ملكة بريطانيا تحتفل بمرور 70 عاماً على اعتلائها العرش
تحتفل الملكة إليزابيث الثانية، الأحد المقبل، بمرور سبعين عاماً على اعتلائها العرش البريطاني، يُعتبر هذا الاحتفال تاريخياً، لأنه لم يبق، فيما سبق، أي ملك أو ملكة على قيد الحياة لمثل هذه الفترة على العرش. تحظى الملكة إليزابيث البالغة من العمر 95 عاماً، بشعبية كبرى بعد حياة مكرسة بالكامل للعرش.
يُمثل يوم 6 فبراير ذكرى سعيدة وحزينة بالنسبة للملكة، فهذا التاريخ يرمز إلى اعتلائها العرش في عام 1952 حين كانت في سن 25 عاماً، لكن اليوم ذاته، هو أيضاً يوم وفاة والدها، الذي كانت شديدة التعلق به، الملك جورج السادس بسرطان في الرئة عن عمر يُناهز 56 عاماً.
يُذكر أن قصر بكنغهام كان قد أعلن في نهايات العام الماضي، عن أن الأطباء أمروا الملكة بالراحة، وتجنّب الزيارات الرسمية، وكان من بين الارتباطات التي اضطرّت الملكة للانسحاب منها حفل الاستقبال الذي انعقد بمناسبة افتتاح قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26"، التي انطلقت في أسكتلندا.
أيضاً كان باكنغهام قد أعلن سابقاً عن أن الملكة إليزابيث قد ألغت رحلة كانت مُقررة إلى أيرلندا الشمالية التي كانت مُقررة في أكتوبر الماضي، أضاف قصر باكنغهام في بيانه إن الملكة "قبلت على مضض النصيحة الطبية للحصول على الراحة في الأيام القليلة المقبلة"، ولم يُقدم البيان أي تفاصيل أخرى حول الوضع الصحي للملكة أو أي مخاوف صحية معينة لدى الأطباء بشأن حالتها.
أشار البيان إلى أن الملكة البريطانية كانت في حالة معنوية جيدة، وأنها تشعر فقط بخيبة أمل لعدم قدرتها على تنفيذ ارتباطاتها المُخطط لها في أيرلندا الشمالي.
وفقاً لبعض التقارير الإخبارية، لا يتعلق قرار الملكة بجائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أضافت التقارير أن نصيحة الأطباء للملكة بالراحة تأتي بعد جدول أعمال مزدحم. أوضح بيان باكنغهام أن الملكة ترسل أمنياتها الدافئة لشعب أيرلندا الشمالية، وتتطلّع قدماً لهذه الزيارة في المستقبل القريب.
الملكة إليزابيث الثانية أطول ملوك العالم حكماً
تعتبر الملكة إليزابيث أطول ملوك العالم حكماً، رفضت الملكة طلب إحدى المجلات البريطانية، العام الماضي، منحها لقب "Oldie of the Year/عجوز العام" قائلة بأنها لا تعتقد أنها على شاكلة المتلقين السابقين لتلك الجائزة، الذين منهم رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور، والممثلة أوليفيا دي هافيلاند، والفنان ديفيد هوكني.
وجاء في تصريح المتحدث باسم الملكة أنها تعتقد أن العمر الحقيقي ما تشعر به، لذلك فهي ترى أنها لا تستوفي المعايير المطلوبة لتكون قادرة على قبول (اللقب)، وتأمل أن تجد متلقياً أجدر منها.
لا تزال الملكة إليزابيث الثانية شخصية محبوبة في بريطانيا وحول العالم، تقديراً لمحافظتها على النظام الملكي على الرغم من التحولات الكبرى التي مرّت بها بريطانيا خلال فترة حكمها، منذ انتهاء الاستعمار إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يُعتبر وريث الملكة إليزابيث، الأمير تشارلز البالغ من العمر 72 عاماً، أقل شعبية بكثير منها.
أزمات عديدة تعرضت لها العائلة المالكة البريطانية، مثل وفاة الأميرة ديانا في 1997، كما هز المؤسسة مؤخراً، الانسحاب المدمر من النظام الملكي لحفيدها الأمير هاري وزوجته ميغان اللذين سافرا إلى كاليفورنيا، بالإضافة إلى اتهامات باعتداءات جنسية طالت ابنها أندرو.
تواصل إليزابيث الثانية رئيسة الدولة ل16 مملكة، المشاركة في العديد من المناسبات في أماكن عامة، على الرغم من التكهنات الدائمة عن انسحاب الملكة إليزابيث، خصوصاً بعد وفاة زوجها فيليب عن عُمر يناهز 99 عاماً، لكنها لم تعد تسافر إلى الخارج وينوب عنها ولي العهد لكنها شاركت في قمة مجموعة السبع عبر استقبال الرئيس الأميركي جو بايدن في يونيو الماضي، بالإضافة إلى كونها تقوم بتقديم أوسمة ولقاء سفراء جدد في المملكة المتحدة، أحياناً عن طريق مؤتمرات الفيديو.
هل ستتنازل الملكة إليزابيث عن الحكم؟
تزايدت خلال الفترة الأخيرة التكهنات بأن الملكة إليزابيث الثانية، ستتنازل للأمير تشارلز عن الحكم بعد وفاة زوجها الأمير فيليب في أبريل الماضي عن عمر ناهز 99 عاماً ونصيحة أطبائها لها بضرورة الراحة.
من ناحيتها، استبعدت جيني بوند، وهي مؤرخة ملكية بريطانية شهيرة، أن تُقرر الملكة إليزابيث الثانية، التنحي عن العرش لصالح ابنها ولي العهد الأمير تشارلز بسبب الوعكة الصحية التي أصابتها مؤخراً وأجبرتها على عدم المشاركة في مناسبات مهمة.
أشارت بوند إلى أنها تحدثت مع كثير من المقربين من الملكة وأنهم جميعا أكدوا أنها ستتمسك بأن تبقى في منصبها حتى وفاتها، لأن هذا عهد قطعته على نفسها سابقاً، فقد نقلت تقارير صحفية محلية عن الملكة إليزابيث قولها لابنة عمها مارغريت رودس إنها لن تفكر في التنازل عن العرش: "إلا إذا أصبت بمرض الزهايمر أو بسكتة دماغية".
أكدت بوند أنه على الرغم من الوعكة الصحية الأخيرة إلا أن الملكة لا زالت قادرة على أداء واجباتها الملكية، أوضحت بوند قائلة: "نحن الآن في عصر التكنولوجيا والعمل عن بُعد، لذلك بإمكان الملكة العمل عن بُعد من خلال شاشات الفيديو والهاتف وغيرها من الوسائل، وهو ما يعني أن الأوضاع الصحية غير الخطيرة لن تُعيقها عن العمل".
يُذكر أن الأمير تشارلز، هو الأول في خط العرش البريطاني، يليه ابنه الأكبر الأمير وليام ابن الأميرة الراحلة ديانا. وكان الأمير تشارلز قد احتفل بعيد ميلاده الثالث والسبعين مؤخراً.