من نجار إلى إمبراطور الليغو القصة وراء صاحب علامة ليغو
أوله كيرك كريستيانسن نجار دنماركي يصنع أشهر لعبة أطفال في العالم
من منا لم يعرف لعبة الليغو LEGO أشهر لعبة مكعبات بناء عشقها الصغار والكبار في العالم أجمع.
فما هي القصة وراءها؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولد Ole Kirk Kristiansen مؤسس مجموعة LEGO عام 1891، في قرية فليسكوف في الدنمارك، وفي عام 1911 ترك الدنمارك لكي يعمل نجارًا في ألمانيا والنرويج.
ثم عاد إلى الدنمارك عام 1916، واشترى بمدخراته مستودع صغير لأعمال النجارة وبيع الأخشاب في بلدة بيولند.
بدايته مع الألعاب:
عندما وصلت أزمة الكساد العظيم إلى الدنمارك عام 1930، تراجعت الطلبات على الأثاث الخشبي؛ بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، فتحول أوليه إلى صناعة الأدوات المنزلية البسيطة، التي يستطيع المزارعون تحمل تكاليفها، مثل السلالم الخشبية، والألعاب الصغيرة.
ومن هُنا برزت فكرة تصنيع ألعاب الأطفال من الأخشاب، باستخدم القطع الخشبية الصغيرة، في تكوين أثاث وصنع بيوت صغيرة على هيئة لعب للأطفال.
اسم ليغو:
بعدها أسس أوليه الشركة عام 1932، بعشرة موظفين فقط، وبعدها بعامين طرح أوليه مسابقة بين موظفيه لتسمية اسم للشركة، حيث إستعان بهم للوصول إلى اسم جيد لشركته الجديدة؛ حتى اختار موظفيه اسم ليغو، وهو مقتبس من الكلمة الدنماركية Leg Godt، وتعني ألعب جيدًا.
وكانت تشكيلة الألعاب الخشبية الأولى كبيرة وبسيطة، تتضمن سيارات ومراكب وطائرات وحافلات، وكانت بالرغم من بساطة تصميمها منفّذةً بشكلٍ متقنٍ للغاية، وذات جودة عالية.
تميزت بصناعة المنتجات ذات الجودة العالية، وأصبحت التصاميم أكثر تعقيدًا تتضمن دليلًا للتركيب يرسمه أوليه بنفسه.
التحول إلى البلاستيك:
حدث حريق هائل قضى على الشركة والمستودع ومصنعه الذي بلغت مساحته 180 مترًا مربعًا والمكون من طابقين عام 1942.
لم ييأس أوليه، فاقترض مبلغا ماليا وشيد بناءً مساحته 2300 متر مربع على نفس أرض المستودع القديم، وأنشأ في المصنع الجديد أول خط تجميع، وبلغ عدد الموظفين حينها 40 موظفًا.
ثم اشترى عام 1947 بعد الحرب العالمية الثانية آلة حقن وصب البلاستيك، وكانت تكلفة الآلة مرتفعة جدا لكنه قرر خوض المغامرة.
وأنتجت الشركة النسخة الأولى للألعاب البلاستيكية عام 1949.
وفي الخمسينيات، كانت الشركة تنتج تشكيلة واسعة من الألعاب، تتضمن سيارات وشاحنات وحيوانات ومراكب وجرارات ورافعات وأدوات زراعية، إضافة إلى خط انتاج المكعبات الخشبية التقليدية والألواح الخشبية والمعداد الخشبي والألعاب اللوحية.
في عام 1951، تعرض أوليه لسكتة قلبية وبدأت صحته في التدهور.
ورغم ذلك فقد أجرى عام 1952 توسيعات كبيرة جدًا على المستودع والشركة،كما زار ابنه غاتفرد كيرك كريستيانسن معرضا لألعاب الأطفال، واستمع إلى شكاوي أولياء الأمور حول ألعاب الأطفال واستطاع أن يجمع عددا من الملاحظات ساعدته في إعادة تصميم الليغو لتطرح ليغو أول لعبة محترفة عام 1955وبعدها طرحت LEGO أول لعبة محترفة عام 1955، وأصبحت من أفضل الألعاب في أوروبا.
انتقال الإدارة إلى الابن:
توفي أوليه عام 1958، وقد ترك مهمة إدارة شركة ليغو إلى ابنه غاتفرد كيرك كريستيانسن، والذي عُين مديرًا عامًا للشركة. لكن لسوء حظ غاتفرد، نشب حريق آخر بالمصنع عام 1960، بعد تعرض قسم الألعاب الخشبية لصاعقة أدت إلى احتراقه. وكانت هذه اللحظة الحاسمة التي اتخذ فيها غاتفرد قرار وقف تصنيع الألعاب الخشبية تمامًا، والتركيز فقط على البلاستيك كمادة مصنعة للألعاب.
وفي مُنتصف السبعينات من القرن الماضي، تتضاعفت مبيعات المجموعة بشكل كبير، بسبب رصدها ميزانية كبيرة للدعاية والحملات الترويجية عبر التلفاز.
الإنقاذ من الانهيار:
في أوائل عام 2000، مرت ليغو بفترة عصيبة. وأوشكت على الإفلاس خاصة في مواجهة المنافسة الشرسة من المصانع الصينية، بالإضافة إلى انخفاض قيمة العملة الدنماركية في مقابل الدولار.
لكن جاء الإنقاذ على يد يورغن فيغ كنودستورب،الذي عرف ببطل ليجو فأوقف تصنيع خطوط إنتاج المجموعات غير الشعبية. بالإضافة إلى إنتاج مجموعات جديدة من الألعاب أثبتت شعبيتها خاصة الألعاب المرتبطة بالأفلام مثل هاري بوتر، وحرب النجوم وهو ما ساعد على انتعاش الشركة وتربعها كأقوى علامة تجارية في صناعة الألعاب.
القيمة وراء ليغو:
يرجع جزء كبير من الفضل في نجاح علامة الليغو لاهتمامها بوجود قيمة حقيقية خلف ألعابها، كما أنها كما أنها تتجنب التسويق الجنساني على أساس النوع، فاللعبة تتوجه الأولاد والبنات على قدم المساواة.
كما أن جاذبيتها تتخطى الأطفال فهي تناشد الحنين من البالغين، بالإضافة إلى الحرية الإبداعية التي تعطيها اللعبة للأطفال.
مدينة الألعاب:
لم تكتف الشركة بطرح قطع ألعاب التركيب فقط، لكنها بنت مدينة ألعاب شهيرة اسمتها LEGO LAND، وتصنع أيضًا الجهاز الرئيسي للروبوت مثل: NXT و RCX، وعلى الرغم من توسعها، تبقى الشركة مملوكة للقطاع الخاص، كشركة عائلية.