"من السهل أن تصبح ثرياً!"... التحول الرقمي ودمقرطة الثراء
يتربع رئيس أمازون جيف بيزوس، ومالك شركة تيسلا إيلون ماسك، ورئيس أكبر شركة للسلع الفاخرة برنار أرنو على على قمة أثرياء العالم.
يقول الباحث في علم الثروات والثراء في "جامعة سيغموند فرويد الخاصة" في فيينا، توماس درويين إن تحقيق الثراء أصبح أسهل اليوم، ولكن الوصول للثراء مختلف بين الماضي والحاضر، كما نقل عنه موقع "تاغسشاو" الألماني. ويضيف أن امتلاك "أصولاً بقيمة 722 ألف يورو، تضع الشخص في عداد أغنى خمسة بالمائة في ألمانيا". أمام عدد المليارديرات في ألمانيا فيبلغ 173 إنسان.
ووفقاً لتقرير الثروة العالمية الصادر عن شركة كابجيميني الاستشارية، كان هناك حوالي 1.6 مليون مليونير في ألمانيا في عام 2022. وفي عام 2008 كان هناك نصف هذا العدد.
ووفقا للباحث درويين، فإن الشخص الذي يملك ما لا يقل عن 300 مليون يورو يعتبر ثرياً للغاية.
ومنذ مطلع الألفية زاد عدد المليارديرات أكثر من خمسة أضعاف في العالم. وما يقرب من عشرة بالمائة منهم تقل أعمارهم عن 50 عاماً. كيف حققوا ذلك؟
بين الأمس واليوم
باختصار: معظمهم أصبحوا أغنياء بفضل عملهم لا من خلال الورثة. ويؤكد الخبير توماس درويين ذلك بعد بحث في 120 دولة: "إن الأسطورة القائلة بأن الورثة هي السبب الأول للثراء ليست صحيحة. منذ بداية الثورة الصناعية، كانت ريادة الأعمال هي العامل الحاسم للثروة. ومع ذلك، تغيرت الظروف بشكل كبير".
قبل التحول الرقمي، أدت الثورة الصناعية في الولايات المتحدة إلى مراكمة ثروات كبيرة. ومن الأمثلة على ذلك ما حققته عائلة روكفلر من خلال النفط، وأندرو كارنيجي من خلال الصلب والبنية التحتية مع أندرو كارنيجي، وهنري فورد في صناعة السيارات، كما نقل "تاغسشاو" الألماني.
لقد تغيرت الفرص والمتطلبات اللازمة لتحقيق الثراء: على مدى قرون، وخاصة منذ القرن التاسع عشر، كان أصحاب السفن وأصحاب المناجم وبناة السكك الحديدية بحاجة إلى شبكة مذهلة من الموظفين، كما يوضح الباحث. تغير ذلك في العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية مع الإنترنت والرقمنة والذكاء الاصطناعي: "اليوم أصبح من الأسهل أن تصبح ثرياً. ولأول مرة في تاريخ البشرية، أصبح من الممكن تطوير فكرة وإنفاق المال عليها ومن ثم جني الكثير من المال منها". ويمكننا القول: "لقد أدى التحول الرقمي إلى إضفاء طابع ديمقراطي على الثراء".
لكن الفكرة وحدها لا تكفي: "بدون الشجاعة والانضباط لتنفيذها، لن تنجح"، يؤكد الخبير. خلال 25 عاماً في البحث العلمي في الثروات والثراء اتضح لتوماس درويين: "لم يكن معظم الأثرياء مهتمين بالمال في المقام الأول، بل كانت لديهم الإرادة والهوس لتحويل أفكارهم أو رؤاهم إلى واقع، ولا ننسى دور المثابرة".
ويتميز الجيل الجديد من فاحشي الثراء بحقيقة أن لديهم رؤية أكبر للروابط العالمية ويفكرون على مستوى عالمي. "هذا الجيل يستخدم رأس ماله للعمل والإبداع ولديه الشجاعة لتجربة الأشياء".
أعده للعربية: خالد سلامة