من هو المسلم الذي فاز بمنصب عمدة لندن؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 08 مايو 2016
مقالات ذات صلة
لماذا فاز موسيقي بجائزة نوبل للأدب
فاز بجائزة من سيربح المليون فدمرت حياته
لهذا السبب قد يُعزل ترامب إذا فاز في الانتخابات الأمريكية

يواجه الإسلام تحديات كبيرة وخاصة في أوروبا ويشعر كثير من الغربيين بالخوف منه فيما يعرف باسم «الإسلاموفوبيا» وذلك بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي شهدتها أنحاء متفرقة من القارة العجوز والتي قام بها بعض المنتسبين زوا للإسلام.

ولم يمنع الخوف المرضي من الدين الإسلامي، مواطن بريطاني مسلم من أصل باكستاني من خوض سباق الانتخابات على مقعد عمدة العاصمة البريطانية لندن.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

والده سائق حافلة

والغريب في الأمر لم يكون خوض هذا الرجل الانتخابات ولكن فوزه بها هو ما شكل علامة استفهام كبيرة حول التخوفات المزعومة من الإسلام في أوروبا.

واستطاع صادق خان، أن يكون أول عمدة مسلم لمدينة لندن، بعد أن حاز على ثقة الناخب البريطاني، وكان والده يعمل كسائق حافلة ووالدته عاملة في مجال صناعة الملابس وبالرغم من ذلك نجح باكتساح وأصبح عمدة عمدة مدينة من أكبر العواصم الأوروبية.

من أجل جميع اللندنيين

وأكد خان خلال حملته الانتخابية أنه سيعمل من أجل جميع سكان لندن، مطالبا الناخبين بالتصويت لصالح حزب العمال الذي ينتمي إليه، فيما اتهمه خصومة بالخادم والمتطرف.

وكتب عمدة لندن الجديد، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عقب إعلان النتائج وفوزه بالمنصب "جزيل الشكر لكل من صوت لصالح حزب العمال وأدعوكم للاحتفال معنا".

الأمل انتصر على الاتهامات بالتطرف

وقال في خطاب قصير له أمس السبت: "لم تخل هذه الانتخابات من الجدل وأنا فخور جدا أن لندن اليوم اختارت الأمل دون الخوف والتوحد دون الانقسام، أتمنى ألا نتعرض مجددا لمثل هذا الخيار الصعب".

واتهم حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا خان بالتطرف، وجاء ذلك على لسان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الذي  رفض الاعتذار بعد فوز خان بالمنصب، قائلا: "لست نادما على وصف خان بأنه «خادم» يتحدث إلى جانب المتطرفين، لأنه في غمار الانتخابات نقول أشياء ونطرح تساؤلات وأعتقد أن من الصواب أن يتعرض المرشحون لأحد أهم المناصب في بريطانيا للتدقيق بشأن ارتباطاتهم السابقة".

ونجح خان في التغلب على زاك جولدسميث ابن الملياردير الذي يعمل في مجال التمويل، ومرشح حزب المحافظين في الانتخابات، بفارق أصوات كبير ضمن له تحقيق أكبر مكسب في تاريخ السياسة البريطانية.

ردود فعل واسعة

ولاقى فوز صادق خان بالمنصب ردود فعل واسعة في الوطن العربي، بين مهنئ ومهاجم، حيث اتهمه البعض بأنه شيعي ولن يخدم السنة في لندن بشيء وقال آخرون "أول مسلم يفرز بمنصب عمدة لندن، وبالطبع فاز بسبب الكفاءة والجدارة، لكن كونه مسلم ويتقلد هذا المنصب فهو يعبر عن تسامح وتنوع لندن" وهاجم البعض من يتحدثون عن كون خان سني أو شيعي، قائلين "التويتر العربي مشغول بمذهب خان سني أو شيعي والإنجليز مشغولون بماذا سيخدمهم ويطور مدينتهم ويضمن حقوقهم، فرق بيننا وبينهم شاسع".

وعبر حسابها على «تويتر»، قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة على منصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة "ابن سائق الحافلة الباكستاني وبطل الدفاع عن العمال وحقوق الإنسان أصبح عمدة لندن، مبروك صادق خان".

وبدوره هنئه زاك جولدسميث المرشح الخاسر في الانتخابات، قائلا: "مبروك صادق خان، أتمنى له البناء على النجاحات التي حققها العمدة السابق، بوريس جونسون".

قصة حياته

ويبلغ صادق خان، من العمر 45 عاما، وكان أبوه أمان الله خان يعمل سائق حافلة وأمه سهرون تعمل خيَّاطة، وكانوا يعيشون مسكنا وفرته لهم البلدية جنوب العاصمة لندن، بعد أن هاجرا من باكستان إلى لندن عام 1970، وذلك قبل وقت قصير من ولادة ابنهما صادق، الذي كان ترتيبه الخامس بين ثمانية أشقاء هم سبعة أولاد وبنت واحدة.

والتحق خان في دراستة الثانوية بمدرسة إيرنست بيفن كوليدج، التي يصفها بأنها كانت مدرسة قاسية، واشتهرت بسوء سلوك طلابها وجميعهم من الذكور، وخلال هذه المرحلة بدأ انجذابه نحو السياسة، وقرر الانضمام إلى حزب العمال حينما كان عمره 15 عاما، وتربى على التعاليم الإسلامية، ولم يخجل يوما من الإعلان عن أهمية عقيدته، وفي أول خطاب له كعضو بالبرلمان البريطاني تحدث عن كيف أن أبيه علمه حديث النبي محمد «صلى الله عليه وسلم»، عن أن الشخص الذي يجد شيئا خطأ عليه أن يعمل على تغييره «من رأى منكم منكرا فليغيره» إلى آخر الحديث.

ودرس القانون في جامعة نورث لندن وتخرج منها، وأصبح محاميا متدربا في قضايا حقوق الإنسان عند أحد مكاتب المحاماة عام 1994، وخلال العام ذاته التقى وتزوج من زميلته سعدية أحمد، وكانت بالمصادفة ابنة لسائق حافلة أيضا، وأنجبا ابنتيهما أنيسة وأماراه، وبدأ في ذلك الحين رحلته، التي استمرت 12 عاما كعضو في المجلس البلدي عن حي توتينج، قبل أن يصبح في عام 2005 عضوا في مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال لنفس الحي ايواصل دفاعه عن حقوق الأقليات وبزغ نجمه منذ ذلك الحين كسياسي مخضرم له وزنه.