ممارسة النساء لـ"اليوغا"تتسبب في جدال محتدم واحتجاجات بالكويت
نفّذت عشرات النساء في الكويت وقفة احتجاجية بعد منع وزارة الداخلية جلسة يوغا نسائية إثر مناشدة نائب محافظ السلطات التدخّل ضدّ "هذا الأمر الخطير" و"الدخيل" على المجتمع، في قضية لا تزال تتفاعل في الدولة الخليجية منذ الأسبوع الماضي.
وكانت منظّمة الفعالية مدرّبة اليوغا الكويتية إيمان الحسينان أعلنت الخميس الماضي منع تنظيم الفعالية، وأشارت لاحقاً في تسجيل مصوّر إلى أنّها تنتظر تصريحاً رسمياً لإقامتها.
المنع جاء غداة إطلاق عضو مجلس الأمة النائب حمدان العازمي تغريدة جاء فيها "نشدّد على وزير الداخلية سرعة التحرّك ووقف هذه الممارسات الداخلية ومحاسبة من منح له التراخيص فوراً"، مضيفاً "هذا أمر خطير".
وسبق للعازمي أن أثار سجالاً عندما استجوب وزير الدفاع في يناير/ كانون الثاني بشأن قرارالسماح للنساء بالانضمام إلى الجيش في الأدوار القتالية لأول مرة.
وبعد ذلك، فرضت وزارة الدفاع قواعد جديدة على النساء الملتحقات بالجيش، بما في ذلك ضرورة ارتداء الحجاب، والحصول على إذن من ولي الأمر للانضمام، وعدم السماح لهنّ بحمل السلاح.
"الكويت دولة مدنية"
وخلال وقفة احتجاجية في ساحة الإرادة أمام مقرّ مجلس الأمة الاثنين (7 فبراير/ شباط 2022) قالت أستاذة اللغة الإنكليزية في جامعة الكويت الدكتورة ابتهال الخطيب في تصريح لوكالة فرانس برس إنّ "القضية ليست قضية رياضة، على الرّغم من أهميتها، وإنّما هي نقطة في مشهد كبير عام إذا تنازلنا عنها سنشهد تنازلات أخرى".
ورفعت مشاركات في التحرّك لافتات كتب عليها "لا لمتاجرة الحكومة والبرلمان بقضايا النساء" و"الكويت دولة مدنية والحكم دستوري ولا لحكم الفتاوى" و"نرفض الوصاية على المرأة".
وخلافاً لسائر دول المنطقة، تتمتّع الكويت بحياة سياسية نشطة ويحظى برلمانها، مجلس الأمة، الذي ينتخب أعضاؤه لولاية مدتها أربع سنوات، بسلطات تشريعية واسعة ويشهد مناقشات حادّة في كثير من الأحيان.
"لا نقبل استغلال المرأة لتسويات سياسية"
واعتبرت الناشطة الحقوقية هديل بوقريص في تصريح لفرانس برس أنّ "اليوغا هي فكرة رمزية ومنها انطلق تدخّل النائب في حريّات الأشخاص". وتابعت "ما نريد إيصاله إلى الحكومة والنواب هو أنّنا لا نقبل باستغلال قضية المرأة وحرياتها في تسويات سياسية".
وشدّدت رئيسة الجمعية النسائية الثقافية والاجتماعية لولوة الملا على أنّ الدولة "دستورية ومدنية"، وقالت "نطالب بحقّنا وبالعدالة في مطالب النساء وليس التهميش والإقصاء".
وكانت الحسينان قالت في التسجيل الذي نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي "أكدنا بالفعل على ضرورة ارتداء الملابس المناسبة للمشاركة في الجلسات وهي ملابس محتشمة (...) لكنني كنت تعرّضت لهجوم شرس. لقد عرضوا صورة للحدث بشكل مهين، وتمّ تصويره على أنّه غير أخلاقي".
وكانت الكويت أول دولة خليجية عربية تتبنى نظاماً برلمانياً في 1962. ومنحت المرأة حق التصويت والترشح للانتخابات في 2005.
ولطالما دفعت الكويتيات نحو تخطي قيود مجتمعهن الذي يُعتبر من أكثر المجتمعات انفتاحاً في المنطقة. وفي العام الماضي، تحدّين الأعراف المحافظة وثقافة "العار" للتحدّث علناً وللمرة الأولى ضدّ التحرّش.
ص.ش/ (أ ف ب)