ملك إسبانيا وزوجته يواجهان غضب الشعب بسبب كارثة فالنسيا

  • تاريخ النشر: الأحد، 03 نوفمبر 2024
مقالات ذات صلة
معرض CEVISAMA 2024 فالنسيا إسبانيا
إسبانيا تعلن الحداد: فيضانات فالنسيا تخلف دماراً غير مسبوق
برشلونة يواجه خطر الانهيار بسبب كارثة جديدة

شهدت مدينة بايبورتا في منطقة فالنسيا الإسبانية مواجهات غير مسبوقة خلال الزيارة التفقدية للملك فيليبي السادس للمناطق المتضررة من الفيضانات الكارثية، حيث استقبلته حشود غاضبة بوابل من الهتافات المناهضة والاحتجاجات العنيفة، وصلت إلى حد قذفه وزوجته الملكة ليتيزيا بالطين.

احتياجات على الملك وزوجته

وتداول نشطاء مواقع فيديو وصور من المحتجين الذين أحاطوا بالملك والملكة مرددين هتافات "القاتل" و"لقد وصلت متأخراً أربعة أيام"، في إشارة إلى تأخر استجابة السلطات للكارثة التي حلت بالمنطقة.

 وأظهرت لقطات مصورة الملك، وهو يسير وسط الشوارع المليئة بالحطام، بينما تحاول مجموعة من مرافقيه حمايته بالمظلات من قذائف الطين المتطايرة.

كما اضطرت السلطات الإسبانية لإجلاء رئيس الوزراء بيدرو سانشيز وطاقمه من المنطقة بعد تعرضه لهجوم مماثل، وأكدت مصادر رسمية لمحطة "لا سيكستا" الإسبانية تعرض سانشيز للمضايقات، وقذفه بكرات الطين وأشياء أخرى، مما استدعى إجلاءه فوراً من المكان.

ضحايا فيضانات فالنسيا

وكشفت الإحصاءات الرسمية عن حصيلة مأساوية للفيضانات المفاجئة التي ضربت جنوب شرق إسبانيا، حيث بلغ عدد الضحايا 214 شخصاً، توزعوا على النحو التالي: 211 في مجتمع فالنسيا، واثنان في منطقة كاستيا لا مانشا، وشخص واحد في الأندلس.

وفي ضوء تصاعد الاحتجاجات، قرر الملك فيليبي والملكة ليتيزيا تعليق زيارتهما المقررة إلى منطقة تشيفا، التي تبعد حوالي 35 كيلومتراً غرب فالنسيا، والتي تضررت أيضاً من الفيضانات.

وفي سياق متصل، عبر خوان بورديرا، عضو برلمان فالنسيا، عن انتقاده الشديد لتوقيت الزيارة الملكية، واصفاً إياها بـ"القرار السيئ للغاية".

 وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "السلطات لم تستمع لأي تحذيرات، كما أن استجابة الحكومة الوطنية مثيرة للتساؤل، من المنطقي أن يكون الناس غاضبين، ومن المنطقي أنهم لم يفهموا سبب هذا الإلحاح في الزيارة".

وتواصل قوات الحرس المدني الإسباني وقوات الشرطة الوطنية جهودها في البحث عن المفقودين، مستعينة بالكلاب البوليسية والطائرات المسيرة للوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، كما تقوم القوات بحماية المنازل والشركات، وإنقاذ الحيوانات المفقودة، والمساعدة في إيصال الإمدادات للمنطقة.

وفي مؤتمر صحفي عقد في العاصمة مدريد، امتنع وزير السياسة الإقليمية، أنخيل فيكتور توريس، عن تحديد عدد المفقودين، مؤكداً أن السلطات ستقدم المعلومات الرسمية حال استكمال العمليات اللازمة.

من جانبه، أبدى كارلوس مازون، رئيس حكومة فالنسيا، تفهمه لغضب المواطنين، مشيراً إلى أن "الاستماع إلى هذا الغضب هو واجب سياسي وأخلاقي"، مشيداً في الوقت نفسه بموقف الملك الذي وصفه بـ"المثالي" خلال الأحداث.

وعلى صعيد المعاناة اليومية، عبر السكان المحليون عن استيائهم من تأخر الاستجابة للكارثة، وقال أوسكار مارتينيز في حديثه لبي بي سي: "كانت هذه مأساة يمكن تجنبها، كل ما كانت تحتاجه الحكومة الإقليمية هو إصدار تحذيرات الفيضانات مسبقاً".

 وأضافت إيميليا، صاحبة متجر محلي، أنها تشعر "بالتخلي عنها" في أعقاب المأساة، موضحة أن السكان لا يستطيعون حتى غسل ملابسهم أو الاستحمام.

وقد تسببت الأمطار الغزيرة التي بدأت يوم الاثنين في فيضانات دمرت الجسور، وغطت البلدات بالطين، مما أدى إلى عزل المجتمعات المحلية، وتركها دون مياه أو غذاء أو كهرباء، وتستمر جهود الإنقاذ والبحث في ظل مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين.