علماً وفهماً وأدباً وشعراً وفصاحةً، تمدحُ ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يَعْرِض لها من حاجة، وكانت حسنة الخَطّ، تكتب المَصاحف".
أديبة متقنة وشاعرة بارعة
كانت عائشة القرطبية أديبة مُتقنةً تعتني بفنون العلم، وشاعرة بارعة تنافس الشعراء وكاتبة تظهر في رسائلها علامات الجودة والفصاحة والبيان، وحسنة الخط تكتب المصاحف، وتَنسَخُ الكتب النفيسة،
وكانت غنية ذات ثروة، وكانت تعين ذوي الحاجات من مالها، وكانت متمكِّنةً في شخصيّتها، تخاطب من تشاء مشافهةً أو مراسلةً.
من أشعارها
دخلت عائشة القرطبية يوماً على المظفر بن أبي عامر، وبين يديه ولد من أولاده، فأنشدت: "أراكَ اللهُ فيه ما تُرِيد ولا بَرِحَت معاليه تزيدُ."
ومن شعرها كذلك: "لولا الدموع لما خشيتُ عَذُولاً فهي التي جعلتْ إليك سبيلا"
نفعت الناس بعلومها
تعلمت عائشة القرطبية النحو، والصرف، والبيان، والعروض، والحديث، وفتحت حلقة للتدريس، سمعت عن زوجها الحافظ نجم الدين الحسني، وعن الإمام ابن الخباز والمرداوي، ومن بعدهما حدثت وانتفع الناس بمعارفها وعلومها حتى أنها فاقت أهل زمانها علماً وأدباً ومعاشرة وعفة.